
العلم الإلكترونية - فكري ولد علي
في مدينة الحسيمة، حيث يُفترض أن يسبقك عبق البحر ونسيم الجبال، بات أول ما يطالع الزائر عند المدخل هو صوتٌ نشاز: خشخشة مفاتيح تتطاير من أيدي سماسرة، تتنقل بين الأزقة كما يتنقل العبث بين الشقق.
لم تعد الشقق المفروشة في المدينة مجرّد فضاء للاستجمام، بل صارت فضاءً للفوضى، تتحرك فيه مفاتيح بلا ضوابط، وتُفتح فيه الأبواب لكل شيء... إلا القانون.
وسط مدينة الحسيمة، وتحديدًا في "كلابونيتا" وشارعَي محمد الخامس وعبد الكريم الخطابي، تنتشر ظاهرة "السكن السريع"، أو بالأحرى، "التأجير المريب". لا بطائق تُطلب، لا هويات تُسجَّل، ولا رقابة تُذكر. يكفي أن تدفع، حتى تجد لك مأوى… مهما كانت نواياك.
رغم محاولات المجلس البلدي للتجميل عبر نزع الإعلانات العشوائية من الجدران وإشارات المرور، فجوهر الأزمة لم يُمسّ. فوضى الإيجار اليومي مستمرة، ووسطها ممارسات تسيء إلى صورة المدينة، وسُياح ووافدون لا يُعرف عنهم شيء، يدخلون ويخرجون دون أثر.