Quantcast
2022 غشت 31 - تم تعديله في [التاريخ]

الإبداع في شاطئ الأمم

كل سنة وطيلة أيام الصيف تعمل جمعية الأفق الأخضر للتنمية المستدامة المتمركزة بشاطئ الأمم بتراب الجماعة الحضرية أبي القناديل بشراكة مع العديد من الفعاليات والمدعمين على تنشيط فضاءات الشاطئ خدمة للمصطافين الذين يحجون إلى الشاطئ من كل جهات المغرب، خاصة بعد حصوله على اللواء الأزرق لثالث مرة وأصبح من الشواطئ المتوفرة على المقومات الخاصة بجودة المياه حسب المعمول به دوليا.



الجمعية وفرت للعائلات الزائرة للشاطئ إذاعة محلية تلبي طلباتهم من موسيقى وإعلانات ضياع أطفالهم وأمتعتهم والمساهمة في تنشيط فضاءات الشاطئ خاصة حينما تتفعل الأنشطة الموازية التي يسهر عليها طاقم الجمعية والمتعاونين معها كتنشيط ورشات في الفنون التشكيلية والأعمال اليدوية، المسرح، التنشيط عبر مهرج، السباحة وركوب الأمواج، تنظيف الشاطئ عبر حملات تحسيسية... وما إلى ذلك من التدخلات المباغثة الحاصلة أثناء زيارة وفود من خارج الوطن أو جمعيات محلية أو وطنية، كالكشفيات، جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، الأطفال المتخلى عنهم...

كل ورشة يسهر عليها مسؤول متعاقد معه كمتعاون خارجي عن أعضاء المكتب المسير للجمعية مع معاونين لهم من اختيارهم أو بانتقائهم من رئيس الجمعية أو نائبه.
 

جمعية اللواء الأزرق توفر للمساهمين في الورشات خاصة التشكيلية والمعتمدة في أداء أعمالها على أدوات ومستلزمات خاصة بعملهم خارج الزمن المحدد للورشات أو لإنجاز هذه الورشات الخاصة بالأطفال من الجنسين وبعض الأحيان بإشراك ذويهم، مع تشجيع أصحاب الأعمال الجيدة بمنحهم جوائز محفزة تتمثل في ملابس تحمل شعار شركة ريضال أو ميداليات خاصة بالجمعية تحمل شعار: شاطئ بلا بلاستيك.

ونظرا للمجهودات الجبارة التي تقوم بها هذه الجمعية بتعاون مع السلطات المحلية والمنتخبين ورؤساء جمعيات محلية فاعلة عدا الأطر ورجال الفن الذين تدعوهم جمعية اللواء الأخضر للاستفادة من أنشطتها المبرمجة بالشاطئ طيلة الأسبوع وعلى مدار فصل الصيف فبلائها الحسن في تدبير العملية التنشيطية مكنها من اكتساب مكانة مهمة في مجال التنشيط وتدبير المرافق العمومية المفتوحة أمام عموم المصطافين بالشاطئ المتوج عند العامة والخاصة، تجربة تشهد لمكتب الجمعية بالكفاءة في الميدان والتي يمكنها من مشاركتها لتجربتها مع جمعيات فاعلة في مجال الحفاظ على البيئة بربوع الوطن.

مثلها تجربة تستحق كل اهتمام وتشجيع سواء من وسائل الإعلام المختلفة وكذا وسائل التواصل الاجتماعي للتعريف بالحصيلة المميزة التي اكتسبتها مع الوقت وما قدمته من منفعة عامة للساكنة، التجار وزوار الشاطئ من كل صوب وحدب.

وهي بحق جمعية أثبتت للمتعاملين معها بصدق نواياها ورغبتها الجامحة في الاشتغال مع مهنيين ذووا تجربة ومصداقية بطرق قانونية تكفل حقوق الجميع دون تسويف أو خذلان، مصداقية قلما نجدها إلا في القلة القليلة من الجمعيات التي اعتادت الاشتغال مع الجماهير بكل أطيافها واختلاف اهتماماتها.

من بين هاته الأطر المهنية التي أثارت انتباهنا وانتباه زوار الشاطئ الأعمال الفنية التي تعرض أمام أعين الزوار منذ الافتتاح من توقيع الفنانين التشكيليين: بوسيف طنان، ونعمان زنبي وكذا الأعمال التي أنجزوها طيلة تواجدهم بورشة الشاطئ والتي منحت لهما كفضاء خاص ومجهز بالطاولات وأدوات الاشتغال للعمل بتفان ومسؤولية مع الأطفال بالدرجة الأولى وتحقيق متطلبات الجمعية من يافطات توجيهية أو إنجاز أعمال ومنحوتات تتماشى مع رؤية الجمعية ووفق دفتر التحملات التي أشرت عليها في شراكاتها وتعاقداتها مع المساهمين والفاعلين في مجال التنمية والبيئة.

أعمال إبداعية تشهد بحق لهذا الثنائي بمدى ارتقائهما بالملفوض والمهمش والمتلاشي إلى مجال التحفة الفنية الدائمة التواجد أمام أعين الزوار والمهتمين بالمجال التشكيلي داخل وخارج الوطن، وخاصة الجمعيات المهتمة بحماية البيئة وإعلاء منظومة النظافة التي هي جزء لا يتجزأ من موروثنا الفردي والجماعي.

منحوتات أنجزت مما لفضه المصطافون من علب مصبرات وقنينات المشروبات الغازية باعتبارها نفايات صلبة تضر بالبيئة وسلامة الأطفال بالدرجة الأولى.

مثلها فلسفة من فلسفات الجمال تتطلب منا ومن غيرنا أكثر من وقفة لدراسة منتوجهما ليس من حيث الجمالية فحسب بل موضوعاتيا وتكوينيا فعملية لصق ودمج المهمش لتكوين منحوتة من المنحوتات تشي بروح فكرة أو تشير لشخصية من الموروث الشعبي: راقصة، موسيقى، رسام، صياد، كروي...

إنك لتبهر أمام مثلها أعمال متناسيا أن أصلها وفصلها ما هو في واقع الأمر إلا شيء من الأشياء المشكلة لنفايات زوار الشاطئ والتي يحكم على أغلبها يوميا لتتجمع في حاويات نفايات تنقل إلى مطرح نفايات عمومية في انتظار الحرق أو الدفن.

كم هو جميل ورائع أن تقف وقفة مشدوه أمام أعمالهما ومخك يشتغل دون توقف ناهيك عن الإحساس الجميل الذي ينتابك ويغزي دواخلك وأنت تتمعن في منحوتاتهما لتعرج على لوحاتهما الرائعة والمفيدة لتشبع نهمك الفني دون شبع.

إننا بحق أمام تجربة ميدانية فريدة تسمح للمتلقي أن يضطلع على الفن ومدارسه دون تكلف أو مصاريف، إذ الفنان وعمله الفني هما اللذان يعترضان طريقه ليشبعا نهمه وتطفله لمعرفة خبايا الإبداع مع التعرف عن قرب عن منجز هاته الأعمال دون تكلف أو تردد، مادام خالقا الحدث الفني يتواجدان شخصيا في الفضاء  المفتوح أمام العموم والذي يمكنهم للزج بأبنائهم في حوض التجربة التشكيلية والاضطلاع على خفايا الألوان والسندات وما إلى ذلك من تقنيات الاشتغال تشكيليا مع الأطفال لتحفيزهم على الإبداع وتشجيع أوليائهم بإيلاء أطفالهم الأهمية القصوى لتربية تشكيلية وبصرية تساند ذاكرة الطفل ونفسيته للإقبال على العملية الإبداعية كيفما كانت وبالدرجة الأولى المتعلقة بدائرة الألوان، الفرش، السندات، لأن مثلها بادرة كفيلة بإخراج جيل مشبع بالفن ومستهلك له مستقبليا وهذا ما كان يلزم المجتمع المغربي أن يفعله ويعمل عليه منذ أجيال مضت لما للفن والإبداع من أهمية قصوى في التكوين، التثقيف، التخليق وخلق  المبادرات، التشارك والاستمتاع.

العلم الإلكترونية: حكيمة الوردي

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار