Quantcast
2025 ماي 27 - تم تعديله في [التاريخ]

طنجة تحتضن إطلاق أولى سفن "جي إن في" الجديدة استعدادا لعملية مرحبا 2025

استثمار في الاستدامة وتجربة مغربية فريدة فوق البحر


طنجة تحتضن إطلاق أولى سفن "جي إن في" الجديدة استعدادا لعملية مرحبا 2025
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي 
 
في إطار مواصلتها للاستراتيجية التي تعمل على تجويد خدماتها لنقل المغاربة المقيمين بالخارج، أكدت مجموعة "جي إن في" للنقل البحري التابعة لمجموعة "MSC" العملاقة، على انخراطها الفعال في الدينامية المتنامية للنقل البحري بين أوروبا والمغرب، وذلك خلال ندوة صحافية عُقدت الإثنين 26 ماي 2025، بمدينة طنجة تزامنا مع انطلاق عملية مرحبا 2025. 
 
وخلال الندوة أعلنت المجموعة عن انطلاق أولى سفنها من الجيل الجديد في البحر الأبيض المتوسط، ويتعلق الأمر بالسفينة الذكية ""جي إن في" Polaris" التي ستعزز أسطول سفن الشركة، وقد شكل هذا الحدث إعلانا صريحا عن طموح مجموعة "جي إن في" للتحول إلى فاعل مرجعي في مجال نقل الركاب عبر المتوسط، خاصة بين الضفتين الشمالية والجنوبية، في سياق يتميز بتزايد طلب الجالية المغربية على جودة الخدمات ومرونة العرض البحري، تراعي متطلبات السوق المغربية والدولية، وسط تحديات بيئية ولوجستية متصاعدة.
 

طنجة... محطة رمزية لانطلاق سفن جديدة وأسطول ذكي ومتجدد

طنجة تحتضن إطلاق أولى سفن "جي إن في" الجديدة استعدادا لعملية مرحبا 2025
اختارت مجموعة "جي إن في" مدينة طنجة لتكون أول محطة ترسو بها السفينة الجديدة ""جي إن في" Polaris"، وهي سفينة حديثة البناء انطلقت من ورشات التصنيع بالصين، حيث أكده المدير العام للمجموعة ماتيو كاتاني، أن هذا الاختيار، لم يكن عبثيا، بل يكتنف في طياته رمزية خاصة، "نحن نرتبط بعلاقات تاريخية مع المغرب، واخترنا أن تكون طنجة أول ميناء تستقبل السفينة الجديدة لأنها تمثل بوابة المتوسط الجنوبية وأحد أكبر موانئ إفريقيا. إنها رسالة تقدير ووفاء لهذا البلد وشعبه".
 
وأوضح كاتاني أن "بولاريس" هي أولى ثمار خطة استثمارية كبرى أطلقتها مجموعة MSC، تروم تجديد أسطول "جي إن في" بشكل جذري عبر بناء ثماني سفن حديثة حتى عام 2030، في مشروع يهدف إلى توفير وسائل نقل آمنة، مريحة وصديقة للبيئة، تستجيب لحاجيات أسواق شمال إفريقيا وجنوب أوروبا، وتواكب التظاهرات الدولية الكبرى التي سيحتضنها المغرب كأكس العالم 2030، مما يفرض على الشركة توفير أقصى ما يمكن من الإمكانيات اللوجيستية المجَودة في النقل البحري لربط شبكي كامل في الحوض المتوسطي.
 

خطة استثمارية طموحة تراعي المتطلبات البيئية

طنجة تحتضن إطلاق أولى سفن "جي إن في" الجديدة استعدادا لعملية مرحبا 2025
وفي إطار تقديم رؤيته الاستراتيجية، أكد ماتيو كاتاني أن المجموعة خصصت استثمارات ضخمة لتحديث أسطولها، ليس فقط من حيث الطاقة الاستيعابية والراحة، بل أيضا من حيث الامتثال للمعايير البيئية العالمية، مشيرا إلى أن السفينة القادمة ""جي إن في" Ferbot" ستكون أول عبّارة في المتوسط تشتغل بالغاز الطبيعي المسال (GNL)، ما يبرز التزام MSC بخفض البصمة الكربونية للنقل البحري.
 
وتابع قائلا: "السفن الجديدة تتيح تقليل الانبعاثات بنسبة تتجاوز 50% مقارنة بالسفن التقليدية، وذلك بفضل محركات عالية الكفاءة وأنظمة ذكية لإدارة الطاقة، كما أنها مجهزة بجسرَي قيادة ومحركات مزدوجة، لضمان استمرارية الملاحة في حال حدوث أي خلل، ما يرفع منسوب الأمان للمسافرين والطاقم".
 
وشدد كاتاني على أن هذه الرؤية لا يمكن أن تتحقق دون شراكة قوية وفعلية مع السلطات المغربية، مشيرا إلى ضرورة تطوير البنيات التحتية المينائية لتواكب حجم السفن الجديدة ومتطلبات الخدمة الذكية.

المغرب شريك استراتيجي دائم... والعلاقة تتعزز

طنجة تحتضن إطلاق أولى سفن "جي إن في" الجديدة استعدادا لعملية مرحبا 2025
من جانبه، أبرز محمد القباج، الشريك الرسمي لمجموعة "جي إن في" بالمغرب، أن هذا الحدث يمثل استمرارية لتقليد سنوي دأبت عليه الشركة، والذي يروم إحاطة الشركاء المغاربة علما بمستجدات خدماتها، مشيدا بالتفاعل الإيجابي للسلطات المغربية، وخاصة مديرية الملاحة التجارية التابعة لوزارة النقل، وإدارات الموانئ، والجمارك، والأمن، ومؤسسات الصحة، لتعاونهم المرن مع الشركة خلال السنوات الماضية في تأمين أكبر عدد من الرحلات للمغاربة في عمليات مرحبا، خصوصا في ذروة جائحة كورونا التي شكلت امتحانا عسيرا لمنظومات العبور.
 
وأبرز القباج أن انخراط "جي إن في" في مجموعة MSC منحها قوة لوجستية ومالية كبرى، إذ تضم المجموعة أزيد من 1000 سفينة، وتتوفر على ذراع جوي للنقل يضم 7 طائرات شحن من طراز بوينغ 777، إلى جانب أكثر من 200 ألف مستخدم عبر العالم، مضيفا: "هذا يجعلنا اليوم في موقع متقدم ضمن خريطة النقل البحري العالمي".

طنجة تحتضن إطلاق أولى سفن "جي إن في" الجديدة استعدادا لعملية مرحبا 2025
وفي عرضها المفصل، كشفت كارول مونتارسولو، مديرة خطوط المغرب بمجموعة "جي إن في"، عن الخطوط العريضة لعملية "مرحبا 2025"، مؤكدة أن الشركة تعمل على تعزيز العرض البحري انطلاقا من ميناء برشلونة الإسباني وسات الفرنسي باتجاه طنجة والناظور، وقالت إن عملية هذه السنة ستعتمد على سفينتين ذكيتين هما "إكسلسيور" و"فانتاستيك"، اللتين جرى تجديدهما بالكامل لتوفير تجربة مغربية أصيلة في عرض البحر.
 
وأضافت مونتارسولو، أن المسافرين يمكنهم إيجاد مطاعم مغربية بطهاة مغاربة، ومساحات ترفيهية مستوحاة من الأحياء التقليدية على متن هذه السفينة، مثل فضاء "بلاصا" الذي يحاكي أجواء المدينة العتيقة بأسواقها ومقاهيها، مبرزة أن الشركة خصصت مساحات للأطفال، وصالات سينما، وخدمة واي فاي عبر نظام "ستارلينك" لضمان الاتصال الدائم.
 
وأعلنت المسؤولة الإيطالية عن تنظيم يومي توظيف بالمغرب، أيام 29 و30 ماي الجاري بمدينة أكادير، لاختيار طاقم مغربي للعمل على متن السفن، خاصة في مجالات الطبخ، الاستقبال، والخدمات الفندقية.

البعد الثقافي والتسويقي للخدمات المقدمة من الشركة

طنجة تحتضن إطلاق أولى سفن "جي إن في" الجديدة استعدادا لعملية مرحبا 2025
وأكدت مونتارسولو أن عرض "جي إن في" لا يقتصر على البعد التقني فقط، بل يشمل أيضا عنصر الهوية والتجربة الثقافية، من خلال توفير أجواء مغربية راقية ترافق المغتربين في رحلتهم نحو الوطن، معتبرة أن هذه المقاربة تسويقية بقدر ما هي عاطفية، تضع الراكب المغربي في قلب استراتيجية العلامة التجارية، مضيفة: "هدفنا هو أن يشعر المسافر أنه دخل المغرب منذ صعوده إلى السفينة، ونريد أن نمنحه لحظة انتماء قبل أن تطأ قدماه أرض الوطن".
 
وشكلت هذه الندوة مناسبة لإبراز تموقع "جي إن في" ضمن مكونات الاقتصاد الأزرق للمغرب، في وقت تسعى فيه المملكة إلى تطوير قدراتها في الربط البحري، وتحسين خدمات العبور لفائدة الجالية، ومع التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة والذكاء الاصطناعي لحماية البيئة وتحسين شروط السفر البحري، فإن "جي إن في" تبدو اليوم أكثر من مجرد شركة للنقل، بل شريكا استراتيجيا يستثمر في الإنسان والمحيط من خلال توظيفها السباق لهذه التقنيات العصرية الجديدة.
 
ومع بدء العد التنازلي لانطلاق عملية مرحبا، تترسخ مكانة طنجة كمركز لوجستي استراتيجي يربط إفريقيا بأوروبا، فيما تواصل "جي إن في"، برعاية مجموعة MSC، حياكة خيوط علاقة بحرية قوية تتقاطع فيها المصالح الاقتصادية مع الاهتمام بالجانب الثقافي والاجتماعي الراكب المغربي والأجنبي الذي يتنقل بين الضفتين

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار