تدخل قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية في هذا اليوم ، الخميس 30 من أكتوبر 2025 ، الشوط الأخير من المرحلة النهائية لرحلةٍ شاقةٍ ، تكتمل بعد أسبوع واحد ، نصفَ قرنٍ ، صمد خلالها المغرب صمودَ الشموخ والعزة والبطولة ، في وجه المتآمرين عليه والمتربصين به و الكارهين له ، من الإنفصاليين وممن يعاضدهم ويدعمهم ويتبنى أطروحتهم أمام المحافل الدولية .
ففي هذا اليوم سيصدر مجلس الأمن الدولي قراره التاريخي الذي انتظره المجتمع الدولي خمسة عقود متطاولة ، حتى لم يعد يستطيع الانتظار أكثر مما مضى ، و هو القرار الذي جاء ، حسب المسودة التي تسربت وانتشرت في العالم ، متوازناً يحقق تقدماً في حل القضية ويقرب وجهات النظر بين الأطراف ، فالقرار يركز في فقرتيه الرابعة والخامسة ، على الحكم الذاتي باعتباره الإطار الوحيد للمفاوضات ( التي نسميها نحن الموائد المستديرة ) ، كما يركز على دور الإدارة الأمريكية في توجيه الأمين العام ومبعوثه الشخصي وبعثة المينورسو ، نحو هذا الهدف ، وهو الأمر يتطابق ، على طول الخط ، مع تصريحات مسعد بولس مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، بشأن سعي الولايات المتحدة الأمريكية لإيجاد توافق بين المغرب والجزائر .
وفي أحدث التصريحات التي أدلى بها كبير مستشاري الرئيس الأمريكي ، قال إن واشنطن تتبنى موقفاً واضحاً وثابتاً ، بدعم مشروع الحكم الذاتي المغربي باعتباره الحل الواقعي والدائم للنزاع ، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل مع جميع الشركاء ، بما في ذلك المغرب والجزائر ، للتوصل إلى صياغة قرار متوازن . ويظهر ، بمنتهى الوضوح ، أن مساعي واشنطن بهذا الشأن قد أفلحت ، حتى وإن امتنعت روسيا الاتحادية عن التصويت ، فلن يشكل ذلك عائقاً أمام تمرير القرار ، بحكم أنه يعكس توافقاً سياسياً ضمنياً بين أعضاء مجلس الأمن ، حول مضامين العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة والهدف الاستراتيجي المحدد لها .
وبالنظر إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية هي حامل القلم ، أي التي تحرر مشاريع القرارات التي يناقشها مجلس الأمن الدولي ، فإن تسريب مسودة القرار الفصل الذي سيعلن عنه اليوم ، والتصريحات الحديثة للمستشار مسعد بولس التي أدلى بها لسكاي نيوز عربية ، وقبلها لقناة ( الشرق ) الإخبارية ، إضافة إلى تصريحات ستيف ويتوكف المبعوث الشخصي للرئيس ترامب ، ذلك كله دلائل قوية على أن الولايات المتحدة الأمريكية قد قررت ، بصفة نهائية لا رجعة فيها ، أن تنهي النزاع حول الصحراء المغربية ، وأن يطوى ملفه ، وأن يستأنف المغرب والجزائر علاقاتهما الطبيعية ، لدعم المجهود الدولي لبناء السلام في مناطق المنازعات و الدخول في عصر جديد من التعاون والتفاهم والتعايش السلمي بين الشعوب. وهو الأمر الذي سيدشنه القرار التاريخي الذي سيصدره مجلس الأمن الدولي اليوم 30 أكتوبر 2025.
رئيسية 








الرئيسية 



