رئيسية 
الرئيسية 
العلم الإلكترونية - محمد بشكار
يبدو أنَّ إسرائيل كبَّرتْ كَرْشها أكْثر مِمَّا تَسَعه الأحْشاء، كأنِّي بها وهي تسْترِق السَّمع، قد اطمأنَّتْ أنَّ الشَّارع العربي قد اسْتهلك في رثائه للقضية الفلسطينية كل الدَّمْع، وغدا جُثّة هامدةً بلا نبْضٍ ولا أنفاس، كأني بوهْمِها المريض الذي ما أكْثر ما تُزيِّنُه إمْلاءات الشَّيطان أو فوبيا إيران، لم يعُد يرْضى بالإستيطان التَّدْريجي الذي يَسْرق البلد شبْراً بعد شبْر، وتريد بشططها المعْهُود في استعمال القوة، إما أن تحفر قبراً للجميع بمنْ فيهم مواطنوها المُسَرْنَمون بالحلم الموعود، أو تهْجير الأهالي ودفعهم للانحشار في حدود بلدان أخرى لتبْتلع دفعةً واحدة كل الأراضي الفلسطينية، ألم تروا كيْفَ تُسخِّن إسرائيل اليوم الأكتاف ببارجة السِّلاح الأمريكية العملاقة، أمّا أنا فقد رأيتُ كيف اعْتَرتْها من شِدّة الرُّعْب نوْبة البُوقَفْقافْ!
الأجْدر أن تتَّهم إسرائيل سياستها العُنْصرية في التَّعامل غير الحضاري مع مِلف حَلِّ الدولتين، أن تعْترف بالقُدْس عاصمة أبدية لكل المسلمين وليس فقط لفلسطين، أن تتّهم نفْسَها الأمَّارة بجشعٍ يسْعى لفرْض هيْمَنته المُطْلقة على الأطراف المُترامية للمنْطقة، رِجْلُها المُتعثِّرة في وَحَلِ فلسطين، وعينُها التوسُّعية بوهْم الحلم الموعود، على سوريا والعراق ومصر.. ولم يبْق إلا أنْ تُنْشِد معنا: بلادُ العُربِ أوطاني، منَ الشام لبغدان، ومن نجدٍ إلى يَمَنِ، إلى مِصْرَ فتطوانِ، عجبا لهذه الإشرائيل كيف تحتلُّ أرض الغير، وترفضُ بكل ما أوتيتْ من غطرسة وصَلَف وشر، أن تُشاطرهم نفس السماء ولو في رقعة ضيقة، ومن حق التاريخ ذاته أنْ يتبرَّأ من الأوراق التي سطَّرها مُجْبَراً بدماء مجازر مريعة اقترفتْها إسرائيل على امتداد ثمانية عقود من الإحتلال، من حقِّ الشجر أنْ يُطالب بالعودة إلى أرْحام بذوره الأولى، على أن يتنفَّس هواء كريهاً ينبعث من رئات عيِّنة مسمومة من البشر!
كان يمكن أن يتكرّر نفسُ اليوم وتستمر الحياة، لو غيّرت إسرائيل سياستها في مُصادرة حقِّ الآخر في نفْس الحياة، كان يُمكن عوض طوفان الأقصى، أن يستيقظ الجميع على طقْسٍ صحْوٍ جميل تجري من تحته الأنهار، ولوْ أن هذه التَّوصيف الأخير لا يُوجد إلا في جنّة تستقبل يومياً بآلة القتل في غزة عشرات الشُّهداء، كان يمكن لغزَّة أن تكون منذ سنين طويلة، حرّة طليقة غير مَسْلُوبة الإرداة تنْعَم في حُكْمها الذاتي، ولا يَخْضع سُكّانها المُسالمون لمنْطق عصفور يقْتاتُ بيد تمْتَدُّ إليه من خارج القفص، كانت فلسطين ستكون أوضح من الشمس بأجْهزتها الحكومية، يسْري عليها ما يسري على كل البلدان تحت غطاء القانون الدولي، فلا قسَّامٌ ولا حَمَاس غير تلك الحَمَاسة الشِّعرية البديعة التي تُدرَّسُ للتلاميذ في المدارس، أليس أخْطَر الكيانات التي تَضْرِب في المقتل، تنْبُت دائما في الهامش حيث يُعشِّشُ الغموض، حيث بعض الأفراد أو الجماعات تُعاني من شُعورها المُمِضِّ أنّها غير مرغوبٍ في وجودها، فبالأحرى إذا كان هذا الإحساس عميق الجرح، يُطارد شعباً برمتِّه في كل معيشه اليوْمي كالشَّبحْ !
فماذا كانت تنْتظر إسرائيل مع هكذا سياسة تُجوِّع شعباً تِعْداد سُكانه بالملايين طيِّب الأعْراق، تتحكَّم في الماء والكهرباء ولم يبْق إلا أنْ تَحجُب عن أنظارهم السماء، هل تنتظر بعد أنْ أصبح البلد على سِعته أضْيَق على الأنفاس من مُعْتقل، أنْ يكون الصَّفْحُ والغفران ردَّة فعل طبيعيّة من شعْبٍ استُعْبِد وعُذِّبَ في أرضه دون مصير، هل تنتظر إسرائيل بسياستها المُتغطْرسة التي تُصادِر كل الحقوق الإنسانية وتنْتهك أعْرق الأعراف الدولية، أنْ يطْرق بابها صاروخ يختزل غيْظ سنوات عصيبة من الإحتقار والإنتظار، أو ربما كانت تأْمَل أن يسْتأذنها الصّاروخ في الدخول ليُكْمِل سلسلة مُفاوضات اغتنى من أكذوبتها المُجْهَضة تُجّار القضية الفلسطينية، ولم يبْقَ إلا أنْ يَسْتأْذنها القَصْفُ السَّاخن بأكثر من رأس في الإنفجار !
كلُّ الشُّعوب الآن تتوجّسُ خيفةً بأيادٍ تضعها راعشةً على الصُّدور، فلا أحد يعْلمُ بعْد أنْ دقَّتِ الحرْب طبولَها الموصولة بأنْفس مريضةٍ جوفاء، ما المصير الذي ينتظر كل المنطقة هناك حيث يشتدُّ الحصار بقيادة أمريكا على فلسطين، لكن ما لا يغيب عن عِلْم كلِّ الشعوب العربية، أنّنا لا نُفرِّق في حُبِّ فلسطين بين الأم والمعْشُوقة، كيف لا ونحن ننظر.. ولا نملك للأسف إلا أنْ ننظر شاخصين كيْف يُولِم الصَّهاينة تحْت مسْرى الأنبياء الحطب، وكأنَّنا ننتظر أنْ يكْتمل في حفلة القتْل العَلنيّة توافُد كلّ المَدْعُوِّين لِتبْدأ المِحْرقة !
يبدو أنَّ إسرائيل كبَّرتْ كَرْشها أكْثر مِمَّا تَسَعه الأحْشاء، كأنِّي بها وهي تسْترِق السَّمع، قد اطمأنَّتْ أنَّ الشَّارع العربي قد اسْتهلك في رثائه للقضية الفلسطينية كل الدَّمْع، وغدا جُثّة هامدةً بلا نبْضٍ ولا أنفاس، كأني بوهْمِها المريض الذي ما أكْثر ما تُزيِّنُه إمْلاءات الشَّيطان أو فوبيا إيران، لم يعُد يرْضى بالإستيطان التَّدْريجي الذي يَسْرق البلد شبْراً بعد شبْر، وتريد بشططها المعْهُود في استعمال القوة، إما أن تحفر قبراً للجميع بمنْ فيهم مواطنوها المُسَرْنَمون بالحلم الموعود، أو تهْجير الأهالي ودفعهم للانحشار في حدود بلدان أخرى لتبْتلع دفعةً واحدة كل الأراضي الفلسطينية، ألم تروا كيْفَ تُسخِّن إسرائيل اليوم الأكتاف ببارجة السِّلاح الأمريكية العملاقة، أمّا أنا فقد رأيتُ كيف اعْتَرتْها من شِدّة الرُّعْب نوْبة البُوقَفْقافْ!
الأجْدر أن تتَّهم إسرائيل سياستها العُنْصرية في التَّعامل غير الحضاري مع مِلف حَلِّ الدولتين، أن تعْترف بالقُدْس عاصمة أبدية لكل المسلمين وليس فقط لفلسطين، أن تتّهم نفْسَها الأمَّارة بجشعٍ يسْعى لفرْض هيْمَنته المُطْلقة على الأطراف المُترامية للمنْطقة، رِجْلُها المُتعثِّرة في وَحَلِ فلسطين، وعينُها التوسُّعية بوهْم الحلم الموعود، على سوريا والعراق ومصر.. ولم يبْق إلا أنْ تُنْشِد معنا: بلادُ العُربِ أوطاني، منَ الشام لبغدان، ومن نجدٍ إلى يَمَنِ، إلى مِصْرَ فتطوانِ، عجبا لهذه الإشرائيل كيف تحتلُّ أرض الغير، وترفضُ بكل ما أوتيتْ من غطرسة وصَلَف وشر، أن تُشاطرهم نفس السماء ولو في رقعة ضيقة، ومن حق التاريخ ذاته أنْ يتبرَّأ من الأوراق التي سطَّرها مُجْبَراً بدماء مجازر مريعة اقترفتْها إسرائيل على امتداد ثمانية عقود من الإحتلال، من حقِّ الشجر أنْ يُطالب بالعودة إلى أرْحام بذوره الأولى، على أن يتنفَّس هواء كريهاً ينبعث من رئات عيِّنة مسمومة من البشر!
كان يمكن أن يتكرّر نفسُ اليوم وتستمر الحياة، لو غيّرت إسرائيل سياستها في مُصادرة حقِّ الآخر في نفْس الحياة، كان يُمكن عوض طوفان الأقصى، أن يستيقظ الجميع على طقْسٍ صحْوٍ جميل تجري من تحته الأنهار، ولوْ أن هذه التَّوصيف الأخير لا يُوجد إلا في جنّة تستقبل يومياً بآلة القتل في غزة عشرات الشُّهداء، كان يمكن لغزَّة أن تكون منذ سنين طويلة، حرّة طليقة غير مَسْلُوبة الإرداة تنْعَم في حُكْمها الذاتي، ولا يَخْضع سُكّانها المُسالمون لمنْطق عصفور يقْتاتُ بيد تمْتَدُّ إليه من خارج القفص، كانت فلسطين ستكون أوضح من الشمس بأجْهزتها الحكومية، يسْري عليها ما يسري على كل البلدان تحت غطاء القانون الدولي، فلا قسَّامٌ ولا حَمَاس غير تلك الحَمَاسة الشِّعرية البديعة التي تُدرَّسُ للتلاميذ في المدارس، أليس أخْطَر الكيانات التي تَضْرِب في المقتل، تنْبُت دائما في الهامش حيث يُعشِّشُ الغموض، حيث بعض الأفراد أو الجماعات تُعاني من شُعورها المُمِضِّ أنّها غير مرغوبٍ في وجودها، فبالأحرى إذا كان هذا الإحساس عميق الجرح، يُطارد شعباً برمتِّه في كل معيشه اليوْمي كالشَّبحْ !
فماذا كانت تنْتظر إسرائيل مع هكذا سياسة تُجوِّع شعباً تِعْداد سُكانه بالملايين طيِّب الأعْراق، تتحكَّم في الماء والكهرباء ولم يبْق إلا أنْ تَحجُب عن أنظارهم السماء، هل تنتظر بعد أنْ أصبح البلد على سِعته أضْيَق على الأنفاس من مُعْتقل، أنْ يكون الصَّفْحُ والغفران ردَّة فعل طبيعيّة من شعْبٍ استُعْبِد وعُذِّبَ في أرضه دون مصير، هل تنتظر إسرائيل بسياستها المُتغطْرسة التي تُصادِر كل الحقوق الإنسانية وتنْتهك أعْرق الأعراف الدولية، أنْ يطْرق بابها صاروخ يختزل غيْظ سنوات عصيبة من الإحتقار والإنتظار، أو ربما كانت تأْمَل أن يسْتأذنها الصّاروخ في الدخول ليُكْمِل سلسلة مُفاوضات اغتنى من أكذوبتها المُجْهَضة تُجّار القضية الفلسطينية، ولم يبْقَ إلا أنْ يَسْتأْذنها القَصْفُ السَّاخن بأكثر من رأس في الإنفجار !
كلُّ الشُّعوب الآن تتوجّسُ خيفةً بأيادٍ تضعها راعشةً على الصُّدور، فلا أحد يعْلمُ بعْد أنْ دقَّتِ الحرْب طبولَها الموصولة بأنْفس مريضةٍ جوفاء، ما المصير الذي ينتظر كل المنطقة هناك حيث يشتدُّ الحصار بقيادة أمريكا على فلسطين، لكن ما لا يغيب عن عِلْم كلِّ الشعوب العربية، أنّنا لا نُفرِّق في حُبِّ فلسطين بين الأم والمعْشُوقة، كيف لا ونحن ننظر.. ولا نملك للأسف إلا أنْ ننظر شاخصين كيْف يُولِم الصَّهاينة تحْت مسْرى الأنبياء الحطب، وكأنَّنا ننتظر أنْ يكْتمل في حفلة القتْل العَلنيّة توافُد كلّ المَدْعُوِّين لِتبْدأ المِحْرقة !
