Quantcast
2024 فبراير 29 - تم تعديله في [التاريخ]

العلاقات‭ ‬المغربية‭ - ‬الفرنسية‭:‬

متى‭ ‬سيتم‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬الضمني‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬الصريح‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬؟


العلاقات‭ ‬المغربية‭ - ‬الفرنسية‭:‬
العلم الإلكترونية - الرباط 

التصريحات‭ ‬التي‭ ‬نطق‭ ‬بها‭ ‬ستيفان‭ ‬سيجورنيه‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬في‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬رفقة‭ ‬نظيره‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬وزير‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية‭ ‬و‭ ‬التعاون‭ ‬الأفريقي‭ ‬و‭ ‬المغاربة‭ ‬المقيمين‭ ‬بالخارج‭ ‬،‭ ‬ينطبق‭ ‬عليها‭ ‬المثل‭ ( ‬عرف‭ ‬العنوان‭ ‬و‭ ‬طرق‭ ‬الباب‭ ‬ولكنه‭ ‬لم‭ ‬يدخل‭ ) . ‬فقد‭ ‬تحدث‭ ‬‮ ‬بحذرٍ‭ ‬شديدٍ‭ ‬‮ ‬،‭ ‬كمن‭ ‬يخشى‭ ‬أن‭ ‬ينطق‭ ‬بكلمة‭ ‬‮ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬‮ ‬أن‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬فيه‭ ‬،‭ ‬مستعملاً‭ ‬تقنيةً‭ ‬دبلوماسيةً‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الدوران‭ ‬حول‭ ‬المعنى‭ ‬دون‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬مضمونه‭ ‬،‭ ‬فبدا‭ ‬و‭ ‬كأنه‭ ‬يمسك‭ ‬العصا‭ ‬من‭ ‬الوسط‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬موضعٍ‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يقتضي‭ ‬أي‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬اللف،‭ ‬بل‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬ضيق‭ ‬التلميح‭ ‬إلى‭ ‬سعة‭ ‬التصريح،‭ ‬بالانتقال‭ ‬مباشرةً‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬الضمني‭ ‬بعدالة‭ ‬القضية‭ ‬المغربية‭ ‬المقدسة‭ ‬‮ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬الصريح‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ .‬
 
إن‭ ‬التحليل‭ ‬السياسي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الفكر‭ ‬الواقعي‭ ‬و‭ ‬المنطق‭ ‬السليم‭ ‬،‭ ‬يلزم‭ ‬المراقب‭ ‬أن‭ ‬يسجل‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬التناقض‭ ‬في‭ ‬قول‭ ‬الوزير‭ ‬الفرنسي‭ ‬إن‭ ‬باريس‭ ‬تؤكد‭ ‬دعمها‭ ‬الواضح‭ ‬و‭ ‬المستمر‭ ‬لمقترح‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬الواقع‭ ‬،‭ ‬ومنذ‭ ‬سنة‭ ‬2007‭ ‬التي‭ ‬قدم‭ ‬المغرب‭ ‬فيها‭ ‬‮ ‬مقترحه‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬،‭ ‬‮ ‬يتنافَى‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الدعم‭ ‬الفرنسي‭ ‬لهذا‭ ‬المقترح‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يتسم‭ ‬بأي‭ ‬قدر‭ ‬من‭ ‬الوضوح‭ ‬‮ ‬،‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬‮ ‬دعماً‭ ‬مستمراً‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬معدوماً‭ ‬كلياً‭ . ‬‮ ‬واكتسى‭ ‬تصريح‭ ‬الوزير‭ ‬سيجورنيه‭ ‬بأن‭ ‬موقف‭ ‬فرنسا‭ ‬في‭ ‬الصحراء‭ (‬؟‭ ) ‬حين‭ ‬يتقدم‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نتبنى‭ ‬البراغماتية‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬،‭ ‬مع‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬المبعوث‭ ‬الأممي‭ ‬ستفان‭ ‬دي‭ ‬ميستورا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬المفاوضات‭ ‬،‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬الذي‭ ‬يستعصي‭ ‬على‭ ‬الفهم‭ ‬،‭ ‬بينما‭ ‬السياق‭ ‬كان‭ ‬يستدعي‭ ‬الوضوح‭ ‬والدقة‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ . ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجعل‭ ‬المراقب‭ ‬المدقق‭ ‬يرتاب‭ ‬في‭ ‬جدية‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬الوزير‭ ‬الفرنسي‭ ( ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الرباط‭ ‬أن‭ ‬تعول‭ ‬على‭ ‬باريس‭ ‬وموقفها‭ ‬الواضح‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬مخطط‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭).‬
 
وظهرت‭ ‬الضبابية‭ ‬في‭ ‬الموقف‭ ‬الفرنسية،‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬الوزير‭ ‬ستيفان‭ ‬سيجورنيه‭ ‬من‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬كتابة‭ ‬صفحة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬،‭ ‬ظهرت‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬تنمية‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬للمملكة‭ ‬المغربية،‭ ‬حين‭ ‬حرص‭ ‬أشد‭ ‬الحرص‭ ‬،‭ ‬هكذا‭ ‬يبدو‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬وصف‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭ ‬بالمغربية‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬قوله‭ (‬أن‭ ‬نحرز‭ ‬تقدماً‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تطوراً‭ ‬اجتماعياً‭ ‬في‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬أضاف‭ ‬مبدياً‭ ‬الحرص‭ ‬نفسَه‭ (‬والمغرب‭ ‬قام‭ ‬بحركة‭ ‬تنموية‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬العدد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المناطق‭ (‬؟‭) ‬،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬باريس‭ ‬ستدعم‭ ‬جهوده‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬الأقاليم‭ ‬الجنوبية‭) ‬،‭ ‬وختم‭ ‬تصريحه‭ ‬بهذا‭ ‬الخصوص‭ ‬‮ ‬بقوله‭ (‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬موقف‭ ‬باريس‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬النزاع‭). ‬وهذا‭ ‬كلام‭ ‬تعوزه‭ ‬الدقة‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ .‬
 
ولقد‭ ‬كان‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ ‬دقيقاً‭ ‬للغاية‭ ‬فيما‭ ‬قاله‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬الصحافي‭ ‬هذا‭ ‬‮ ‬،‭ ‬بخصوص‭ ‬طبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الفرنسية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬علاقة‭ ‬دولة‭ ‬بدولة‭ ‬،‭ ‬يرعاها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬ويشرف‭ ‬عليها‭ ‬رفقة‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬أساسُها‭ ‬المتابعةُ‭ ‬لرئيسي‭ ‬البلدين‭ ‬‮ ‬‭. ‬وهو‭ ‬رد‭ ‬دبلوماسي‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الحصافة‭ ‬و‭ ‬الرزانة‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬صرح‭ ‬به‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬كلف‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬إيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬بأن‭ ‬يتولى‭ ‬شخصياً‭ ‬كتابة‭ ‬فصل‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الرباط‭ ‬و‭ ‬باريس‭ .‬
 
والواقع‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يرتفع‭ ‬و‭ ‬يشهد‭ ‬به‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬بفضل‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬أصبح‭ ‬قطبَ‭ ‬استقرارٍ‭ ‬وفاعلاً‭ ‬أساساً‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬أفريقيا‭ ‬و‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬و‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬،‭ ‬وهو‭ ‬يوفر‭ ‬فرصاً‭ ‬مهمةً‭ ‬لشركائه‭ ‬،‭ ‬لذلك‭ ‬فهو‭ ‬شريك‭ ‬مطلوب‭ ‬و‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭ . ‬وعلى‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬المغربية‭ ‬الفرنسية‭ ‬إن‭ ‬تتجدد‭ ‬وفق‭ ‬مبادئ‭ ‬احترام‭ ‬و‭ ‬تنسيق‭ ‬لتكون‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬علاقات‭ ‬دولة‭ ‬بدولة‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬ناصر‭ ‬بوريطة‭ .‬
 
و‭ ‬الآن‭ ‬،‭ ‬وقد‭ ‬انتهت‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬للرباط‭ ‬،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬،‭ ‬متى‭ ‬سيتم‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الاعتراف‭ ‬الضمني‭ ‬غير‭ ‬الكافي‭ ‬و‭ ‬المشوب‭ ‬ببقايا‭ ‬الضباب‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬الاعتراف‭ ‬الفرنسي‭ ‬الصريح‭ ‬و‭ ‬الواضح‭ ‬و‭ ‬المقنع‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬؟‭ .‬

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار