
العلم: عبدالإلاه شهبون
يعيش المغرب على وقع درجات حرارة مفرطة تتجاوز في بعض المناطق 47 درجة مائوية، وسط مخاوف من تداعياتها على الصحة العامة والأمن الغذائي والموارد المائية.
فقد باتت موجات الحر الطويلة، مصحوبة بليالٍ حارة، تمنع الجسم البشري من استعادة توازنه الحراري، مما يفاقم من حالات الإجهاد الحراري قد يؤدي إلى وفيات.
وفي هذا الإطار، أفادت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أنه يرتقب تسجيل موجة حر، ابتداء من غد الثلاثاء إلى غاية الجمعة، بدرجات حرارة تتراوح ما بين 44 و47 درجة، بعمالات وأقاليم الراشيدية، وزاكورة، وتارودانت، وطاطا، وأسا-الزاك، وسمارة، وواد الذهب، وأوسرد.
كما تتوقع المديرية تسجيل درجات حرارة، من الثلاثاء إلى الخميس، تتراوح بين 40 و44 درجة، بعمالات وأقاليم بني ملال، والفقيه بن صالح، ومكناس، وخنيفرة، وفاس، ومولاي يعقوب، وتاونات، وتازة، ووزان، وكلميم، وأكادير إيدا أو تنان، وإنزكان-آيت ملول، وسيدي قاسم، وسيدي سليمان، وبنسليمان، وخريبكة، وسطات، وشيشاوة، وقلعة السراغنة، والصويرة، ومراكش، والرحامنة، والخميسات، وسيدي بنور، واليوسفية.
وحذر الطيب حمضي، الباحث في السياسات والنظم الصحية، جميع المواطنين من المخاطر الصحية المحتملة التي قد ترافق موجات الحرارة المرتفعة التي تشهدها البلاد.
وأشار في تصريح لـ»العلم» إلى أن هذه الموجة قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الجفاف والضربة الحرارية، وقد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات.
كما دعا حمضي، إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب هذه المخاطر، خاصة من قبل الفئات الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والأطفال، ما يستوجب حذرا خاصا من طرف أسرهم ومقدمي الرعاية الصحية.
وقدم الباحث في السياسات والنظم الصحية، مجموعة من الإرشادات الوقائية التي يجب اعتمادها دون انتظار ظهور أعراض الخطورة، مثل العياء، الدوار، العطش الشديد، آلام الرأس، التشنجات العضلية، الغثيان، القيء، الإسهال، الهذيان أو فقدان الوعي، في مقدمتها، شرب الماء والسوائل بانتظام دون انتظار الشعور بالعطش، وتناول الفواكه والخضر لتزويد الجسم بالأملاح المعدنية، مع تفادي الشاي، القهوة والمشروبات السكرية.
كما دعا المغاربة إلى الاستحمام المتكرر أو تبليل الجسم بالماء، خاصة عند الفئات الهشة، دون تجفيف الجسم بالفوط، واستخدام البخاخات المائية أو تبليل الوجه والأطراف والجذع مباشرة، مع تعريض الجسم المبلل للهواء أو المروحة، لتسريع التبريد، وهو إجراء بالغ الأهمية للمسنين.
ونصح حمضي، بتناول وجبات خفيفة ومتكررة تركز على الخضر والفواكه، لتفادي الإنهاك الحراري وتوفير الماء والأملاح للجسم، إلى جانب تبريد المنازل نهارا عبر إغلاق النوافذ، وفتحها ليلا وفي الصباح الباكر لخلق تيار هوائي، واستخدام المكيفات والمراوح عند الإمكان.