
العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي/ت. الترابي
في خروج إعلامي لكشف المستور، قدم إدريس صديق، رئيس جماعة الهراويين التابعة لإقليم مديونة، تفاصيل ما وصفه بـ"المقص الإعلامي" الذي طال تصريحه للقناة الثانية، مؤكدا أن مضمون حديثه تم اقتطاعه بطريقة أخلّت بالمعنى الحقيقي لتصريحاته، وقدّمت صورة غير منصفة عن واقع الجماعة.
وأوضح صديق أن اللقاء الذي جمعه بطاقم القناة جاء بطلب منهم، في إطار إعداد روبورتاج حول وضعية التنمية والمشاريع المحلية، لكنه فوجئ بعد بث التقرير بأن أجزاء مهمة من كلامه حُذفت، وأن البرنامج ركز فقط على بعض النقاط السلبية، متجاهلاً تماماً ما تحقق من منجزات ومشاريع تنموية كبرى.
وقال رئيس الجماعة إن التقرير التلفزيوني أظهره في صورة مناقضة لما قاله فعلا، بل وأعطى الكلمة لأشخاص "قدموا أنفسهم كممثلين للمعارضة"، رغم أنهم في الواقع "ينتمون إلى المجلس نفسه ويشاركون في تدبير الشأن المحلي"، معتبرا أن ما حدث "يسيء لمصداقية العمل الإعلامي ولحق المواطنين في المعلومة المتوازنة".
وأكد صديق أن جماعة الهراويين شهدت خلال السنوات الأخيرة تحولات نوعية، رغم ضعف الإمكانيات وضغط الكثافة السكانية، موضحا أن الجماعة تضم اليوم أزيد من 100 ألف نسمة، في حين لا يتجاوز عدد موظفيها 38 موظفا فقط، ورغم ذلك تمكن المجلس من مضاعفة ميزانية الجماعة من 12 إلى 30 مليون درهم، وإطلاق مشاريع مهمة غيرت ملامح المنطقة.
ومن بين هذه المشاريع، ذكر رئيس الجماعة إنجاز 7 كيلومترات من الطرق المعبدة بالإنارة العمومية، وإحداث مقر إداري جديد بعد عقود من غياب البنية الإدارية، واقتناء آليات النظافة لأول مرة بكلفة 6 ملايين درهم، إضافة إلى تهيئة حديقة “الحلحال” ومركز لمحاربة الإدمان، والمساهمة في اتفاقيات قطاعية تخص الصحة، التعليم، والرياضة.
كما أشار إلى مشروع المنطقة الصناعية الجديدة التي تضم 279 وحدة إنتاجية وتشغل مئات الشباب، ومشروع “المنطقة اللوجيستيكية” على مساحة 240 هكتارا، إضافة إلى مركز تكوين تابع للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم الذي يُبنى حاليا في تراب الجماعة، معتبرا أن هذه المشاريع “تمثل دليلا على التحول الإيجابي الذي تعرفه الهراويين”.
وردّ صديق على ما ورد في التقرير بخصوص “نقص الماء الصالح للشرب”، مؤكدا أن الجماعة تتوفر على عدة منابع وسقايات وآبار، وأنها انخرطت فعلا في برنامج وطني لمحاربة الجفاف بشراكة مع وزارة الداخلية ووزارة التجهيز والماء، موضحا أن تصريحه تم اقتطاعه بشكل جعل المتفرج يفهم عكس ما قاله، قائلا: “ما قلته هو أننا نعمل على تحسين الربط الفردي بالماء، لكن ما بُث جعل كلامي يبدو وكأنني أقول إن الماء غير صالح للشرب، وهو عار من الصحة”.
وختم رئيس الجماعة تصريحه بالتأكيد على أن “المنجزات تتحدث عن نفسها رغم الإكراهات”، داعيا الإعلام الوطني إلى التحلي بالمسؤولية المهنية في نقل الواقع كما هو، قائلا: “لسنا ضد النقد، لكننا نرفض التبخيس، ومن واجب الإعلام أن يُبرز الإيجابيات كما يتحدث عن الاختلالات، لأن التنمية مسؤولية مشتركة بين المنتخبين، والإدارة، والمجتمع، والإعلام الحر النزيه.”