Quantcast
2025 أغسطس 7 - تم تعديله في [التاريخ]

أزمة‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬تطل‭ ‬على‭ ‬بلادنا‭ ‬من‭ ‬جديد‭..‬

حقينة‭ ‬عدة‭ ‬أحواض‭ ‬دون‭ ‬30‭% ‬وخبير‭ ‬يدعو‭ ‬لتشجيع‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬وحلول‭ ‬بديلة‭ ‬أخرى


 
العلم‭: ‬نهيلة‭ ‬البرهومي

في‭ ‬خضم‭ ‬موجة‭ ‬الحرارة‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬بلادنا‭ ‬حاليا،‭ ‬وتبعات‭ ‬توالي‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬الداخلية‭ ‬والجنوب‭ ‬الشرقي،‭ ‬عاد‭ ‬شبح‭ ‬التدهور‭ ‬المثير‭ ‬للقلق‭ ‬في‭ ‬احتياطيات‭ ‬المياه‭ ‬ليطل‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬بوجهه‭ ‬القبيح‭.‬
 
وفقا‭ ‬للبيانات‭ ‬الرسمية‭ ‬الصادرة‭ ‬يوم‭ ‬الاثنين‭ ‬الأخير،‭ ‬فقد‭ ‬انخفض‭ ‬معدل‭ ‬الملء‭ ‬الإجمالي‭ ‬للسدود‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬35‭.‬3‭ ‬بالمائة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬5‭.‬920‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬المخزنة‭ ‬من‭ ‬السعة‭ ‬العادية‭ ‬البالغة‭ ‬16‭.‬76‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭.‬
 
ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬تبقى‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬المسجلة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬نفسها‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬الماضية،‭ ‬أي‭ ‬28‭,‬63‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬غير‭ ‬أنه‭ ‬ينبغي‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأمطار‭ ‬المفيدة‭ ‬التي‭ ‬هطلت‭ ‬في‭ ‬الشتاء‭ ‬والربيع‭ ‬الماضيين‭ ‬لم‭ ‬تخفف‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬إلا‭ ‬جزئيا،‭ ‬حيث‭ ‬يرى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المختصين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التقدم‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬غير‭ ‬كاف‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬خطر‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬المزمن،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المياه‭ - ‬المنزلي‭ ‬والفلاحي‭ - ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يتزايد‭ ‬بشكل‭ ‬حاد‭. ‬
 
وقال‭ ‬الخبراء،‭ ‬إن‭ ‬معدل‭ ‬ملء‭ ‬السدود‭ ‬الذي‭ ‬اقترب‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬بالمائة‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬أبريل،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬بلغنا‭ ‬‮«‬بر‭ ‬الأمان‮»‬،‭ ‬فالسيناريو‭ ‬المخيف‭ ‬والأسوأ‭ ‬حسب‭ ‬المتخصصين‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬أربعة‭ ‬أحواض‭ ‬مائية‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬بلادنا‭ ‬معرضة‭ ‬لخطر‭ ‬ضغط‭ ‬مائي‭ ‬أكبر‭.‬
 
ويكشف‭ ‬تحليل‭ ‬الأرقام‭ ‬حسب‭ ‬الأحواض‭ ‬المائية‭ ‬الوطنية،‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬مثير‭ ‬للقلق‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬أربع‭ ‬مناطق‭ ‬هيدروليكية،‭ ‬حيث‭ ‬تقل‭ ‬مستويات‭ ‬الملء‭ ‬عن‭ ‬العتبة‭ ‬الحرجة‭ ‬البالغة‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وهي‭ ‬أحواض‭ ‬أم‭ ‬الربيع‭ : ‬10‭.‬72‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وسوس‭ ‬ماسة‭: ‬18‭.‬78‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وملوية‭: ‬29‭.‬06‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬ودرعة‭ ‬–‭ ‬واد‭ ‬نون‭: ‬29‭.‬45‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬
 
وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ ‬الأكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لتبعات‭ ‬نقص‭ ‬المياه،‭ ‬خاصة‭ ‬مياه‭ ‬الري‭ ‬وتزويد‭ ‬المناطق‭ ‬القروية‭. ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬تحافظ‭ ‬الأحواض‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬امتلاء‭ ‬مطمئنة‭ ‬أكثر‭. ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬حوض‭ ‬أبي‭ ‬رقراق‭ ‬بنسبة‭ ‬63‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬واللوكوس‭ ‬بنسبة‭ ‬53‭.‬73‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وكير‭ ‬زيز‭ ‬غريس‭ ‬بنسبة‭ ‬50‭.‬45‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وتانسيفت‭ ‬بنسبة‭ ‬44‭ ‬في‭ ‬المائة‭.‬
 
ويمكن‭ ‬تفسير‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬حسب‭ ‬المهتمين،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التكليف‭ ‬بمشاريع‭ ‬النقل‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭ ‬في‭ ‬الصيف‭ ‬الماضي،‭ ‬والتي‭ ‬مكنت‭ ‬من‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل‭.‬
 
وفي‭ ‬شهر‭ ‬واحد،‭ ‬خسر‭ ‬المغرب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نقطتين‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬الإشغال،‭ ‬حيث‭ ‬انتقل‭ ‬من‭ ‬38‭.‬01‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬خلال‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬الماضي‭ ‬إلى‭ ‬35‭.‬78‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬شهر‭ ‬يوليوز،‭ ‬ونحو‭ ‬15‭ ‬نقطة‭ ‬مقارنة‭ ‬بأبريل‭. ‬وهو‭ ‬اتجاه‭ ‬يغذي‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬القروية‭ ‬أو‭ ‬شبه‭ ‬الحضرية‭ ‬تواجه‭ ‬نقصًا‭ ‬في‭ ‬الصيف،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬غير‭ ‬الساحلية‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬البعيدة‭ ‬عن‭ ‬الطرق‭ ‬الرئيسية‭.‬
 
ومن‭ ‬الحلول‭ ‬المتقدمة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التصدي‭ ‬للإجهاد‭ ‬المائي‭ ‬تقنية‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬والتي‭ ‬قطع‭ ‬فيها‭ ‬المغرب‭ ‬أشواطا‭ ‬مهمة‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭. ‬حيث‭ ‬يؤكد‭ ‬عيماد‭ ‬بوعزيز،‭ ‬المهندس‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭ ‬والخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الماء،‭ ‬أن‭ ‬مشاريع‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مكملة‭ ‬وليست‭ ‬بديلة،‭ ‬داعبا‭ ‬إلى‭ ‬الإكثار‭ ‬منها‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬حملات‭ ‬التوعية‭ ‬والتحسيس‭.‬
 
وقال‭ ‬بوعزيز‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬الضرورة‭ ‬اليوم‭ ‬تستدعي‭ ‬اعتماد‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الساحلية‭ (‬من‭ ‬السعيدية‭ ‬إلى‭ ‬الكويرة‭)‬،‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬عملية‭ ‬توزيع‭ ‬واستهلاك‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬تتوزع‭ ‬على‭ ‬الشكل‭ ‬الآتي‭: ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬للفلاحة،‭ ‬و10‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬للشرب،‭ ‬وما‭ ‬تبقى‭ ‬للصناعة،‭ ‬معتبرا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬عينه‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬للفلاحة‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬رزق‭ ‬شريحة‭ ‬مهمة‭ ‬تناهز‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المغرب‭. ‬
 
وأبرز‭ ‬المهندس‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭ ‬والخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الماء،‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬التحلية‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لضمان‭ ‬الماء‭ ‬الشروب،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬إما‭ ‬الجوفية‭ ‬أو‭ ‬السطحية‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬التساقطات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬المملكة‭ ‬والتي‭ ‬أنعشت‭ ‬السدود،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭.‬
 
وطالب‭ ‬المصدر‭ ‬ذاته،‭ ‬بضرورة‭ ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬للشرب،‭ ‬تنفيذا‭ ‬للرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لسنة‭ ‬2030،‭ ‬والتي‭ ‬تروم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى1‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬معالج‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬مراعاة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬قبل‭ ‬إحداث‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬ومنها‭ ‬الشروط‭ ‬التقنية‭ (‬أي‭ ‬طريقة‭ ‬تقنية‭ ‬تلائم‭ ‬وضعية‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الجغرافية‭ ‬والمناخية‭ ‬ونسبة‭ ‬الاحتياجات‭)‬،‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبيئية‭. ‬
 
كما‭ ‬دعا‭ ‬المتحدث،‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬موازية‭ ‬لإحداث‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬العادمة،‭ ‬واستغلالها‭ ‬في‭ ‬سقي‭ ‬المناطق‭ ‬الخضراء‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬المدن‭. ‬

 

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار