Quantcast
2025 يونيو 3 - تم تعديله في [التاريخ]

قبل‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭.. ‬التهافت‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬اللحوم‭ ‬رفع‭ ‬أسعارها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق

حماة‭ ‬المستهلك‭: ‬الخلل‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬المورد‭ ‬أو‭ ‬مؤسسات‭ ‬الرقابة‭ ‬والحكامة‭ ‬بل‭ ‬في‭ ‬المستهلك‭ ‬


قبل‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭.. ‬التهافت‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬اللحوم‭ ‬رفع‭ ‬أسعارها‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق
العلم‭: ‬عبدالإلاه‭ ‬شهبون

‭ ‬تشهد‭ ‬الأسواق‭ ‬الشعبية‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬تهافتا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬للمغاربة‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء،‭ ‬سيما‭ ‬الكبد‭ ‬و»الدوارة‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مشهد‭ ‬يناقض‭ ‬بلاغا‭ ‬ملكيا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬أوصى‭ ‬بالإحجام‭ ‬عن‭ ‬ذبح‭ ‬الأضاحي‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬القطيع‭ ‬الوطني‭.‬

هذا‭ ‬الإقبال‭ ‬الكبير‭ ‬للمستهلكين‭ ‬على‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬دفع‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الجزارين‭ ‬إلى‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬صاروخي،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوز‭ ‬ثمن‭ ‬الكيلوغرام‭ ‬الواحد‭ ‬من‭ ‬اللحم‭ ‬120‭ ‬درهما،‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬أصبح‭ ‬سعر‭ ‬‮«‬الدوارة‮»‬‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬600‭ ‬و700‭ ‬درهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المدن،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬العرض‭ ‬والطلب،‭ ‬وسط‭ ‬غياب‭ ‬آليات‭ ‬الرقابة‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭.‬

وقد‭ ‬لجأ‭ ‬البعض‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬العيد‭ ‬إلى‭ ‬الاشتراك‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬الأضحية،‭ ‬لتقاسم‭ ‬كلفتها‭ ‬وتوفير‭ ‬‮«‬طقس‭ ‬العيد‮»‬،‭ ‬رغم‭ ‬المنع‭ ‬الصريح‭.‬

ويرى‭ ‬بعض‭ ‬المتتبعين‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬أسواق‭ ‬اللحوم‭ ‬يثير‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام‭ ‬حول‭ ‬فهم‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬لفلسفة‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭  ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬بات‭ ‬يعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬فقط‭ ‬فرصة‭ ‬لـ»أكل‭ ‬اللحم‮»‬‭.‬

وعزا‭ ‬مهنيون،‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬خاصة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لـ»الدوارة‮»‬‭ ‬ولحوم‭ ‬الأغنام،‭ ‬إلى‭ ‬تزايد‭ ‬الإقبال‭ ‬الاستثنائي‭ ‬للمواطنين‭ ‬على‭ ‬اقتنائها‭ ‬تزامنا‭ ‬مع‭ ‬إلغاء‭ ‬شعيرة‭ ‬الذبح،‭ ‬ورغبة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬في‭ ‬تخزين‭ ‬كميات‭ ‬من‭ ‬اللحوم‭ ‬قبل‭ ‬موعد‭ ‬العيد‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬قال‭ ‬بوعزة‭ ‬الخراطي،‭ ‬رئيس‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك،‭ ‬إن‭ ‬سبب‭ ‬غلاء‭ ‬اللحوم‭ ‬الحمراء‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المغربية‭ ‬هو‭ ‬المستهلك،‭ ‬الذي‭ ‬يتهافت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬اقتنائها،‭ ‬مضيفا‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬‭ ‬‮«‬بما‭ ‬أن‭ ‬السوق‭ ‬حر‭ ‬والعرض‭ ‬والطلب‭ ‬هما‭ ‬اللذان‭ ‬يحددان‭ ‬الأسعار،‭ ‬ف»المواطن‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬والأخير‭ ‬على‭ ‬الارتفاع‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬لهذا‭ ‬المنتج‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬بوعزة‭ ‬الخراطي،‭ ‬إن‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬ليست‭ ‬بعمل‭ ‬نقابي‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬عمل‭ ‬مجتمعي‭ ‬يحمي‭ ‬السوق‭ ‬المغربية‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الاختلالات،‭ ‬أي‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬والمورد‭ ‬والمؤسسات،‭ ‬داعيا‭ ‬الجميع‭ ‬إلى‭ ‬وضع‭ ‬اليد‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬محاربة‭ ‬ما‭ ‬يصطلح‭ ‬عليه‭ ‬بـ»أمية‭ ‬المستهلك‮»‬‭ ‬أي‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬نفسه‭.‬

وتابع‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬خطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬كان‭ ‬واضحا،‭ ‬ولكن‭ ‬المستهلك‭ ‬المغربي‭ ‬يسير‭ ‬ضد‭ ‬التيار‭ ‬بتصرفاته‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الخلل‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬المورد‭ ‬ولا‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬المراقبة‭ ‬والحكامة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يوجد‭ ‬في‭ ‬المستهلك‭.‬

وطالب‭ ‬بوعزة‭ ‬الخراطي،‭ ‬المواطن‭ ‬بالاستجابة‭ ‬لخطاب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬مذكرا‭ ‬بأن‭ ‬الجامعة‭ ‬المغربية‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلك‭ ‬أطلقت‭ ‬حملة‭ ‬تحسيسية‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬عيد‭ ‬بدون‭ ‬أضحية‮»‬،‭ ‬الهدف‭ ‬منها‭ ‬توعية‭ ‬المواطنين‭ ‬بالتحديات‭ ‬المستقبلية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالسيادة‭ ‬الغذائية،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬باللحوم‭ ‬الحمراء،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬ترشيد‭ ‬الاستهلاك‭ ‬والتفكير‭ ‬الجدي‭ ‬في‭ ‬إمكانية‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬دون‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الذبح‭.‬

تجدر‭ ‬الإشارة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قرار‭ ‬منع‭ ‬ذبح‭ ‬الأغنام‭ ‬والماعز‭ ‬خلال‭ ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬لإعادة‭ ‬تكوين‭ ‬القطيع‭ ‬الوطني‭ ‬وضمان‭ ‬هيكلة‭ ‬أفضل‭ ‬للإنتاج‭ ‬الحيواني،‭ ‬لأن‭ ‬سنوات‭ ‬الجفاف‭ ‬المتتالية‭ ‬التي‭ ‬ضربت‭ ‬بلادنا،‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬إنتاجية‭ ‬القطيع‭ ‬الوطني‭ ‬من‭ ‬الأغنام‭ ‬والماعز‭ ‬بنسبة‭ ‬38‭ ‬بالمائة‭ ‬مقارنة‭ ‬بعام‭ ‬2016‭. ‬
 

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار