Quantcast
2022 غشت 30 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب يستنزف كفاءاته الداخلية.. خسارة للأدمغة والطاقات

أكثر من خمسين ألف طالب مغربي يدرسون في الخارج وحوالي مئتي ألف خبير في مجالات مختلفة اختاروا العمل بالخارج


العلم الإلكترونية - رؤى الزياتي (صحافية متدربة)

لا تُعد هجرة الأدمغة ظاهرة حديثة، إذ شهدَ التاريخ هجرات واسعة للكفاءات، والعلماء، والمتخصصين، وأصحاب المهارات... من البلدان ذات الأحوال الاقتصادية والمعيشية المحدودة إلى نظيراتها المتقدّمة؛ بحثاً عن ظروف معيشية أفضل، وبيئة سياسية واجتماعية أكثر استقرارا، وكذا الوصول إلى الأنظمة التكنولوجية المتقدمة، من أجل تحصيل فرص عمل أفضل برواتب أعلى وبالتالي الحصول على جودة حياة أحسن.

وهي واقعة يمكن وصفها بفقدان البلدان لقوى عاملة، من خلال انتقال الكفاءات، ورأس المال البشري إلى بلدان أكثر ملاءمة وتطورا. مما يضعف البلد الأصل بإضاعة أطر أكثر مهارة، لأنهم يساهمون بخبراتهم في تنمية اقتصاد البلدان الأخرى.

فقد صنف المغرب كثاني أعلى معدل لهجرة الأدمغة، في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسب التقرير العربي للتنمية الثقافية والمجلة الامريكية الأسبوعية "the Arab Weekly" التي أفادت أن الحكومة المغربية أسست سنة 2007، المنتدى الدولي للكفاءات المغربية في الخارج لجذب المهنيين الشباب والأكاديميين الذين يعملون في الخارج إلى المغرب، لكن الأرقام كانت ناطقة بالواقع المرير، فقد باءت محاولات استرجاعهم بالفشل الذريع.

في حين كشفت دراسة أجرتها جامعة الدول العربية، أن هناك حوالي أكثر من خمسين ألف طالب مغربي يدرسون في الخارج، وحوالي مئتي ألف خبير في مجالات مختلفة اختاروا العمل بالخارج. وقد أظهرت دراسة أجراها موقع "ريكروت" على الانترنيت وهي شركة توظيف رائدة أن واحد وتسعين بالمئة من الخريجين المغاربة يحلمون بمغادرة البلاد، معتقدين أن الهجرة ستساعدهم على تطوير حياتهم المهنية.

وحسب إحصائيات الفدرالية فإن الكفاءات عالية المهارة، والتي غالباً ما تدرس قرابة 12 سنة بعد البكالوريا، تختار مغادرة الوطن بحثاً عن فرص عمل محفزة وظروف عيش جيدة.

ويمكن القول إن هجرة الموارد العربية ترجع الى حتمية وجود العديد من العوامل داخل بلدانهم، كقلة مجالات البحث العلمي، لحاملي الشهادات، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، وميل الشباب للبحث عن بدائل في الخارج، إضافة إلى انخفاض الأجور، وعدم الاهتمام بهم.

وأورد الدكتور والخبير في ميدان الإعلام والاتصال، ورئيس المركز الوطني للإعلام وحقوق الانسان "إبراهيم الشعبي" لـ"العلم"، أن هجرة الادمغة او الكفاءات المغربية ليست بالأمر الحديث، وبما أنني مهتم بمجال الإعلام، فمنذ حوالي أكثر من ثلاثة عقود من الزمن هاجر مجموعة من الصحافيين المغاربة إلى مختلف القنوات الفضائية سواء كانت عربية، إفريقية، أمريكية، كندية، "خاصة في الفضائيات الأوروبية"، وأصبحوا نجوما هناك لأنهم لم يجدوا في بلدانهم المعاملات المناسبة تجاههم من أجور وغيرها...

كما جدد التأكيد على أن هناك هجرة كبيرة للكفاءات المغربية في مختلف التخصصات العلمية بحتا أولا عن جودة العيش، ثانيا عن فضاء أرحب للحرية والديمقراطية، وأخيرا عن الأجور المحفزة للعمل.

وأنهى كلماته، بدراسات غربية وعربية أيضا "للجامعة العربية"، تؤكد أن من بين أكثر الكفاءات عددا في مغادرة بلدهم هم المغاربة، لكن المفارقة الغريبة وهي أن بعد مغادرتهم للبلاد، يبدأ هذا الأخير في محاولات إرجاعهم، وغالبا ما تنتهي هاته المحاولة بالفشل.

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار