Quantcast
2025 يونيو 23 - تم تعديله في [التاريخ]

حصري من سفارة بيرن.. الصحراء المغربية: أرض النور والمستقبل” كتاب جديد يكشف التحولات التنموية


حصري من سفارة بيرن.. الصحراء المغربية: أرض النور والمستقبل” كتاب جديد يكشف التحولات التنموية

*العلم الالكترونية: عبد اللطيف الباز*

في سياق جهود الدبلوماسية المغربية لتعزيز الترافع الأكاديمي والثقافي عن قضية الصحراء المغربية، شهدت العاصمة السويسرية برن لقاءً مثمراً جمع  سفير المملكة المغربية بسويسرا لحسن أزولاي بكل من جان ماري هايدت، السياسي السويسري المعروف والبرلماني السابق، والسيد بيير مارسيل فافر، الناشر والمفكر وأحد الوجوه البارزة في عالم النشر والتحرير الأوروبي، وذلك بمناسبة صدور كتابهما المشترك المعنون بـ “الصحراء المغربية: أرض النور والمستقبل”.

اللقاء لم يكن عادياً في رمزيته ولا في توقيته، بل حمل في طياته دلالات متعددة على المستويين الفكري والدبلوماسي، إذ عكس انفتاح المغرب على النخب الأوروبية التي تسعى لفهم جوهر قضية الصحراء بعيداً عن التأويلات السياسية والمواقف الجاهزة.

الكتاب الذي جاء كمبادرة فكرية وتحريرية من شخصيتين أوروبيتين، يُعدّ سابقة في الحقل الأكاديمي السويسري، حيث تناول مؤلفاه بأسلوب عقلاني وموثق الأسس التاريخية والسياسية والقانونية التي تؤكد مغربية الصحراء، منذ قرون، معتمدَين على وثائق ومعاهدات دولية، وشهادات تاريخية من مصادر متعددة، بعضها أوروبية المنشأ. كما يتطرق المؤلفان إلى القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية سنة 1975، والذي أقر بوجود روابط قانونية وروحية بين القبائل الصحراوية والعرش العلوي، وهي الروابط التي تشكل إحدى الدعامات الأساسية في المشروعية التاريخية للمغرب على صحرائه.

اللقاء، كان مناسبة ليعبر السفير المغربي عن تقديره الكبير لهذا العمل التوثيقي الجاد، مشيراً إلى أن مثل هذه المبادرات تعكس وعياً متزايداً لدى بعض النخب الأوروبية بأهمية تبني مقاربة قائمة على المعرفة والحقائق بدل الاكتفاء بالشعارات والمواقف السياسية الجامدة. كما أكد أن هذا النوع من الإصدارات يساهم في ترسيخ صورة المغرب كدولة مؤسسات، ملتزمة بالشرعية الدولية، وماضية في تفعيل نموذج تنموي متوازن بأقاليمه الجنوبية، ما يجعل من الصحراء المغربية فضاء حقيقياً للنور والمستقبل، كما جاء في عنوان الكتاب.

حصري من سفارة بيرن.. الصحراء المغربية: أرض النور والمستقبل” كتاب جديد يكشف التحولات التنموية
وقد أكد  جان ماري هايدت، خلال اللقاء، أن كتابه مع السيد فافر لم يكن عملاً عادياً، بل ثمرة بحث طويل ورغبة صادقة في تقديم الحقيقة كما هي، لا كما تروّج لها بعض الآلة الدعائية التي ما تزال حبيسة نزاعات الحرب الباردة. وأضاف أن المغرب يقدم اليوم نموذجاً استثنائياً في شمال إفريقيا، من حيث الاستقرار والتقدم والانفتاح، وأن ما تشهده الأقاليم الجنوبية من مشاريع تنموية وبنيات تحتية يجعل منها إحدى أكثر المناطق تأهيلاً لتكون جسراً بين أوروبا وإفريقيا.

من جهته، أشار بيير مارسيل فافر إلى أن تجربته الطويلة في عالم النشر علّمته أن المسؤولية الثقافية لا تقل أهمية عن المسؤولية السياسية، وأن اختيار نشر هذا الكتاب هو فعل انحياز للحقيقة والموضوعية، بعيداً عن الضغوط أو الاصطفافات الإيديولوجية. وأكد أنه فوجئ بعمق التحول الذي تعرفه الأقاليم الصحراوية المغربية، من حيث الاستثمار في الطاقات المتجددة، التعليم، البنية التحتية، والتحديث الإداري، معتبراً أن هذه الإنجازات تستحق أن تُعرف داخل أوروبا، وأن تُروى للأجيال الصاعدة بلغة العلم، لا بلغة الدعاية.

وقد ناقش الطرفان خلال هذا اللقاء سبل التعاون المستقبلية من أجل الترويج لهذا العمل الفكري، سواء من خلال تنظيم ندوات في الجامعات الأوروبية، أو المشاركة في معارض الكتب الدولية، أو عبر اللقاءات الفكرية التي تحتضنها المؤسسات الثقافية السويسرية. كما أبديا رغبة مشتركة في أن يكون هذا الكتاب بداية لمشاريع فكرية أخرى تسلط الضوء على التجربة المغربية في مجالات متعددة، لا سيما في ما يتعلق بالتنمية المستدامة، واللامركزية، والنموذج المغربي في تدبير التعدد الثقافي والديني.

إن ما يميز هذا العمل ليس فقط مضمونه المتين، ولكن كونه يصدر من قلب أوروبا، ومن طرف مفكرين لا تربطهم أي علاقة رسمية بالمغرب، ما يمنح شهادتهما مصداقية أكبر أمام الرأي العام الدولي، ويجعل من الكتاب أداة فعالة ضمن أدوات الدبلوماسية الموازية التي ينهجها المغرب. كما أن اللقاء يكرس فكرة أن المعركة من أجل الحقيقة ليست حكراً على الدبلوماسيين والسياسيين، بل هي أيضاً معركة المثقفين، والصحافيين، والأكاديميين، وكل من يحمل قلماً حراً وفكراً نقدياً مستقلاً.

في المحصلة، لا يمكن النظر إلى هذا اللقاء سوى كخطوة جديدة نحو ترسيخ الوعي الدولي بعدالة قضية الصحراء المغربية، من خلال أدوات ناعمة، لكنها عميقة التأثير. فحين تُكتَب الحقيقة بقلم أوروبي، وتُنشر في قلب سويسرا، بلد الحياد والتوازن، فإن الرسالة تكون أبلغ: الصحراء ليست فقط مغربية، بل هي أيضاً قصة نجاح تنموية تستحق أن تُروى، ونموذج استقرار يستحق أن يُحتذى، وأرض للنور والمستقبل، كما عنونها بكل وضوح السيدان هايدت وفافر.

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار