Quantcast
2023 نونبر 21 - تم تعديله في [التاريخ]

إلى‭ ‬متى‭ ‬يستمر‭ ‬الصمت؟


 العلم الإلكترونية - الرباط 

في‭ ‬مقالٍ‭ ‬له‭ ‬نشرته‭ ‬صحيفة (‬واشنطن‭ ‬بوست) ‬السبت‭ ‬الماضي،‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬إنه‭ ‬ينبغي‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬السلام،‭ ‬إعادة‭ ‬توحيد‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬حكمٍ‭ ‬واحدةٍ،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬سلطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬متجددة،‭ ‬فيما‭ ‬نعمل‭ ‬جميعاً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حلٍ‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدإ‭ ‬الدولتين‭. ‬وقد‭ ‬أثار‭ ‬مصطلح‭ (‬سلطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬متجددة‭) ‬الوارد‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬علامات‭ ‬استفهام‭ ‬كثيرة،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬يعودون‭ ‬إلى‭ ‬المادة‭ ‬الرابعة‭ ‬و‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للقمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬بالرياض‭ ‬يوم‭ ‬11‭ ‬نوفمبر‭ ‬الجاري،‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ (‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬هي‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬دعوة‭ ‬الفصائل‭ ‬والقوى‭ ‬الفلسطينية‭ ‬للتوحد‭ ‬تحت‭ ‬مظلتها‭ ‬،‭ ‬وأن‭ ‬يتحمل‭ ‬الجميع‭ ‬مسؤولياته‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬شراكة‭ ‬وطنية‭ ‬بقيادة‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭). ‬وتُكمل‭ ‬المادةُ‭ ‬الثلاثون‭ ‬من‭ ‬بيان‭ ‬قمة‭ ‬الرياض،‭ ‬المادةَ‭ ‬الرابعةَ‭ ‬والعشرين،‭ ‬التي‭ ‬تنص‭ ‬على‭ (‬تفعيل‭ ‬شبكة‭ ‬الأمان‭ ‬المالية‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية‭ ‬وفقاً‭ ‬لقرار‭ ‬الدورة‭ ‬الرابعة‭ ‬عشرة‭ ‬لمؤتمر‭ ‬القمة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وقرارات‭ ‬القمة‭ ‬العربية،‭ ‬لتوفير‭ ‬المساهمات‭ ‬المالية‭ ‬والدعم‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والإنساني‭ ‬لحكومة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين‭ ‬ووكالة‭ ‬الأونروا‭).‬
 
وحول‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬دارت‭ ‬المُسَلمة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬المسلمات‭ ‬البديهية‭ ‬التي‭ ‬أوردها‭ ‬خطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬أمام‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬غير‭ ‬العادية‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬السعودية،‭ ‬وفيها‭ (‬لا‭ ‬بديل‭ ‬عن‭ ‬تقوية‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بقيادة‭ ‬أخي‭ ‬الرئيس‭ ‬محمود‭ ‬عباس‭ ‬أبو‭ ‬مازن‭) . ‬
 
وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬قرارات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬المنعقدة‭ ‬بالرباط‭ ‬سنة‭ ‬1974‭ ‬،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬التي‭ ‬استضافت‭ ‬القمة،‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬وقفت‭ ‬وراء‭ ‬اعتماد‭ ‬القرار‭ ‬التاريخي‭ ‬الذي‭ ‬يعترف‭ ‬بمنظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭. ‬وهو‭ ‬القرار‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مزيداً‭ ‬من‭ ‬الشرعية،‭ ‬وجنبها‭ ‬الضياع‭ ‬نتيجة‭ ‬لتعدد‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ .‬
 
وتطرح‭ ‬الدول‭ ‬السبع‭ ‬والخمسون‭ ‬الأعضاء‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الإسلامي،‭ ‬ومنها‭ ‬إثنتان‭ ‬وعشرون‭ ‬دولة‭ ‬عضواً‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬السؤال‭ ‬المحوري‭ ‬التالي‭: ‬ماذا‭ ‬يقصد‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بمصطلح‭ (‬سلطة‭ ‬فلسطينية‭ ‬متجددة‭) ‬في‭ ‬مقاله‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ (‬واشنطن‭ ‬بوست‭)‬؟‭. ‬هل‭ ‬يعني‭ ‬تجاوز‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬وليس‭ ‬غيرها،‭ ‬الممثل‭ ‬الشرعي‭ ‬والوحيد‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬باعتبارها‭ ‬منبثقة‭ ‬عن‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية؟‭. ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬المقصود‭ ‬هو‭ ‬ذاك،‭ ‬فهذا‭ ‬معناه‭ ‬الرد‭ ‬غير‭ ‬المباشر‭ ‬على‭ ‬أحد‭ ‬قرارات‭ ‬القمة‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬بالرياض،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القمة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬قد‭ ‬دعت‭ ‬في‭ ‬المادة‭ ‬التاسعة‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬بيانها‭ ‬إلى‭ (‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ ‬ممكن،‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬عملية‭ ‬سلام‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬ومبدأ‭ ‬الأرض‭ ‬مقابل‭ ‬السلام،‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬زمني‭ ‬محدد‭ ‬و‭ ‬ضمانات‭ ‬دولية‭ ).‬
 
ولكن‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬عقد‭ ‬مؤتمر‭ ‬دولي‭ ‬للسلام‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ترفض‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬رئيسها‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬الدعوات‭ ‬المتزايدة‭ ‬لوقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬لن‭ ‬يحقق‭ ‬السلام‭ ‬؟‭ .‬
 
إننا‭ ‬أمام‭ ‬أزمة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬الخطاب‭ ‬الملكي‭ ‬السامي‭ ‬أمام‭ ‬قمة‭ ‬الرياض‭ ‬،‭ ‬يزيدها‭ ‬تعقيداً‭ ‬تمادي‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬عدوانها‭ ‬السافر‭ ‬على‭ ‬المدنيين،‭ ‬ويضاعف‭ ‬من‭ ‬حدتها‭ ‬صمت‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي،‭ ‬وتجاهل‭ ‬القوى‭ ‬الفاعلة‭ ‬للكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬و‭ ‬الضفة‭ ‬معاً‭ ‬،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬عجز‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ . ‬فأي‭ ‬معنى‭ ‬يبقى‭ ‬لقول‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬إننا‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬ونعمل‭ ‬معاً‭ ‬لحل‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬مبدإ‭ ‬الدولتين؟‭.‬
 
الواقع‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬دخل‭ ‬خلال‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬،‭ ‬متاهةً‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬أحد‭ ‬كيف‭ ‬الخروج‭ ‬منها‭ . ‬فليتحمل‭ ‬الجميع‭ ‬مسؤولياته‭ ‬أمام‭ ‬التاريخ‭ .‬

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار