
العلم : رشيد زمهوط
قبل أسبوع نشرت وكالة الأنباء الجزائرية المملوكة للدولة مقالا تحليليا زعمت فيه أن جارتها الغربية دولة تسير نحو الانهيار الشامل واستندت إلى تصريح مشكوك المصدر نسبته إلى كاتب صحافي مغمور - عرفته بالاسم دون أن تكلف نفسها عناء الإعلان عن خلفيته وهوية المنبر الصحفي الذي يكتب فيه - يقول فيه إن كل شيء ينهار في المغرب .
قبل أسبوع نشرت وكالة الأنباء الجزائرية المملوكة للدولة مقالا تحليليا زعمت فيه أن جارتها الغربية دولة تسير نحو الانهيار الشامل واستندت إلى تصريح مشكوك المصدر نسبته إلى كاتب صحافي مغمور - عرفته بالاسم دون أن تكلف نفسها عناء الإعلان عن خلفيته وهوية المنبر الصحفي الذي يكتب فيه - يقول فيه إن كل شيء ينهار في المغرب .
وليست هذه آخر شطحات الوكالة الرسمية لأنباء الجارة الشرقية في الابتداع اليومي لأخبار وتحاليل جلها مضلل وبعضها مدلس الهدف منها تسويد سمعة وصورة المغرب وتقديمه الى الرأي العام الجزائري أساسا في صورة البلد الذي تجتاحه المجاعة ويسود أطرافه الفساد والاحتقان الاجتماعي والسياسي.
هي نفسها وكالة الأنباء الجزائرية المتخصصة في سلوك التضليل والتدليس حين يتعلق الأمر بالتعامل الصحفي مع القضايا والمعلومات التي تتصل مع المغرب التي من نشرت قبل شهر خبراً مدلسا وكاذبا زعمت فيه أن الكونغرس الأميركي رفض بنسبة 98% مشروع قرار يقضي بتصنيف جبهة البوليساريو التي تحتضنها الجزائر جماعة إرهابية.
وبعد أن جاء الرد مفحما و صادما من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤكدا ثبات موقف واشنطن من مغربية الصحراء وعلى لسان مستشاره الخاص مسعد بولس الذي أبلغ الرئيس عبد المجيد تبون بقلب مكتبه الرئاسي بقصر المرادية بأن لا حل سياسي للنزاع الإقليمي المصطنع حول الصحراء المغربية إلا على قاعدة خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، خرست ألسن النظام العسكري الذي جبن حتى على تبني موقفه المعتاد الرافض لأي اصطفاف جديد إلى جانب الحق المغربي التاريخي المشروع ..
مقابل سياسة النعامة في مواجهة صفعات لندن وواشنطن في ملف الصحراء، ازداد شعور الخبث وسلوك الحقد والمناورة لدى نظام الجنرالات الذي أطلق مجددا أذرعه الإعلامية لا لمهاجمة البيت الأبيض وساكنه بل لاختراع المزيد من الأخبار والتحاليل المضللة والإشاعات الكاذبة والمغرضة وترويجها في وسائل إعلامه التابعة أوالمأجورة لتصوير المغرب في صورة البلد المنهار وتسويقه إلى الجزائريين كدولة سائرة في خط الانهيار.
و لأن حبل الكذب قصير وسوابق الوكالة الجزائرية الرسمية في الكذب والتدليس عديدة ومتسلسلة ومثار سخرية متجددة منذ سنوات، فقد جاءت الأنباء الحق من خارج حدود نظام الجزائر المنغلق على نفسه وبكبريات الصحف العربية و الأجنبية لكي تنقل قبل أيام فقط أجواء التعبئة الأمنية العامة والانتشار المكثف لأفراد الجيش الجزائري بشوارع العاصمة الجزائر و بكبريات المدن الجزائرية تحسبا لاندلاع مظاهرات شعبية ساخطة .
من قلب العاصمة الجزائرية نقلت صحيفة الشرق الأوسط الخميس الماضي أجواء انتشار قوات الأمن الجزائرية بكثافة، في شوارع العاصمة ومحاورها الرئيسية، استعداداً للتعامل مع دعوات مجهولة لتنظيم مظاهرات مناوئة للحكومة، وسط مخاوف رسمية من تجدد الحراك الشعبي الذي توقّف منذ عام 2021.
الصحيفة اللندنية أكدت أنه ومنذ أسبوع والسلطات الجزائرية تبدي تخوفاً من حدوث انفلات في الشارع الجزائري، بسبب تداول رسائل مجهولة عبر منصات الإعلام الاجتماعي، تشجع على تنظيم احتجاجات في الشارع للتعبير عن التذمر من سياسات الحكومة في مجال تسيير الاقتصاد، والتقييد الذي تشهده الحريات في بلد الجنرالات خلال السنين الأخيرة.
فهل من الإنصاف والمهنية والأخلاق أن تتستر على أجواء الاستنفار الأمني على بعد أمتار معدودة من مقرك الصحفي ودعوات الاحتجاج المتناسلة بفضاءات التواصل الاجتماعي وتبذل جهودا مضاعفة ورغبة جامحة في تحرير مقال عن بلد مجاور بالاستعانة بمصدر معلومات لم تكشف حتى عن هويته الكاملة، لتعطي الانطباع الواهم والمضلل بأن الأمور تسير نحو الهاوية في بلاد «مراكش وفاس» وأن المواطن الجزائري المغلوب على أمره يجب أن يسبح صباح مساء بحمد قوات الأمن وجنرالات النظام الذين يوفرون له الأمان والرخاء والاستقرار والبذخ .؟
هل يستقيم أن تصف يوميا المغرب بالنظام المطبع مع إسرائيل والمتواطئ ضد غزة والمستهين بواجب نصرة القضية الفلسطينية وأنت تدرك أنه قبل أيام فقط أصدر وزير داخلية نظام الجنرالات قرارا يرفض طلبا لأحزاب جزائرية موالية للنظام بتنظيم مسيرة في العاصمة تضامناً مع غزة ومعه توجيه برفض أي شكل من أشكال التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني في الشارع العام ؟
أليس من العبث أن تتهم جيرانك بالتطبيع و بيع القضية وهم ينزلون منذ سنوات بالمئات إلى شوارع كبريات المدن المغربية للمساندة والتضامن بينما تتناقض مع موقفك كدولة جزائرية تقرع آذان العالم بمواقف متقدمة في إدانة العدوان الصهيوني وتمنع مواطنيها حتى من رفع رايات فلسطين في الشوارع الجزائرية في خرق سافر للدستور الجزائري الذي يضمن حق التظاهر السلمي؟
النظام الجزائري الذي حول السياسة الخارجية لبلاده الى مسخرة وسلوكات ومواقف تتخبط في أوحال التناقض والانتهازية المقيتة، يلعب إعلامه اليوم أدوارا تضليلية خبيثة يحق معها مواجهته بالمثل العربي المأثور : ما هكذا تورد الإبل يا حكام قصر المرادية وإذا كان سقف بيتكم من زجاج فلا تقصفوا بيوت الجيران بالحجارة.