رئيسية 
الرئيسية 
محمد كماشين
في إطار تخليد الذكرى التاريخية لمعركة أنوال المجيدة، نظمت النيابة الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بالعرائش، وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير، وبتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني، ندوة علمية موسومة بـ:
"معركة أنوال: الذاكرة والتاريخ والذكرى"، وذلك يوم الأربعاء 23 يوليوز 2025، على الساعة الخامسة والنصف مساء، بفضاء الذاكرة التاريخية بالقصر الكبير
استهل اللقاء بكلمة ترحيبية وتأطيرية ألقاها الدكتور محمد الصمدي، الذي تولى أيضا مهمة تسيير الجلسة ،وقد أبرز في كلمته دلالات تخليد معركة أنوال باعتبارها محطة مفصلية في تاريخ المقاومة المغربية، مشيدا بما تحمله من دروس في الوطنية والتضحية، ومرحبا بجميع المشاركين وممثلي النسيج الجمعوي الحاضر.
- في مداخلته الموسومة بـ"معركة أنوال وتجليات المواطنة"، قدم الإعلامي والفاعل الجمعوي حسن لحلو قراءة إنسانية ووطنية للحدث، مؤكدا أن الانتصار في أنوال لم يكن مجرد إنجاز عسكري، بل كان تجسيدا حيا للمواطنة الفاعلة التي جمعت صفوف المغاربة خلف إيمانهم العميق بقضيتهم.
وحذر المتدخل من تراجع هذه القيم وسط الأجيال الحالية، داعيا إلى تحصين الشباب بقيم المواطنة الأخلاقية والفكرية والعملية.
- المداخلة الثانية عادث للباحث محمد السوسي ومن خلالها قارب محور المعركة من منظور القانون الدولي .
فبعد ما مهد بالحديث عن معركة انوال والدراسات و الابحاث التي تناولتها وكيف تعامل الاسبان مع المعركة ك " كنكسة "و " فاجعة "، أشار إلى المتغيرات الدولية التي رافقت المعركة وابرزها ما وفرته الحماية القانونية : من قانون دولي وبرتوكولات واتفاقيات حول مفاهيم : " الكفاح المسلح" "النزاعات المسلحة" "تصفية الاستعمار" .
وتحدث عن عن السياق القانوني زمن المعركة بهيمنة قانون دولي تقليدي ، وما اعقب ذلك من قانون دولي مغاير غرف من التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بعد الحرب العالمية وما تلاها .
- بدوره، عاد الباحث في التاريخ المعاصر حمزة معروف إلى الخلفية التاريخية التي مهدت لمعركة أنوال، متحدثا عن الضغوط الدولية المتزايدة على المغرب منذ معركتي إيسلي وتطاوين، مرورا بالمعاهدات المجحفة التي فتحت الباب أمام فرض الحماية.
وأكد أن معركة أنوال شكلت محطة بارزة في تاريخ المقاومة المسلحة، حيث نجحت في توحيد القبائل الريفية وإلحاق هزيمة موجعة بالمستعمر الإسباني.
وفي المداخلة الختامية، شدد الباحث في التاريخ والتراث مصطفى العلالي على أهمية إحياء الذاكرة الجماعية بشأن ما أسماه بـ"زعماء الثغور الشعبية"، ممن غيبت أسماؤهم عن بعض السرديات التاريخية ، مثل المجاهد العياشي، ولخضر غيلان، وعبد السلام بن الجيلالي.
وانتقل بعد ذلك لتحليل تقنيات القتال في أنوال، بين الكمائن والأساليب التقليدية من جهة، والعتاد الحديث للقوات الاستعمارية من جهة أخرى، مشيرا إلى أن الصعوبات الجغرافية للمنطقة ضاعفت من خسائر الجيش الإسباني.
وختم بتأكيده أن هذه المعركة كانت ملهمة لحركات التحرر في العالم.
اختتمت الندوة بفتح باب النقاش والتفاعل بين المتدخلين والجمهور، في جو من الحماس المعرفي والاعتزاز بالذاكرة الوطنية.
