Quantcast
2024 فبراير 29 - تم تعديله في [التاريخ]

الجزائر–موريتانيا‭: ‬ طريق‭ ‬تندوف‭ ‬الزويرات‭ ‬معبدة‭ ‬بالنوايا‭ ‬السيئة


الجزائر–موريتانيا‭: ‬ طريق‭ ‬تندوف‭ ‬الزويرات‭ ‬معبدة‭ ‬بالنوايا‭ ‬السيئة
العلم الإلكترونية - حسن عبد الخالق

كشف‭ ‬إشراف‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون‭ ‬رفقة‭ ‬نظيره‭ ‬الموريتاني‭ ‬محمد‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزواني‭ ‬في‭ ‬تندوف‭ ‬يوم‭ ‬22‭ ‬فبراير‭ ‬الحالي‭ ‬،على‭ ‬إعطاء‭ ‬انطلاقة‭ ‬مشروع‭ ‬إنجاز‭ ‬طريق‭ ‬تندوف‭(‬الجزائر‭) ‬–‭ ‬الزويرات‭(‬موريتانيا‭) ‬،مجددا‭ ‬على‭ ‬رغبة‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬تحويل‭ ‬حربه‭ ‬ضد‭ ‬مصالح‭ ‬المغرب‭ ‬ووحدته‭ ‬الترابية‭ ‬،التي‭ ‬تأخذ‭ ‬طابعا‭ ‬ثنائيا‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬مغاربي،‭ ‬بمحاولة‭ ‬تأليب‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬وجرها‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬موقفه‭ ‬والسير‭ ‬في‭ ‬فلكه،‭ ‬بادعائه‭ ‬أن‭ ‬الجزائر‭ ‬دولة‭ ‬محورية‭ ‬وعلى‭ ‬جيرانها‭ ‬الانصياع‭ ‬لأجندتها‭.‬
 
اتفاقية‭تضر‭بمصالح‭موريتانيا
 
ونصت‭ ‬اتفاقية‭ ‬انجاز‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحدودي‭ ‬الذي‭ ‬يمتد‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬840‭ ‬كيلومتر،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬زيارة‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬سبق‭ ‬للرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزواني‭ ‬أن‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬الى‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬دجنبر‭ ‬2021،على‭ ‬تكفل‭ ‬الأخيرة‭ ‬ببنائه‭ ‬مع‭ ‬استغلاله‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬امتياز‭ ‬لمدة‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬مع‭ ‬تجديد‭ ‬ضمني‭ ‬وأن‭ ‬تستغل‭ ‬شركة‭ ‬نفطال‭ ‬الجزائرية‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬الموجودة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬مسار‭ ‬الطريق‭ ‬،الذي‭ ‬يشمل‭ ‬بالطبع‭ ‬التراب‭ ‬الموريتاني‭ ‬الممتد‭ ‬إلى‭ ‬الزويرات‭.‬
 
وظل‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائري‭ ‬يروج‭ ‬لهذا‭ ‬المشروع،‭ ‬متوهما‭ ‬أنه‭ ‬يستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬توظيف‭ ‬المرور‭ ‬عبر‭ ‬موريتانيا‭ ‬لمنافسة‭ ‬حضور‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬غرب‭ ‬القارة‭ ‬الإفريقية،لكن‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬اتفاقية‭ ‬إنجاز‭ ‬الطريق‭ ‬فيها‭ ‬إجحاف‭ ‬لموريتانيا‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفروض‭ ‬أن‭ ‬يستلهم‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائري‭ ‬القواعد‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بشأن‭ ‬الصفقات‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬نوع‭ ‬البناء‭ ‬والاستغلال‭ ‬والتحويل‭ ‬Build–operate–transfer‮ ‬‭(‬BOT‭)‬،‭ ‬بأن‭ ‬يبني‭ ‬الطريق‭ ‬ويستغله‭ ‬لسنوات‭ ‬معينة‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتجديد‭ ‬،يصبح‭ ‬بعدها‭ ‬الجانب‭ ‬الموريتاني‭ ‬مالكا‭ ‬للجزء‭ ‬من‭ ‬الطريق‭ ‬المقام‭ ‬في‭ ‬ترابه‭ ‬الوطني‭ ‬وله‭ ‬السيادة‭ ‬في‭ ‬استغلاله‭.‬
 
كما‭ ‬أن‭ ‬تمكين‭ ‬شركة‭ ‬نفطال‭ ‬الجزائرية‭ ‬بمفردها‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬محطات‭ ‬الوقود‭ ‬في‭ ‬الجانبين‭ ‬الجزائري‭ ‬والموريتاني‭ ‬فيه‭ ‬إضرار‭ ‬بمصالح‭ ‬موريتانيا‭ ‬وحقها‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬محطات‭ ‬وقود‭ ‬في‭ ‬الجزء‭ ‬المتعلق‭ ‬بترابها‭ ‬الوطني‭ ‬،في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تتأهب‭ ‬لبداية‭ ‬تصدير‭ ‬ثروتها‭ ‬النفطية‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬المقبل،علما‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬احتياطات‭ ‬ضخمة‭ ‬من‭ ‬الغاز‭.‬
 
طريق‭بري‭للاستعمال‭العسكري
 
وبمعزل‭ ‬عن‭ ‬مضمون‭ ‬الاتفاقية،‭ ‬ردد‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي‭ ‬الجزائري‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬إنجاز‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬يعكس‭ ‬مرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬وموريتانيا،‭ ‬ومن‭ ‬شأنه‭ ‬فتح‭ ‬محاور‭ ‬طرق‭ ‬دولية‭ ‬هامة‭ ‬والسماح‭ ‬للمتعاملين‭ ‬الجزائريين‭ ‬بالولوج‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬الإفريقية‭ ‬مرورا‭ ‬بموريتانيا‭. ‬كما‭ ‬سيسمح‭ ‬أيضا‭ ‬بتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬المتعاملين‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬لكلا‭ ‬البلدين‭ ‬وتنشيط‭ ‬الحركية‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وانسيابية‭ ‬المبادلات‭ ‬التجارية‮»‬‭.‬
 
والصورة‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬تندوف‭ ‬الزويرات‭ ‬يقتصر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬تنقل‭ ‬الأشخاص‭ ‬والممتلكات‭ ‬،لكن‭ ‬حسابات‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬وسوابق‭ ‬سلوكاته‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬تجعل‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬معبدا‭ ‬أيضا‭ ‬بالنوايا‭ ‬السيئة‭ ‬،‭ ‬بإضفاء‭ ‬طابع‭ ‬عسكري‭ ‬عليه‭ ‬،واحتمال‭ ‬استخدامه‭ ‬من‭ ‬قواته‭ ‬المسلحة‭ ‬وميليشيات‭ ‬البوليساريو‭ ‬الخاضعة‭ ‬له‭ ‬،لمواصلة‭ ‬معاكسة‭ ‬حق‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬وحدته‭ ‬الترابية‭ ‬وضرب‭ ‬وحدة‭ ‬موريتانيا،‭ ‬طمعا‭ ‬في‭ ‬حرمان‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬امتداده‭ ‬الإفريقي‭ ‬وإيجاد‭ ‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬للجزائر‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الأطلسي‭.‬
 
وهنا‭ ‬يمكن‭ ‬استحضار‭ ‬تصريح‭ ‬رئيس‭ ‬حزب‭ ‬التحالف‭ ‬الشعبي‭ ‬التقدمي‭ ‬الموريتاني‭ ‬مسعود‭ ‬ولد‭ ‬بولخير‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬للبرلمان،‭ ‬في‭ ‬غشت‭ ‬2021‭ ‬،الذي‭ ‬حذر‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬استغلال‭ ‬البوليساريو‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬الوضع‭ ‬القائم‭ ‬فى‭ ‬موريتانيا‭ ‬ويعلن‭ ‬انفصال‭ ‬الشمال‭ .‬
 
‭ ‬وقال‭ ‬ولد‭ ‬بولخير‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬لوكالة‭ ‬‮«‬‭ ‬الأخبار‮»‬‭ ‬المستقلة‭ ‬الموريتانية‭ ‬لقد‭ ‬“حدثت‭ ‬الرئيس‭ ‬الغزواني‭ ‬عن‭ ‬تخوفي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬استعراض‭ ‬الجزائر‭ ‬الأخير‭ ‬لعضلاتها،‭ ‬وكذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬معبر‭ ‬الكركرات‭ ‬قبل‭ ‬أشهر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يدفع‭ ‬بعضهم‭ ‬لأن‭ ‬ينتهز‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة،‭ ‬ويتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجزائريين‭ ‬والصحراويين‭ ‬ويعلن‭ ‬انفصال‭ ‬الشمال‭ ‬عن‭ ‬موريتانيا،‭ ‬فأهل‭ ‬الشمال‭ ‬يتحدثون‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬أنهم‭ ‬تعبوا‭ ‬من‭ ‬حمل‭ ‬موريتانيا‭ ‬على‭ ‬ظهورهم،‭ ‬وأنهم‭ ‬يريدون‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬أمة‭ ‬وحدهم،‭ ‬وأكدت‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬الكثير‭ ‬قيل‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‮»‬‭.‬
 
وأخذ‭ ‬تصريح‭ ‬ولد‭ ‬بولخير‭ ‬حينئذ‭ ‬طابعا‭ ‬رسميا‭ ‬،‭ ‬لأنه‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬صفته‭ ‬الحزبية‭ ‬،كان‭ ‬يتولى‭ ‬رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬والبيئي‭ ‬في‭ ‬موريتانيا‭ ‬ولم‭ ‬يبرئ‭ ‬الجانب‭ ‬الجزائري‭ ‬ساحته‭ ‬من‭ ‬الاتهام‭ ‬الموجه‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬المسؤول‭ ‬الموريتاني،‭ ‬ملتزما‭ ‬الصمت‭ ‬إزاء‭ ‬موضوع‭ ‬حساس‭ ‬يهم‭ ‬نواياه‭ ‬إزاء‭ ‬موريتانيا‭ ‬واحتمال‭ ‬دعمه‭ ‬لأية‭ ‬نزعة‭ ‬انفصالية‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬موريتانيا‭ ‬،علما‭ ‬أن‭ ‬له‭ ‬سوابق‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬ضد‭ ‬موريتانيا،‭ ‬عندما‭ ‬هدد‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬الأسبق‭ ‬هواري‭ ‬بومدين‭ ‬في‭ ‬1974‭ ‬ضيفه‭ ‬الرئيس‭ ‬الموريتاني‭ ‬الراحل‭ ‬المختار‭ ‬ولد‭ ‬داده‭ ‬في‭ ‬بشار،‭ ‬بشن‭ ‬عدوان‭ ‬عسكري‭ ‬على‭ ‬بلاده‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬واصل‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬ونفذ‭ ‬لاحقا‭ ‬هذا‭ ‬التهديد‭ ‬بإرساله‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬1976‭ ‬الألاف‭ ‬من‭ ‬جنوده‭ ‬ومقاتلي‭ ‬البوليساريو‭ ‬لشن‭ ‬هجمات‭ ‬برية‭ ‬على‭ ‬موريتانيا‭ ‬،مواصلا‭ ‬الاعتداءات‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬موريتانيا‭ ‬،إلى‭ ‬غاية‭ ‬سقوط‭ ‬نظام‭ ‬ولد‭ ‬داداه‭ ‬في‮ ‬انقلاب‭ ‬عسكري‮ ‬في‭ ‬1978‭ ‬وحمل‭ ‬قادة‭ ‬الانقلاب‭ ‬على‭ ‬الاعتراف‭ ‬بجمهورية‭ ‬الوهم‭ ‬في‭ ‬5غشت‭ ‬1979‭. ‬دار‭ ‬لمحاولة‭ ‬احتواء‭ ‬الصحفيين‭ ‬الموريتانيين
 
وانتهز‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬مناسبة‭ ‬إعطاء‭ ‬انطلاقة‭ ‬إنجاز‭ ‬مشروع‭ ‬الطريق‭ ‬البري‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬ليحاول‭ ‬استمالة‭ ‬الصحافة‭ ‬الموريتانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬خدمة‭ ‬أجندة‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬معلنا‭ ‬أمام‭ ‬الرئيس‭ ‬ولد‭ ‬الشيخ‭ ‬الغزواني‭ ‬أنه‭ ‬أمر‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬للوكالة‭ ‬الجزائرية‭ ‬للتعاون‭ ‬الدولي‭ ‬ببناء‭ ‬دار‭ ‬للصحافة‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬ناد‭ ‬اجتماعي‭ ‬ضخم‭ ‬بعدة‭ ‬مرافق‭ ‬لفائدة‭ ‬الصحفيين‭ ‬الموريتانيين‭ ‬في‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭ .‬
 
وإذا‭ ‬علمنا‭ ‬أن‭ ‬الصحفيين‭ ‬الجزائريين‭ ‬لا‭ ‬يتوفرون‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الدار‭ ‬في‭ ‬بلدهم‭ ‬،‭ ‬يتضح‭ ‬أن‭ ‬إعلان‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الهدية‭ ‬المشبوهة‭ ‬‭ ‬جاء‭ ‬بعد‭ ‬تنديد‭ ‬الصحفيين‭ ‬الموريتانيين‭ ‬بتدخل‭ ‬السفارة‭ ‬الجزائرية‭ ‬في‭ ‬نواكشوط‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الماضية‭ ‬،في‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلي‭ ‬الموريتاني‭ ‬واتهامها‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬صادر‭ ‬عنها‭ ‬مواقع‭ ‬إعلامية‭ ‬بالارتزاق‭ ‬،مدعية‭ ‬أنها‭ ‬عمدت‭ ‬إلى‭ ‬محاباة‭ ‬بلد‭ ‬‮«‬معاد‮»‬‭ (‬أي‭ ‬المغرب‭) ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬التعاون‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬نواكشوط‭ ‬والجزائر‭.‬
 
وانتفض‭ ‬الصحفيون‭ ‬الموريتانيون‭ ‬لكرامتهم‭ ‬،‭ ‬معتبرين‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬لرابطتهم‭ ‬إن‭ ‬‮«‬محاولة‭ ‬السفارة‭ ‬الجزائرية‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الموريتانية‭ ‬واحتقارها‭ ‬واستعبادها‭ ‬لتخدم‭ ‬أجندتها‭ ‬السياسية‭ ‬مع‭ ‬كونها‭ ‬محاولة‭ ‬مضحكة‭ ‬ومثيرة‭ ‬للسخرية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬تكشف‭ ‬وجهًا‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬وجوه‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬السفارة،‭ ‬الذي‭ ‬يثير‭ ‬الخوف‭ ‬والقلق،‭ ‬ويستدعي‭ ‬منا‭ ‬أقصى‭ ‬درجات‭ ‬الحيطة‭ ‬والحذر‮»‬‭.‬
 
ووقفت‭ ‬رابطة‭ ‬الصحفيين‭ ‬أمام‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬الجزائرية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬السلطة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وتحارب‭ ‬حرية‭ ‬الصحافة‭ ‬،بتأكيدها‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الجزائر‭ ‬التي‭ ‬ظلت‭ ‬لعقود‭ ‬في‭ ‬قبضة‭ ‬جنرالات‭ ‬الجيش،‭ ‬لا‭ ‬تفهم‭ ‬أن‭ ‬موريتانيا‭ ‬متفوقة‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلقُ‭ ‬بحرية‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬واحترام‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الاخر‭ ‬،‭ ‬وهي‭ ‬أشياء‭ ‬لا‭ ‬تُشترى‭ ‬وإنما‭ ‬تُكتسب،‭ ‬والموريتانيون‭ ‬كسبوها‭ ‬بنضال‭ ‬صحافتهم‭ ‬الطويل‭ ‬ضد‭ ‬القمع‭ ‬والتسلط‭ ‬والدكتاتورية‭ ‬والإيداع‭ ‬في‭ ‬السجون‮»‬‭. ‬
 
واستحضر‭ ‬الصحفيون‭ ‬الموريتانيون‭: ‬في‭ ‬بيانهم‭ ‬الأذى‭ ‬الذي‭ ‬تعرضت‭ ‬له‭ ‬بلادهم‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬،بقولهم‭ ‬‮«‬إننا‭ ‬كموريتانيين‭ ‬نحترم‭ ‬الجزائر‭ ‬ونحب‭ ‬شعبها‭ ‬الطيب‭ ‬والأبي،‭ ‬لما‭ ‬يجمعنا‭ ‬من‭ ‬روابط‭ ‬الدم‭ ‬والقربى‭ ‬والتاريخ‭ ‬والمصير‭ ‬المشترك،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬حافل‭ ‬بالطعنات‭ ‬التي‭ ‬وجهت‭ ‬لنا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬حكامها‭ ‬وعسكرها،‭ ‬وتنظيماتها‭ ‬العابرة‭ ‬للصحراء‮»‬‭.‬
عقيدة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬احتقار‭ ‬الجيران
 
‭ ‬وفي‭ ‬المجال‭ ‬الإعلامي‭ ‬سعى‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬الذي‭ ‬يخوض‭ ‬بأذرعه‭ ‬الإعلامية‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬حربا‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬دائما‭ ‬إلى‭ ‬توظيف‭ ‬الإعلام‭ ‬الموريتاني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ولنا‭ ‬في‭ ‬واقعة‭ ‬طرد‭ ‬موريتانيا‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2015‭ ‬المستشار‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬سفارة الجزائر في‭ ‬نواكشوط‭ ‬بلقاسم‭ ‬الشرواطي‭ ‬خير‭ ‬دليل‭ ‬،‭ ‬بعد‭ ‬انحرافه‭ ‬عن‭ ‬مهمته‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬،‭ ‬بدفعه‭ ‬موقع‭ ‬‮«‬البيان‮»‬‭ ‬الإلكتروني‭ ‬الموريتاني‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬خبر‭ ‬كاذب‭ ‬عن‭ ‬شكوى‭ ‬تقدمت‭ ‬بها‭ ‬موريتانيا‭ ‬إلى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تتهم‭ ‬فيها‭ ‬المغرب‭ ‬بإغراقها‭ ‬بمادة‭ ‬الحشيش،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نفته‭ ‬السلطات‭ ‬الموريتانية‭ ‬واعتبرت‭ ‬نشره‭ ‬محاولة‭ ‬لزعزعة‭ ‬علاقاتها‭ ‬بالرباط‭.‬
 
وهكذا‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬دار‭ ‬الصحافة‭ ‬التي‭ ‬وعد‭ ‬بها‭ ‬الرئيس‭ ‬تبون‭ ‬الصحفيين‭ ‬الموريتانيين‭ ‬هدية‭ ‬خالصة‭ ‬لوجه‭ ‬الله،‭ ‬بل‭ ‬يريدها‭ ‬النظام‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وسيلة‭ ‬للترويض‭ ‬والاحتواء‭ ‬وتوظيف‭ ‬الإعلام‭ ‬الموريتاني‭ ‬في‭ ‬مهاجمة‭ ‬المغرب‭ ‬والإساءة‭ ‬إليه‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يرضاه‭ ‬أصحاب‭ ‬الأقلام‭ ‬الحرة‭ ‬في‭ ‬موريتانيا‭ ‬،لدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬خوض‭ ‬حرب‭ ‬بالوكالة‭ ‬لفائدة‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭.‬
 
إن‭ ‬عقيدة‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الاستعلاء‭ ‬واحتقار‭ ‬جيران‭ ‬الجزائر‭ ‬والحط‭ ‬من‭ ‬قدرهم‭ ‬ورفضه‭ ‬قيام‭ ‬علاقات‭ ‬معهم‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬التكافؤ‭ ‬والمساواة‭ ‬وخدمة‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬وهوسه‭ ‬المطبوع‭ ‬بالفشل‭ ‬بتأليب‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬ضد‭ ‬المغرب‭ ‬ووحدته‭ ‬الترابية‭. ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬احتقاره‭ ‬موريتانيا‭ ‬،أوعز‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬قبل‭ ‬بضعة‭ ‬أسابيع‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬أذرعه‭ ‬الإعلامية‭ ‬المحسوبة‭ ‬على‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬بشن‭ ‬حملة‭ ‬عليها،‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬المباراة‭ ‬التي‭ ‬انتصر‭ ‬فيها‭ ‬منتخبها‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬على‭ ‬نظيره‭ ‬الجزائري‭ ‬في‭ ‬منافسات‭ ‬‮«‬الكان‮»‬‭ ‬في‭ ‬كوت‭ ‬ديفوار‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬الماضي‭ ‬،‭ ‬بأن‭ ‬ادعى‭ ‬ذلك‭ ‬الإعلام‭ ‬عجز‭ ‬موريتانيا‭ ‬عن‭ ‬تأمين‭ ‬حاجيات‭ ‬منتخبها‭ ‬وأن‭ ‬المغرب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬دفع‭ ‬تكاليف‭ ‬تربص‭ ‬المنتخب‭ ‬الموريتاني‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬قبل‭ ‬كأس‭ ‬أفريقيا،‭ ‬وكذلك‭ ‬تكاليف‭ ‬الإقامة‭ ‬في‭ ‬‮«‬الكان‮»‬،‭ ‬و‭ ‬النقل‭ ‬الجوي‭ ‬والمستلزمات‭ ‬اللوجستية‭ ‬من‭ ‬ملابس‭ ‬ومعدات‭ ‬مختلفة‭.‬
 
وإزاء‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬الدنيئة‭ ‬أصدر‭ ‬الاتحاد‭ ‬الموريتاني‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬بلاغا‭ ‬نفى‭ ‬فيه‭ ‬ادعاءات‭ ‬الإعلام‭ ‬الجزائري،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬‭ ‬الحكومة‭ ‬الموريتانية‭ ‬والاتحادية‭ ‬الوطنية‭ ‬تعتبران‭ ‬تمويل‭ ‬المنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬مسألة‭ ‬سيادية‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للنقاش‭ ‬أو‭ ‬المساومة‭ ...‬و‭ ‬يرفض‭ ‬تدخل‭ ‬أي‭ ‬جهة‭ ‬،‭ ‬مهما‭ ‬كانت،‭ ‬في‭ ‬تولي‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬نفقاته،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬إقامة‭ ‬المعسكرات‭ ‬الداخلية‭ ‬أو‭ ‬الخارجية،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬اقتناء‭ ‬المعدات‭ ‬واللوازم‭ ‬الفنية‭ ‬المختلفة‮»‬‭.‬
 
وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬مضى‭ ‬من‭ ‬سلوكات‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬إزاء‭ ‬موريتانيا‭ ‬ونهجه‭ ‬المستمر‭ ‬للتدخل‭ ‬في‭ ‬شؤونها‭ ‬الداخلية‭ ‬ومحاولة‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬علاقاتها‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬يجرؤ‭ ‬على‭ ‬قول‭ ‬أن‭ ‬طريق‭ ‬تندوف‭ ‬الزويرات‭ ‬معبدة‭ ‬بالنوايا‭ ‬الطيبة؟

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار