Quantcast
2024 مارس 12 - تم تعديله في [التاريخ]

فشل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬خلال‭ ‬رمضان‭ ‬إيذانٌ‭ ‬بحربٍ‭ ‬عدوانيةٍ‭ ‬إباديةٍ‭ ‬مفتوحة‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها


فشل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬خلال‭ ‬رمضان‭ ‬إيذانٌ‭ ‬بحربٍ‭ ‬عدوانيةٍ‭ ‬إباديةٍ‭ ‬مفتوحة‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها
العلم الإلكترونية - الرباط 

خاب‭ ‬أمل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬حين‭ ‬فشلت‭ ‬المفاوضات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تجرى‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬لإبرام‭ ‬صفقةٍ‭ ‬يتم‭ ‬بموجبها‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فوراً‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬و‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية،‭ ‬لعدة‭ ‬أسابيع‭ ‬يدخل‭ ‬ضمنها‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬الكريم‭. ‬وبذلك‭ ‬صار‭ ‬العالم‭ ‬أمام‭ ‬حرب‭ ‬عدوانية‭ ‬إبادية‭ ‬جنونية،‭ ‬يشنها‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬غير‭ ‬عابئ‭ ‬بما‭ ‬يترتب‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬كوارث‭ ‬إنسانية‭ ‬مأساوية‭ ‬،‭ ‬وبالزج‭ ‬بالمنطقة‭ ‬في‭ ‬متاهات‭ ‬لا‭ ‬متناهية‭ ‬يتعذر‭ ‬التنبؤ‭ ‬بمصير‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وبمصير‭ ‬البلدان‭ ‬المحيطة‭ ‬بها،‭ ‬بل‭ ‬بمصير‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تفاقمها‭ ‬إلى‭ ‬الدرجة‭ ‬القصوى‭ ‬وامتداد‭ ‬مخاطرها‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬الآفاق‭.‬
 
لقد‭ ‬كان‭ ‬العالم‭ ‬يتطلع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تفضي‭ ‬المفاوضات‭ ‬التي‭ ‬جرت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬باريس‭ ‬ثم‭ ‬الدوحة‭ ‬لتستقر‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬عساها‭ ‬تضع‭ ‬حداً‭ ‬نهائياً‭ ‬للصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المحتدم‭ ‬والمرعب‭. ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬توقعه‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يقع‭ ‬،‭ ‬لأسباب‭ ‬كثيرة،‭ ‬لعل‭ ‬المرحلة‭ ‬القادمة‭ ‬ستكشف‭ ‬عنها‭ ‬بالوضوح‭ ‬الكامل‭ . ‬ولكن‭ ‬المؤكد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬المراقبين،‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬اليمنية‭ ‬المتطرفة‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬،‭ ‬تتحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأولى‭ ‬في‭ ‬إفشال‭ ‬هذه‭ ‬الجولة‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬إطالة‭ ‬أمد‭ ‬العدوان‭ ‬الغاشم‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬فوق‭ ‬أراضيهم‭ ‬المحتلة‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬1967‭ .‬
 
فكيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتصور‭ ‬استمرار‭ ‬الحرب‭ ‬الهمجية‭ ‬الضروش‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬شبه‭ ‬المهدم‭ ‬والمنهار‭ ‬وفي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل؟‭ . ‬إن‭ ‬المراقب‭ ‬المتابع‭ ‬لا‭ ‬يتصور‭ ‬إلا‭ ‬كوارث‭ ‬تدق‭ ‬عن‭ ‬الوصف‭ ‬،‭ ‬سيعيشها‭ ‬المواطنون‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬وهم‭ ‬المحرومون‭ ‬من‭ ‬أدنى‭ ‬مستلزمات‭ ‬الحياة‭ ‬الإنسانية‭ ‬،‭ ‬بحيث‭ ‬سيصبح‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬مقبرة‭ ‬جماعية‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬هي‭ ‬عليه‭ ‬اليوم‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬سيعاني‭ ‬أهالي‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬القدس‭ ‬الشرقية‭ ‬،‭ ‬أشد‭ ‬مما‭ ‬هم‭ ‬يعانونه‭ ‬من‭ ‬بؤس‭ ‬وحصار‭ ‬وملاحقة‭ ‬وحرمان‭ ‬من‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬،‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬المستوطنين‭ ‬المتطرفين‭ ‬الذي‭ ‬سمح‭ ‬لهم‭ ‬بحمل‭ ‬السلاح‭ ‬ليواجهوا‭ ‬به‭ ‬أهل‭ ‬الأرض‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ .‬
 
إن‭ ‬المنطقة‭ ‬مهددة‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬المآسي‭ ‬الإنسانية‭ ‬،‭ ‬نتيجة‭ ‬لاشتعال‭ ‬الحرب‭ ‬المفتوحة‭ ‬على‭ ‬جبهات‭ ‬عديدة‭ ‬،‭ ‬يحتمل‭ ‬أن‭ ‬تتخطى‭ ‬الخطوط‭ ‬الجغرافية‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬طبيعة‭ ‬الحروب‭ ‬المفتوحة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬لها‭ .‬
 
فإلى‭ ‬متى‭ ‬يستمر‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬؟‭ . ‬وهل‭ ‬سيظل‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬عاجزاً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ ‬المطلق‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬أجل‭ ‬غير‭ ‬معلوم‭ ‬؟‭. ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬يدين‭ ‬،‭ ‬بقوة‭ ‬،‭ ‬الدول‭ ‬القادرة‭ ‬والفاعلة‭ ‬التي‭ ‬تتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬باعتبارها‭ ‬دائمة‭ ‬العضوية‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ . ‬فهل‭ ‬حكومة‭ ‬إسرائيل‭ ‬فوق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬و‭ ‬أعلى‭ ‬سلطة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬؟‭ . ‬وهل‭ ‬سيظل‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬معطلاً‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نهاية‭ ‬؟‭. ‬وهل‭ ‬سيبقى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬مكسور‭ ‬الجناح‭ ‬مهضوم‭ ‬الحقوق‭ ‬محتلة‭ ‬أراضيه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬القرارات‭ ‬الدولية‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬1967‭ ‬،‭ ‬أراضيَ‭ ‬تقع‭ ‬تحت‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬واجبة‭ ‬الانسحاب‭ ‬منها‭ ‬بحكم‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ .‬
 
على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬،‭ ‬تكون‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‭ ‬،‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حينما‭ ‬تؤكد‭ ‬باستمرار‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬مناسبة‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فوراً‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إدخال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬المواطنين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬بدون‭ ‬تقييدات‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تفعيل‭ ‬الحلول‭ ‬السياسية‭ ‬لإنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مبدأ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬المتوافق‭ ‬عليه‭ ‬دولياً‭ ‬،‭ ‬لاقتناعها‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬حل‭ ‬للأزمة‭ ‬إلا‭ ‬هذا‭ ‬الحل‭ ‬،‭ ‬ولا‭ ‬سبيل‭ ‬لاسترجاع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لحقوقه‭ ‬المشروعة‭ ‬إلا‭ ‬هذا‭ ‬السبيل‭ .‬
 
لو‭ ‬وعى‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬هذه‭ ‬الحقائق‭ ‬وتدبروها‭ ‬وبنوا‭ ‬عليها‭ ‬،‭ ‬لما‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬الانتهاء‭ .‬

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار