رئيسية 
الرئيسية 
العلم الإلكترونية - عبد القادر خولاني
لفظ البحر للمرة الثانية خلال الشهر الجاري جثة شاب يوم الإثنين 29دجنبر 2025، من دول إفريقيا جنوب الصحراء، قبالة سواحل مدينة سبتة المحتلة، ليرفع من حصيلة عدد الضحايا الهجرة السرية إلى 45 ضحية من بينهم مغاربة.
لتنتهي سنة 2025 بحصيلة ثقيلة لعدد المهاجرين غير النظاميين الذين حاولوا جاهدين التسلل الى مدينة المحتلة، بهدف الوصول إلى الفردوس المفقود.
وحسب عناصر الحرس المدني الإسباني، فقد كان الضحية يرتدي بدلة غوص "نيوبرين" ويستعين بطوق نجاة، وهي نفس الوسائل التي استخدمها الضحية السابق في الثالث من دجنبر الجاري، والذي تم دُفنه بمقبرة "سانتا كاتالينا" دون تحديد الهوية.
وحسب مصدر مطلعة، عادة ما لا يقوم أغلب المهاجرين غير النظامين العبور عبر الحاجز الصخري الذي يفصل منطقة "بنزو" عن "بليونش" سباحةً، وهو مسار بحري خطير لا يسلكه المهاجرون من جنوب الصحراء بكثافة، إلا أنه أصبح يحصد الأرواح بطريقة متكررة ومتشابهة، حسب ما أوردته الصحافة المحلية، بفعل ارتداء الضحايا لنفس بدلة غوص وزعانف وطوق نجاة، وهي أدوات يستخدمها المهاجرون الذين لا يتقنون السباحة، مما يعطي انطباع بتدخل مساعدين أو بالأحرى مرشدين يعرفون بـ "المحركات البشرية".
وقد رُصدت جثة الضحية بالقرب من منطقة "كالاموكارو"، ونُقلت إلى قاعدة المصالح البحرية في الميناء المخصص للصيد البحري بسبتة المحتلة لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية.
وقد تزامنت مآسي الهجرة غير الشرعية خاصة منها هذه الأخيرة مع صدور تقرير منظمة "كاميناندو فرونتيراس" (Ca-minando Fronteras)، الذي يسلط الضوء على ضحايا الهجرة غير الشرعية، محملة المسؤولية للسلطات الإسبانية بناء على معطيات تهم بالأساس، الإهمال في الإغاثة، التأخر في تفعيل أجهزة البحث والإنقاذ من عدمها، غياب التنسيق، إضافة إلى نقص التعاون بين السلطات المعنية في المغرب وإسبانيا، وخطورة الطرق البحرية.
وقد شهدت سنة 2025 أرقام مخيفة ومأساوية وصلت إلى 45 ضحية، وفق صحيفة "إل فارو دي سيوطا "، " مما طرح جدلا سياسيا واجتماعيا واسعا في إسبانيا حول جدوى سياسات الهجرة الحالية، أمام التدفقات المتزايدة للمهاجرين السريين الباحثين عن حلم الوصول إلى أوروبا، حتى لو كان على حساب فقدان حياتهم.
