Quantcast
2025 يوليوز 13 - تم تعديله في [التاريخ]

اعتصام مأساوي فوق خزان مائي ينتهي باعتداءات خطيرة.. والمجلس الوطني لحقوق الإنسان يعبّر عن أسفه


اعتصام مأساوي فوق خزان مائي ينتهي باعتداءات خطيرة.. والمجلس الوطني لحقوق الإنسان يعبّر عن أسفه
العلم الإلكترونية - الرباط
 
في حادث مأساوي اهتز له الرأي العام المحلي والوطني الجمعة الماضية، عبّر المجلس الوطني لحقوق الإنسان، اليوم الأحد، عن أسفه الشديد لما وصفه بـ"التطورات الخطيرة" التي شهدها اعتصام المواطن "ب. ز." فوق سطح خزان مائي مرتفع بدوار أولاد عبو، التابع لجماعة أولاد يوسف بدائرة قصبة تادلة، والذي دام أيامًا في ظروف نفسية واجتماعية بالغة الحساسية، وانتهى بشكل عنيف أدى إلى إصابة عنصر من الوقاية المدنية وعنصر من الدرك الملكي، إلى جانب المعتصم نفسه.
 
وأوضح المجلس، في بلاغ رسمي اطلعت جريدة العلم عليه، أن اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة بني ملال-خنيفرة تابعت الاعتصام منذ بدايته، بتوجيهات من رئيسة المجلس، وقامت بزيارات ميدانية يومية إلى موقع الاحتجاج من أجل محاولة إقناع "ب. ز." بفك اعتصامه الطائش، مشيرة إلى أنه سبق له أن أعلن استعداده للعدول عن موقفه بعد تلقيه مجموعة من الضمانات، غير أنه عاد وتراجع عنها بشكل مفاجئ، مما عقد الوضع ميدانيًا.
 
وأورد المجلس أن اللجنة تواصلت مرارًا مع عائلة "ب. ز."، خاصة شقيقته التي لجأت إلى اللجنة لطلب المساعدة، كما تم عقد اجتماعات مع والي الجهة ووكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بقصبة تادلة، بخصوص مطالب المعتصم، خصوصًا تلك المتعلقة بإعادة فتح تحقيق حول ظروف وفاة والده سنة 2019، وهي المطالب التي أبدت الجهات القضائية استعدادها للتجاوب معها وفق المساطر القانونية الجاري بها العمل.
 
في هذا السياق، شدد المجلس على أن الأوضاع فوق الخزان كانت تنذر بخطورة كبيرة، سواء على المعني بالأمر أو على عناصر التدخل، وعبّر عن أسفه لكون تلك المساعي لم تكلل بالنجاح، خاصة في ظل التفاعل الإيجابي الذي أبدته السلطات، والذي كان محل تقدير من طرف المجلس.
 
وإثر التدخل الأمني في محاولة لإنهاء الاعتصام بشكل سلمي، تعرض عنصر من الوقاية المدنية "ش. ي." لاعتداء خطير فوق سطح الخزان، كما أصيب عنصر من الدرك الملكي "ب. ع." بجروح، فيما سقط المعتصم "ب. ز." بدوره في حالة حرجة، وقد تم نقل الثلاثة إلى المستشفى لتلقي العلاجات الضرورية، في وضع صحي لا يزال يثير القلق.
 
في المقابل، ندد المجلس الوطني لحقوق الإنسان بتداول مقاطع فيديو صادمة توثق للاعتداءات ولحظات العنف، والتي جرى بثها مباشرة على منصات التواصل الاجتماعي من قبل حاضرين في محيط الواقعة، دون مراعاة لأبسط المعايير الأخلاقية أو لخصوصية الأشخاص المعنيين.
 
وأكد المجلس أن نشر مثل هذه المقاطع، دون تحذير أو ضوابط مهنية، من شأنه أن يكرس ثقافة التطبيع مع العنف ويعيد إنتاج المعاناة، داعيًا إلى احترام الكرامة الإنسانية والتريث قبل مشاركة أي مشهد مؤلم قد يسبب صدمة نفسية سواء للضحايا أو لمجتمع المتابعين.
 
وذكّر المجلس بأهمية ترسيخ ثقافة أخلاقيات النشر والرقمنة، مشددًا على أن الكاميرا ليست دائمًا أداة توثيق بريئة، بل قد تتحول أحيانًا إلى وسيلة لانتهاك حرمة الإنسان وخصوصيته، تحت غطاء حرية التعبير.
 
تفاصيل الواقعة تعود إلى إقدام المواطن "ب. ز." على اعتلاء خزان مائي شاهق في دوار أولاد عبو احتجاجًا على ما يعتبره ظلمًا لحقه في ظروف وفاة والده، مطالبًا بفتح تحقيق قضائي في الموضوع. وقد استمر في اعتصامه رغم محاولات عديدة لثنيه عن ذلك، شاركت فيها عائلته وممثلو المجلس الوطني لحقوق الإنسان والسلطات المحلية، وانتهى بتدخل أمني شهد مقاومة عنيفة من طرف المعتصم، أسفرت عن إصابة ثلاثة أشخاص بجروح خطيرة، اثنان منهم من عناصر التدخل، وسط صدمة عارمة في أوساط ساكنة المنطقة.

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار