
العلم الإلكترونية - بقلم فكري ولد علي
في كل صيف، تتحول شواطئ الحسيمة إلى قبلة مفضلة للزوار والمصطافين من داخل الإقليم وخارجه، خصوصاً الشواطئ الساحرة مثل أرمود وإزضي وإسلي، لما تتميز به من جمال طبيعي وصفاء مياهها ونقاء رمالها، لكن هذا الجمال الطبيعي سرعان ما تصدمه حقيقة مُرة: الغياب التام للمرافق الصحية الأساسية التي يُفترض أن ترافق مثل هذه الوجهات السياحية.
عدد كبير من الزوار عبروا عن استيائهم الشديد من غياب المراحيض العمومية، وغياب أماكن مخصصة للاستحمام أو تغيير الملابس، ناهيك عن نقص في سلال القمامة، مما يجعل البعض يضطر لقضاء حاجته في الخلاء أو بين الأشجار، في مشاهد تمس بكرامة الإنسان وبالبيئة على حد سواء.
هذا الإهمال يدفع لطرح تساؤلات مشروعة حول دور المجالس المنتخبة والجماعات الترابية في توفير الحد الأدنى من شروط الاستقبال اللائق، خاصة أن هذه الشواطئ تجلب معها فرصا سياحية واقتصادية كبيرة يمكن استثمارها بشكل أفضل لو توفرت البنية التحتية الضرورية.
من جهة أخرى، فإن غياب المرافق الصحية لا يشكل فقط إزعاجاً للزوار، بل تهديداً حقيقياً للبيئة والصحة العامة، حيث تزداد نسبة التلوث وتُشوه صورة المدينة التي تراهن على السياحة كمورد أساسي.
العديد من المتابعين المحليين دعوا إلى تحرك عاجل من طرف السلطات الإقليمية والجهات الوصية، لإدراج هذه الشواطئ ضمن خارطة الاستثمار في البنيات التحتية الصيفية، وتوفير مرافق صحية مؤقتة على الأقل خلال موسم الاصطياف، إلى جانب فرق نظافة ومراقبة.
إن ما تعيشه هذه الشواطئ من نقص في المرافق ليس فقط علامة على سوء التدبير، بل أيضًا فرصة ضائعة لتحسين تجربة الزائر وتقديم صورة مشرّفة عن الحسيمة، المدينة المتوسطية التي تستحق أن تكون في مصافّ المدن الشاطئية الكبرى.