
العلم الإلكترونية - الرباط
في حادثة مروعة شهدتها العاصمة المغربية الرباط مساء أمس، تحوّل مشوار عادي لطالبة في المعهد العالي للإعلام والاتصال إلى كابوس حقيقي، بعد أن تعرضت لاعتداء جسدي عنيف على يد سائق يعمل عبر تطبيق النقل الذكي “Indrive”. الحادث، الذي وقع في الشارع العام وأمام شهود عيان، فجّر حالة من الاستياء العارم على منصات التواصل الاجتماعي، وفتح باب النقاش حول سلامة وأمن خدمات التوصيل الذكية بالمغرب.
الطالبة، التي كانت برفقة صديقتها، طلبت سيارة عبر التطبيق بعد انتهاء يومها الدراسي، غير أن الشك راودها حين لاحظت أن مواصفات السيارة التي وصلت تختلف عن تلك المدرجة في التطبيق من حيث اللون واللوحة. وبرغم قلقها، قررت الاقتراب من السيارة قبل أن تقرر في اللحظة الأخيرة رفض الركوب بسبب إحساسها بالخطر. قرارها هذا فجّر غضب السائق، الذي انهال عليها بالسبّ والشتم، قبل أن يتطور الأمر إلى اعتداء وحشي جسدي، وسط ذهول المارة الذين لم ينجحوا في منع العنف الذي امتد حتى لصديقتها التي حاولت التدخل لحمايتها.
وثقت الطالبة الاعتداء بهاتفها، وهو ما ساعد لاحقًا في تقديم شكاية رسمية للسلطات المختصة. وقد نُقلت على وجه السرعة إلى المستشفى في حالة صحية ونفسية متدهورة، حيث أكدت التقارير الطبية تعرضها لكسر في أربعة أسنان، إلى جانب كدمات ورضوض على مستوى الوجه والرأس.
الحادثة أثارت سيلاً من ردود الأفعال الغاضبة، حيث طالب نشطاء ومواطنون على مواقع التواصل بتدخل فوري من السلطات، وبتشديد المراقبة على سائقي التطبيقات، خاصة وأن عدداً منهم لا يحترم شروط السلامة ولا يخضع لأي تكوين مهني أو أخلاقي قبل الانخراط في هذه المنصات. كما حذر البعض من تأثير هذه الوقائع على ثقة المواطنين في هذه الخدمات التي يُفترض أن توفر وسيلة نقل آمنة وعصرية.
ويُنتظر أن تتخذ السلطات إجراءات سريعة، سواء في ما يتعلق بملاحقة الجاني وتقديمه للعدالة، أو بمراجعة الإطار التنظيمي والقانوني الذي يضبط نشاط النقل عبر التطبيقات الذكية، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد سلامة المواطنين وتضرب في الصميم مبادئ الأمن الشخصي في الفضاء العمومي.
وتبقى حادثة الاعتداء على الطالبة في الرباط جرس إنذار حقيقي يفرض التحرك العاجل من الجهات المختصة، حماية للركاب، وضماناً لأن لا يتحوّل النقل الذكي إلى مصدر خوف بدل أن يكون بديلاً آمناً وفعالاً لخدمات التوصيل التقليدية.