Quantcast
2020 نونبر 15 - تم تعديله في [التاريخ]

الأمازيغية في الإعلام المغربي

صدر حديثا عن "المجلة الدولية لعلم اجتماع اللغة" مقالة علمية محكمة تحت عنوان "إحياء اللغة من خلال الإعلام: دراسة حالة الأمازيغية في المغرب".


إصدار بحث جديد عن الأمازيغية في الإعلام المغربي بمجلة دولية محكمة

وتشخص المقالة، التي أنجزها الباحثون من جامعة محمد الخامس حسن بلحياح ومحمد مجدوبي ومنى صفوت، واقع اللغة الأمازيغية في القنوات التلفزية العمومية المغربية على اعتبار أن الإعلام العمومي يعد أحد المجالات الأساسية لتنزيل السياسة اللغوية في أي بلد، وفي الوقت ذاته، مدخلا لتقييمها والحكم على توجهاتها وأهدافها.

وينطلق البحث من دراسة النصوص القانونية المؤطرة للمشهد السمعي البصري في المغرب، وعلى رأسها دفاتر تحملات القنوات العمومية، ويرصد تطور مضامينها المتعلقة بالتعدد اللغوي واللغة الأمازيغية في النسخ السابقة لدستور 2011 ويقارنها بالصادرة بعد المصادقة على الدستور الجديد الذي نص على أن الأمازيغية لغة رسمية للمملكة إلى جانب اللغة العربية.

وتوجه البحث إثر ذلك إلى النظر في مدى تقيد القنوات العمومية بالبنود المخصصة للغة الأمازيغية من خلال متابعة شبكة برامجها خلال شهر كامل. كما استطلع الباحثون آراء نخبة من المسؤولين والمختصين حول الواقع الذي تعيشه اللغة الأمازيغية في المشهد السمعي البصري في المغرب.

وخلص البحث إلى أنه في الوقت الذي شهدت فيه مكانة اللغة الأمازيغية نقلة نوعية على مستوى القانون الأسمى للبلاد، وتحسنا ملموسا في دفاتر تحملات القنوات العمومية، إلا أن حضورها في الإعلام التلفزي العمومي يظل بصفة عامة محدودا جدا، وأقل بكثير مما هو منصوص عليه في بنود دفاتر التحملات.

وعزا الباحثون هذا الوضع إلى جملة من العوامل، من بينها الانتظار وضبابية الرؤية التي تسم موقف صناع القرار، ومحدودية ميزانية هذه القنوات، واختيار القائمين عليها استثمار الموارد المتاحة في البرامج المأمول منها تحقيق مردودية إشهارية أكبر، فضلا عن قلة الموارد البشرية المؤهلة، وضعف الاستثمار الخاص في الإنتاج السمعي البصري الأمازيغي.

وأكد الأستاذ حسن بلحياح، أن هذا البحث "يبرز وضعية الهشاشة التي مازلت تعيشها اللغة الأمازيغية، اللغة الأم لملايين المغاربة، في الإعلام العمومي على غرار باقي المجالات العامة الأخرى رغم مرور حوالي عقد من الزمن على اعتمادها لغة رسمية للبلاد"، مشددا على أن "الجهود المبذولة لإحياء اللغة الأمازيغية تبقى غير كافية، وهو ما يتطلب وضوحا في الرؤية والأهداف وتقييما فعالا ومنتظما لمدى ترجمتها على أرض الواقع حتى تتمكن الأمازيغية من الازدهار وتكريس مكانتها بين لغات شمال إفريقيا".

وقال الباحث محمد مجدوبي إن "هذه المقالة تأتي لتساهم في إماطة اللثام عن واقع الأمازيغية في الإعلام التلفزي، الذي لا تخفى مكانته في المجتمع وأهميته في دعم جهود إحياء اللغات المهددة على الصعيد الدولي، ومن بينها الأمازيغية في الحالة المغربية، وكذلك لمواكبة الجهد المبذول على مستوى البحث الأكاديمي في واقع هذه اللغة، الذي يركز عموما على مسألة الاعتراف الدستوري والتعليم العمومي".

وتجدر الإشارة إلى أن المجلة الدولية لعلم اجتماع اللغة، التي أسسها عالم اللسانيات الشهير جوشوا فيشمان سنة 1974، تعد من أبرز المجلات المحكمة المتخصصة في دراسة القضايا المرتبطة بوضع اللغات وخاصة لغات الأقليات في المجتمعات المختلفة حول العالم.


              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار