Quantcast
2021 أبريل 20 - تم تعديله في [التاريخ]

ندوة حول "زيارة جلالة الملك محمد الخامس لمدينتي العرائش والقصر الكبير"

السياق والدلالات والعبر" في ندوة للمكتب المحلي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم العرائش، وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير


المغفور له السلطان محمد الخامس مرفوقا بالمغفور له الملك الحسن الثاني
المغفور له السلطان محمد الخامس مرفوقا بالمغفور له الملك الحسن الثاني
العلم الإلكترونية - محمد كماشين 

نظم المكتب المحلي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم العرائش، وفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالقصر الكبير، ندوة عن بعد يوم السبت 10 أبريل 2021، في موضوع : زيارة جلالة الملك محمد الخامس لمدينتي العرائش والقصر الكبير: السياق والدلالات والعبر" وذلك تخليدا للذكرى 65 لزيارة بطل التحرير جلالة الملك محمد الخامس لمدينتي العرائش والقصر الكبير بتاريخ 10 أبريل 1956.
 
أدار دفة هذه الندوة الدكتور محمد الصمدي وشارك فيها كل من الأساتذة: محمد أخريف رئيس جمعية البحث التاريخي والاجتماعي بالقصر الكبير،محمد عزلي رئيس جمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي،محمد المودن باحث وصحفي من القصر الكبير،عبد الحميد بريري الكاتب العام لجمعية أرشيف العرائش لتوثيق التراث الثقافي والبحث التاريخي.
 
1- أطر الأستاذ محمد أخريف مشاركته بعتبة: زيارة محمد الخامس إلى مدينة القصر الكبير : السياق الدولي والوطني " وقد تناول هذه الزيارة من خلال سياقها العام ورمزيتها: 
 
تحدث الأستاذ محمد أخريف في البداية عن السياق العام لهذه الزيارة وهكذا أشار إلى أن مدينة القصر الكبير تربطها بالمقاومة روابط ترجع إلى عصور قديمة ، لينتقل للحديث عن الفقترة الممتدة من سنة 1912 إلى سنة 1956 ، وهكذا كان لا بد من معرفة كون المدينة شاركت بطرق مباشرة أو غير مباشرة في كل الأحداث التي وقعت في المغرب ، فمن ذلك مثلا أن أوجيل رنيو وفي سنة 1912 ، ومعلوم أن أوجيل رنيو الذي كلف من طرف الحكومة الفرنسية الإستعمارية بالتوقيع على معاهدة الحماية كان في مدينة القصر الكبير قبل الذهاب إلى فاس للتوقيع بإسم الدولة الفرنسية. 
 
لقد شاركت مدينة القصر الكبير من خلال معركة العنصرة في سنة 1913 ، كما شاركت في اول وثيقة قدمت للمحتل سنة 1931 ، وفي سنة 1938 في بند المطالب الشعبية للمنطقة الشمالية ، وفي سنة 1953 وبعدها كانت هي المقر الأساسي في المنطقة الشمالية الذي إحتضن مجموعة من المقاومين الكبار الذين تواجدوا بها مثل : ماسي والسباعي ، الصنهاجي ، مولاي الطيب . وبعضهم ذهب إلى تطوان ومن ثمة تم تأسيس حزب جيش التحرير بالناظور. وفي 5 مارس 1956 وقعت مظاهرة بالقصر الكبير كان الهدف منها التعبير عن فرحة الانعتاق من المستعمر ، لكن تحولت هذه المظاهرة إلى كارثة إنطلقت من جامع الكبير وإنتهت في ساحة الشهداء وقد سقط فيها كثير من القتلى ، بحيث أن هناك العديد من الأشخاص الذين أقبروا في مقابر جماعية موجودة في ضواحي القصر الكبير ولم يتحدث عنهم أحد . وهذه الحادثة تحدث عنها الملك محمد الخامس 
 
استقبلت مدينة القصر الكبير وبهذه الحمولة التاريخية الملك محمد الخامس طيب الله ثراه " 1956" وقد جاءت هذه الزيارة بعد انتهائه من زيارة لإسبانيا (من 4 أبريل إلى 8 منه ) بحيث وقع في 7 أبريل البيان المشترك الذي أعلن عن استقلال المغرب ووحدة ترابه ، وهكذا حل الملك محمد الخامس يوم 9 أبريل بمدينة تطوان ومنها قدم للعرائش ثم إلى مدينة القصر الكبير
 
 ,اضاف الأستاذ محمد أخريف أنه لا توجد هناك وثائق ومذكرات تصف هذا اليوم لكن مراسل جريدة ABC الإسبانية كان حاضرا وغطى هذه الأحداث بدقة وقد قال أن الملك محمد الخامس اجتمع بسكان مدينة القصر الكبير الذين خرجوا عن بكرة أبيهم ، بالإضافة إلى السكان الذين جاءوا من كل الأماكن الجبلية والقروية حيث وصل عدد المستقبلين للملك محمد الخامس تقريبا 200000 شخص ، إذا كان هناك إرتباط ووحدة قوية ويصف الناس أنها كانت ترتمي على الأماكن التي كان يمر منها الملك محمد الخامس لتقديرهم وحبهم له . وقد أقيم الغذاء في قصر باشا القصر الكبير محمد الملالي الذي كان يمثل في ذلك الوقت النائب الأعظم وكان الغذاء في ذلك الوقت كما يقول مراسل الجريدة بطريقة تقليدية عربية أندلسية ، لكن ما يهمنا هو رمزية هذه الزيارة فالملك محمد الخامس زار عدة مدن مغربية إلا أنها لم تكن مثل زيارة القصر الكبير بحيث أن زيارته لهذه المدينة كانت إحتفالا بالإنتصار والإستقلال ، ودليل على ذلك أن هناك صورا تبرز الحكومة والخليفة ، الأمراء ومحمد الخامس ، بحيث كانوا كلهم يصفقون وذلك تعبيرا على أنها نهاية الاستعمار وبزوغ الإستقلال . ، وبالتالي فمدينة القصر الكبير تتميز بتاريخ عريق 
 
بعد ذلك زار الملك "عرباوة " وقام بتحطيم الحدود بين المنطقة الخليفية والمنطقة السلطانية ووقع التسليم إلى السلطات المغربية وبذلك ستنتهي الحدود وستبدأ الوحدة وهنا تتجلى رمزية هذه الزيارة .
 
2- عنون الأستاذ محمد الموذن مداخلته ب : " زيارة المغفور له لملك محمد الخامس لمدينة القصر الكبير: المسار والرمزية والدلالات" 
 
وانطلق بزيارات العاهل الراحل الى المدينة حيث قال : سبق للسلطان محمد الخامس أن زار مدينة القصر الكبير ثلاث مرات:
 
أ - زيارة محمد الخامس لتحطيم الحدود الاستعمارية بين شمال المغرب وجنوبه سنة 1956
 
ب - زيارة محمد الخامس القصر الكبير لتدشين انطلاق عملية الحرث بالمغرب، بواسطة المكننة والجرار، سنة 1957 حيث قام بنفسه بعملية الحرث بواسطة الجرار بدوار أولاد احميد.
 
ج – زيارته لمدينة القصر الكبير سنة 1956 من أجل تبديل العملة الإسبانية (البسيطة) بالعملة المغربية (الفرنك).
 
وما يهمنا في هذه المناسبة الزيارة الأولى في 10 أبريل 1956 ، فقد كانت زيارة تاريخية، زيارة الوحدة وتحطيم الحدود المصطنعة بين شمال المغرب وجنوبه، زيارة وضعت حدا فاصلا بين مغرب الحماية والتبعية، وبين مغرب الحرية والاستقلال.
 
ووصف الأستاذ محمد الموذن أجواء الزيارة : حوالي الساعة الثانية عشرة والنصف زوالا من يوم 10 أبريل من سنة 1956 حل الموكب الملكي بمدينة القصر الكبير قادما من مدينة تطوان التي زارها جلالة الملك محمد الخامس يوم 9 أبريل قادما إليها من إسبانيا.
 
ــ كان السلطان يستقل سيارة مكشوفة بيضاء، ويلبس كعادته الجلباب والطربوش الوطني.
 
ــ توقف الموكب الملكي بساحة مولاي المهدي وسط زغاريد وتصفيقات وتهليل سكان المدينة الذين خرجوا عن بكرة أبيهم للترحيب بملك البلاد.
ــ عند نزول السلطان محمد الخامس من سيارته تقدمت إليه التلميذة فاطمة العلمي بباقة ورد لجلالته.
 
ــ صعد جلالته المنصة التي أقيمت له بهذه المناسبة مصحوبا بولي العهد الحسن الثاني، وخليفة السلطان بالشمال مولاي الحسن بن المهدي، واكتفى بالتلويح بيديه للجموع الغفيرة من أبناء القصر الكبير، فبادلها التحية والترحاب، ونزل ولم يلق خطابا.
 
ــ بعد نزوله من المنصة توجه إل مقدمة شارع محمد الخامس ليدشنه، ويكشف الستار عن رخامة تحمل اسم الشارع، كان قد أعدها حزب الاستقلال، وكتبها بخط جميل السيد عبد السلام القيسي.
 
ــ توجه الموكب الملكي إلى دار الباشا الملالي الرميقي حيث تقدمت الطفلة أمينة الملالي الرميقي بكلمة ترحيب جملية، أعجب بها السلطان إعجابا كبيرا.
 
ــ وبدار الملالي الرميقي استقبل جلالة الملك السيد أحمد الجباري، وأجرى معه محادثة على خلفية إقالته من طرف المقيم الإسباني من منصب ناظر الأحباس، وبعد شهر من هذه الزيارة توصل السيد أحمد الجباري بقرار تعيينه ناظرا للأحباس بمدينة القصر الكبير والعرائش وأصيلة.
 
ــ وبعد تناول جلالة الملك وجبة الغذاء، وقضاء فترة من الاستراحة توجه حوالي الساعة الرابعة مساء إلى مركز الديوانة قرب عرباوة.
 
ــ وجد الملك في استقباله بمركز الديوانة جمهورا كبيرا من سكان القصر الكبير وعرباوة والنواحي المجاورة، وفي مقدمتهم فرقة من الكشفية الحسنية التابعة لحزب الاستقلال، وفرقة الماجوريت من الكشفية ذاتها، وكذلك فرقة من الكشفية الديمقراطية التابعة لحزب الشورى والاستقلال، وفرقة أخوات الصفا "الماجوريت" التابعة للكشفية الديمقراطية.
 
3- اختار الأستاذ محمد عزلي لمداخلته عنوان : " زيارة محمد الخامس لمدينة العرائش و تحطيم حاجز عرباوة الحدودي" وهكذا تضمنت مداخلته أنه مباشرة بعد عودة السلطان محمد الخامس من المنفى إلى عرشه بالرباط يوم 16 نونبر 1955، كلف مبارك البكاي بتشكيل أول حكومة وطنية كان الهدف الرئيسي منها متابعة المفاوضات مع سلطات الحماية من أجل استرجاع استقلال البلاد، وبالفعل اعترفت فرنسا رسميا في 2 مارس 1956 باستقلال المغرب.
 
شهر بعد ذلك وتحديدا في 4 أبريل 1956، توجه الملك محمد الخامس على رأس وفد مغربي رسمي إلى مدريد للتفاوض في استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية الشريفة، وقد مثل إقليم العرائش في هذا الوفد، الفقيه العلامة والقاضي الحاج عبد السلام ازطوط عضو المجلس الخاص للخليفة السلطاني، لتنتهي المفاوضات يوم 7 أبريل 1956 باعتراف إسبانيا الرسمي باستقلال منطقة الشمال المغربي.
 
قرر الملك محمد الخامس بعد هذا الفتح العظيم، العودة إلى المغرب مباشرة من بوابة تطوان، وتخصيص مدينة العرائش المجاهدة بأول زيارة رسمية ثلاثة أيام فقط بعد الاستقلال، وذلك يوم الثلاثاء 10 أبريل 1956، مرفوقا بنجليه الأمير مولاي الحسن ولي العهد والأمير مولاي عبد الله، ليستقبلوا استقبال الأبطال من الجماهير الشعبية التي احتفلت مطولا بهذا النصر وهذه الزيارة التاريخية.
 
حجت إلى العرائش وفود كبيرة من مختلف أصقاع الإقليم والمناطق المجاورة، وتزينت المدينة بأبهى حلة وأجمل زينة، فنصبت أقواس النصر، وعلقت الأعلام وصور السلطان ولافتات الترحيب والأنوار الملونة في أهم الساحات والشوارع، كما في الأحياء ومختلف المؤسسات الإدارية والسياسية والنقابية، وقد نصبت منصة كبيرة بساحة التحرير وضعت عليها صورة كبيرة لمحمد الخامس (5/3 متر)، واصطفت حولها فرقة فتيان حزب الإصلاح الوطني، رجال السلطة المحلية، الهيأة القضائية، العلماء، الشرفاء، أعيان ووجهاء المدينة، الهيئات السياسية والنقابية، ممثلون عن المجتمع المدني والجالية الإسبانية واليهود، بالإضافة طبعا لكل أطياف الجماهير الشعبية، كما حضر أيضا من تطوان المقيم العام الإسباني والأستاذ عبد الخالق الطريس زعيم حزب الإصلاح الوطني مصحوبا باللجنة التنفيذية.
 
وصل الموكب الملكي حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف ظهرا إلى ساحة التحرير، ونزل رحمه الله من سيارته المكشوفة رفقة نجليه الأميرين ملقيا التحية على شعبه ثم سلم على جميع الشخصيات التي قدمت لاستقبال جلالته، رافقه الخليفة السلطاني بتطوان مولاي الحسن بن المهدي، والمقيم العام الإسباني اليوتنان جنرال غارسيا فالينيو، وكذا أعضاء حكومة صاحب الجلالة، وقد تابع من المنصة استعراضا كبيرا ورائعا، كما قبل جلالته هدايا قدمت له من طرف البلدية وحزب الإصلاح الوطني والجالية اليهودية. وفي هذه الزيارة التاريخية سيستبدل اسم الشارع الرئيسي الذي كان يحمل اسم الملكة فكتوريا ثم الجنرال فرانكو ليصبح اسمه كما نعرفه اليوم شارع محمد الخامس، كما ستستبدل ساحة إسبانيا باسم ساحة التحرير.
 
غادر الملك محمد الخامس مدينة العرائش في نفس اليوم متجها إلى القصر الكبير حيث تناول وجبة الغداء، فنزل بدار الباشا الملالي، ومنها توجه إلى الخضاضرة في عرباوة رفقة الأميرين، أعضاء الحكومة، الخليفة السلطاني بتطوان، المقيم العام الإسباني بتطوان، وزعماء الأحزاب السياسية والنقابات، فوجدوا في استقبالهم المقيم العام الفرنسي بالرباط، ليتم بنقطة الحدود أو (الديوانة) عملية تحطيم حاجز الحدود الفاصل بين شمال المغرب ووسطه، ليصبح المرور حرا متاحا ابتداء من تاريخ هذا اليوم 10/04/1956.
 
4- الأستاذ عبد الحميد البريري شارك بمداخلة علميةعنونها ب : "زيارة محمد الخامس للعرائش والقصر الكبير 1956، 1957 الأبعاد والدلالات".
 
وقد تناول في هذه المداخلة الزيارة الأولى والثانية التي قام بها المغفور له الملك محمد الخامس للعرائش والقصر الكبير، وهي مناسبة أثبت فيها سكان العرائش تعلقهم بالعرش العلوي وتشبثهم بوطنيتهم المتجذرة في أعماق التاريخ، فما أن حل تاريخ الزيارتين حتى حج العرائشيون وسكان الإقليم لاستقبال طلعة المغفور له محمد الخامس بمرافقة الأميرين مولاي الحسن والأمير مولاي عبد الله، والترحيب بمقدم جلالته ليلتحق بالمنصة الشرفية التي أعدت له خصيصا لهذه الزيارة بعد أن حضر استعراضا لفرقة الكشافة.
 
 وأضاف الأستاذ البريري كون لكل زيارة من هذه الزيارات أبعاد ودلالات. فالزيارة الأولى كان لها بعد سياسي حيث أن جلالته أبى إلا أن يخصص للعرائش زيارة مباشرة بعد توقيع اتفاقية انتهاء عقد الحماية في مدريد سنة 1956 فخصص لمدينة العرائش والقصر الكبير زيارة هي التي نتحدث عنها والتي كان لها بعد سياسي بالأساس، وهذا البعد السياسي جاء في ظرف حساس وهو استقلال المغرب، ليوصل جلالته للإسبان الذين كانوا مازالوا في مدينة العرائش رسالة مفادها أن دخولكم إلى العرائش قبل عقد اتفاقية الحماية في يونيو 1911 لها خلفية تاريخية، أي أنهم جاءوا إلى العرائش بعدما كان أجدادهم فيها سنة 1610 بعدما أسروها من الشيخ المأمون السعدي، وأن عودة السيادة المغربية إليها هي عودة شرعية، كما أكدت هذه الرسالة أن العرائش هي مدينة مغربية أبا عن جد وتحت السيادة المغربية مكرسا في نفس الوقت علاقة الملوك العلويين الذين دأبوا على زيارة المدينة ولو مرة في حياتهم، وفي نفس الوقت للزيارة بعد وطني ويتجلى في الدور الذي قامت به العرائش في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي لمنطقة الوسط المغربي، حيث أنها كانت قاعدة لتوريد السلع كما كان يحكي له والده الذي كان يدعى بسي بن الطاهر والذي كان مقاوما في مدينة العرائش، حيث كانت تجمع الأموال وتقدم له فيحملها ويأخذها إلى سوق الصغير ويضعها في محل للمقاومة، ويتم بها شراء الأسلحة عن طريق المغاربة الذين كانوا يشتغلون في الثكنات الإسبانية في المدينة، ومن هنا كانت تهرب إلى الفدائيين في المنطقة السلطانية لمقاومة الاحتلال الفرنسي، وهذا ليس غريبا عن مدينة العرائش، التي أنجبت مقاومين كبار فالمصادر التاريخية لهذه الفترة تحتفظ بأسمائهم ومن بينهم نجد: سليمان رضى العرائشي وحسن العرائشي، ومن الرسائل التي أراد جلالته أن يبعثها من خلال الزيارة، هي أنه للعرائش دور مهم عكس ما كان يعتقد، فالقلة القليلة هي التي كانت على ولاء للإسبان، لكن كان بالمقابل رجال مقاومون وطنيون ساهموا في تحرير البلاد بمقاومتهم ضد الاستعمارين الإسباني والفرنسي . 
أما بخصوص الزيارة الثانية التي كانت في شتنبر 1957 والتي زار فيها جلالة الملك محمد الخامس مدينة العرائش للمرة الثانية، فقد كان لها بعد ديني واجتماعي. أما البعد الديني فقد تمثل: في إعادة إصلاح مسجد الأنوار الذي ظن الإسبان أنه لم يعد صالحا للصلاة فقاموا بإغلاقه، وبسبب ذلك طلب العرائشيون من جلالة الملك أن يعيد بناءه وترميمه للصلاة فيه فبادر صاحب الجلالة بصفته أمير المؤمنين بإعادة بناء المسجد للقيام بدوره الديني لإقامة الصلاة وذكر الله فيه، وفي ذلك رسالة للإسبان الذين احتلوا العرائش بعد أن حولوا هذا المسجد موضوع الإصلاح إلى كنيسة، وعندما حررها المولى إسماعيل أرجعها إلى مسجد وقام ببناء مسجد آخر، وهنا يلاحظ أن محمد الخامس كان يسير على نهج جده المولى إسماعيل في إعادة المعالم الدينية التاريخية للمدينة إلى سالف عهدها. وفيما يتعلق بالبعد الاجتماعي: يمكن الاشارة إلى ما قام به الملك من تسليم لبعض المنازل لفائدة الاسر العرائشية لتمكينها من السكن اللائق بها تكريما وتشجيعا لهاته الأسر، ورعايته منه لسكان هذه المدينة المجاهدة. لقد كانت هذه هي أبرز الأبعاد والدلالات التي حفلت بها هاتين الزيارتين التاريخيتين لمدينة العرائش. 
 


              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار