Quantcast
2023 سبتمبر 18 - تم تعديله في [التاريخ]

قرارات‭ ‬تترجم‭ ‬مفهوم‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬الحقيقية


العلم الإلكترونية - الرباط 

عادت‭ ‬قضية‭ ‬ممارسة‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬إلى‭ ‬واجهة‭ ‬الاهتمام‭ ‬موازاة‭ ‬مع‭ ‬الكارثة‭ ‬العظمى‭ ‬التي‭ ‬حلت‭ ‬بالشعب‭ ‬المغربي‭ ‬عقب‭ ‬الزلزال‭ ‬المدمر‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬التراب‭ ‬الوطني،‭ ‬وخلف‭ ‬خسائر‭ ‬مادية‭ ‬وبشريةً‭ ‬فادحة‭ ‬وصدمة‭ ‬نفسية‭ ‬عميقة‭ ‬لدى‭ ‬فئات‭ ‬كثيرة‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬خصوصا‭ ‬عائلات‭ ‬و‭ ‬أقارب‭ ‬الضحايا‭ ‬و‭ ‬المصابين‭ ‬و‭ ‬المتضررين‭. ‬
 
وفي‭ ‬الواقع‭ ‬فإن‭ ‬التوقيت‭ ‬لا‭ ‬يعتبر‭ ‬مناسبا‭ ‬لمناقشة‭ ‬قضية‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الدقيقة‭ ‬والصعبة‭ ‬التي‭ ‬يجتازها‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المنطقي‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬من‭ ‬الواجب‭ ‬،‭ ‬حصر‭ ‬كل‭ ‬الاهتمام‭ ‬و‭ ‬تركيز‭ ‬العمل‭ ‬و‭ ‬الاشتغال‭ ‬على‭ ‬سبل‭ ‬إجلاء‭ ‬العالقين‭ ‬تحت‭ ‬الأنقاض‭ ‬و‭ ‬إسعاف‭ ‬المصابين‭ ‬و‭ ‬فك‭ ‬العزلة‭ ‬عن‭ ‬الضحايا‭ ‬الذين‭ ‬عزلهم‭ ‬الزلزال‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬إمداد‭ ‬الضحايا‭ ‬بالمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬و‭ ‬إيواء‭ ‬المشردين‭ ‬منهم‭ ‬و‭ ‬تقديم‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬الدعم‭ ‬النفسي‭ ‬للسكان‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭ ‬و‭ ‬للأطفال‭ ‬و‭ ‬لذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بصفة‭ ‬أخص‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬دراسة‭ ‬و‭ ‬مناقشة‭ ‬إمكانيات‭ ‬إعادة‭ ‬الأوضاع‭ ‬إلى‭ ‬طبيعتها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬المتوسط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإعمار‭ ‬و‭ ‬التأهيل‭ . ‬
 
وإذا‭ ‬كانت‭ ‬الغالبية‭ ‬من‭ ‬الاهتمامات‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬و‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬حصرت‭ ‬كل‭ ‬انشغالاتها‭ ‬في‭ ‬تجسيد‭ ‬قيم‭ ‬التضامن‭ ‬و‭ ‬المساعدة‭ ‬،‭ ‬فإن‭ ‬آخرين‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬بالخصوص،‭ ‬اختاروا‭ ‬النأي‭ ‬بالمأساة‭ ‬عن‭ ‬طبيعتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬الصرفة‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬سياسية‭ ‬بحتة‭ ‬في‭ ‬حزمة‭ ‬خلافات‭ ‬سياسية‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬لها‭ ‬بالقضية‭ ‬الجوهرية‭ ‬التي‭ ‬تقتصر‭ ‬حاليا‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬على‭ ‬كارثة‭ ‬الزلزال‭. ‬
 
وهكذا‭ ‬،‭ ‬فقد‭ ‬نظر‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬الكارثة‭ ‬باعتبارها‭ ‬فرصة‭ ‬مناسبة‭ ‬لتصفية‭ ‬حسابات‭ ‬سياسية،‭ ‬أو‭ ‬لإعادة‭ ‬التوازنات‭ ‬السياسية‭ ‬المختلة‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬تم‭ ‬الركوب‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬عرضتها‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬و‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬،‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬بعض‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬الرسمية‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬و‭ ‬تطوعت‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الفرنسية‭ ‬لتلعب‭ ‬دور‭ ‬الأداة‭ ‬الطيعة‭ ‬في‭ ‬أيادي‭ ‬الأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬الفرنسية‭ ‬الرسمية‭ .‬
 
إننا‭ ‬نجهر‭ ‬بالقول‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬جوابا‭ ‬عن‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬اللغط‭ ‬الفارغ‭ ‬الذي‭ ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬يحتل‭ ‬مساحات‭ ‬الاهتمام‭ ‬،‭ ‬بأن‭ ‬لحظات‭ ‬تدبير‭ ‬الأزمات‭ ‬الحادة‭ ‬و‭ ‬الصعبة‭ ‬تعتبر‭ ‬ظروفا‭ ‬طارئة‭ ‬مناسبة‭ ‬لإعمال‭ ‬مبدإ‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬التي‭ ‬تغير‭ ‬مفهومها‭ ‬الضيق‭ ‬من‭ ‬إطار‭ ‬جغرافي‭ ‬ترابي‭ ‬محدود‭ ‬و‭ ‬محدد‭ ‬،‭ ‬إلى‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬الاختيارات‭ ‬و‭ ‬السياسات‭ ‬الوطنية‭ ‬و‭ ‬الخارجية‭ ‬للدول‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لمواقف‭ ‬مؤسساتها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الدولية‭ ‬و‭ ‬الإقليمية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬لمؤهلاتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬و‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كالتي‭ ‬تحقق‭ ‬استقلال‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬عن‭ ‬أية‭ ‬ضغوطات‭ ‬أو‭ ‬اعتبارات‭ ‬خارجية‭ . ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تطور‭ ‬مفهوم‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬محا‭ ‬محوا‭ ‬كاملا‭ ‬الممارسات‭ ‬التقليدية‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬استعمار‭ ‬و‭ ‬احتلال‭ ‬و‭ ‬إخضاع‭ ‬الدول‭ ‬و‭ ‬إكراهها‭ ‬بالقوة‭ ‬و‭ ‬إجبارها‭ ‬على‭ ‬الامتثال‭ ‬لقرارات‭ ‬أو‭ ‬مواقف‭ ‬أو‭ ‬توجهات‭ ‬معينة‭ . ‬
 
هذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يستوعبه‭ ‬البعض‭ ‬،‭ ‬هناك‭ ‬تحديدا‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬الثورة‭ ‬الفرنسية،‭ ‬ومصرين‭ ‬على‭ ‬إعمال‭ ‬المقاربة‭ ‬التقليدية‭ ‬للسيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬يتجلى‭ ‬بوضوح‭ ‬و‭ ‬باستغراب‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬المتشنجة‭ ‬و‭ ‬الحقودة‭ ‬على‭ ‬القرار‭ ‬المغربي‭ ‬و‭ ‬يتأكد‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬خطابا‭ ‬للشعب‭ ‬المغربي،‭ ‬في‭ ‬سابقة‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬لها‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬مثيلا‭ ‬ولا‭ ‬نظيرا‭. ‬بما‭ ‬يعتبر‭ ‬تطاولا‭ ‬على‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬وتدخلا‭ ‬مباشرا‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬المغاربة‭ ‬وانفلاتا‭ ‬خطيرا‭ ‬عن‭ ‬القواعد‭ ‬المنظمة‭ ‬للعلاقات‭ ‬الدولية‭. ‬لأن‭ ‬الرئيس‭ ‬ماكرون‭ ‬من‭ ‬صلاحياته‭ ‬مخاطبة‭ ‬شعب‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬هو‭ ‬الشعب‭ ‬الفرنسي،‭ ‬وليس‭ ‬أي‭ ‬شعب‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬
 
اليوم‭ ‬حينما‭ ‬تقدر‭ ‬السلطات‭ ‬المغربية‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬مساعدات‭ ‬دولية‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬صديقة‭ ‬و‭ ‬شقيقة‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬منظمات‭ ‬دولية‭ ‬لمواجهة‭ ‬آثار‭ ‬الزلزال‭ ‬الذي‭ ‬ضرب‭ ‬عمق‭ ‬المغرب‭ ‬،‭ ‬فإنها‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تدبير‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الصعبة‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬و‭ ‬تتوفر‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬بشرية‭ ‬و‭ ‬مادية‭ ‬وتقنية‭. ‬وأن‭ ‬الوضع‭ ‬بداية‭ ‬كان‭ ‬يستوجب‭ ‬إنجاز‭ ‬تقييم‭ ‬موضوعي‭ ‬ودقيق‭ ‬للاحتياجات‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬خلفه‭ ‬الزلزال‭ ‬من‭ ‬دمار‭ .‬و‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬هنا‭ ‬،‭ ‬كان‭ ‬و‭ ‬لا‭ ‬يزال،‭ ‬يتعلق‭ ‬بقرار‭ ‬سيادي‭ ‬غير‭ ‬موجه‭ ‬ضد‭ ‬أحد،‭ ‬ولا‭ ‬يقصد‭ ‬به‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬معينة‭ .‬لأن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬جهة‭ ‬من‭ ‬حكومات‭ ‬دول‭ ‬ومنظمات‭ ‬دولية‭ ‬وغير‭ ‬حكومية‭ ‬اقترحت‭ ‬على‭ ‬المغرب‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬التجاوب‭ ‬التلقائي‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الحجم‭ ‬الهائل‭ ‬من‭ ‬العروض‭ ‬الذي‭ ‬يبين‭ ‬حجم‭ ‬المغرب‭ ‬و‭ ‬وزنه‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬و‭ ‬جودة‭ ‬علاقاته‭ ‬مع‭ ‬مجمل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬الأمر‭ ‬كان‭ ‬يتطلب‭ ‬تريثا‭ ‬و‭ ‬دراسة‭ ‬و‭ ‬تقييما‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬إلا‭ ‬تحول‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬عبث‭ ‬و‭ ‬فوضى‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬وفتنة‭ .‬لذلك‭ ‬من‭ ‬صلب‭ ‬القرار‭ ‬السيادي‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬المغرب‭ ‬هذه‭ ‬الصلاحيات‭ .‬
 
‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تأكد‭ ‬فعلا‭ ‬بعد‭ ‬أيام‭ ‬قليلة‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬الكارثة،‭ ‬حيث‭ ‬وقعت‭ ‬تعبئة‭ ‬وطنية‭ ‬شاملة‭ ‬شاركت‭ ‬فيها‭ ‬جميع‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬مدنية‭ ‬وعسكرية‭ ‬ومجتمع‭ ‬مدني‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬ونجح‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الكارثة‭ ‬بمنسوب‭ ‬عال‭ ‬من‭ ‬التفوق‭ ‬والنجاح،‭ ‬واتضح‭ ‬فعلا‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬ملحة‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬مما‭ ‬عرض‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬مساعدات‭ ‬دولية،‭ ‬وبكثير‭ ‬من‭ ‬الواقعية‭ ‬قدر‭ ‬المغرب‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مناطق‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أكثر‭ ‬حاجة‭ ‬منه‭ ‬إليها‭.‬
 
هذا‭ ‬الاستقلال‭ ‬الوطني‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بسيادة‭ ‬القرار‭ ‬الوطني‭ ‬لم‭ ‬يرق‭ ‬بعض‭ ‬الأطراف‭ ‬،‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬مشكل‭ ‬المغاربة‭ ‬،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬تجسيد‭ ‬فعلي‭ ‬لعقدة‭ ‬ذاك‭ ‬الطرف‭ ‬مما‭ ‬يراكمه‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭ ‬كبيرة،‭ ‬في‭ ‬تصريف‭ ‬قراراته‭ ‬السيادية‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬كافة‭. ‬وتمثل‭ ‬حقيقي‭ ‬للإهانة‭ ‬التي‭ ‬شعر‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬تصرف‭ ‬الشعب‭ ‬المغربي‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬عرضه‭ ‬مما‭ ‬يبدو‭ ‬عسلا،‭ ‬لكن‭ ‬يعلم‭ ‬الله‭ ‬وحده‭ ‬ما‭ ‬بداخل‭ ‬الإناء‭. ‬وعكست‭ ‬الحملة‭ ‬الإعلامية‭ ‬المعادية‭ ‬للمغرب،‭ ‬التي‭ ‬استخدمت‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الأوساط‭ ‬الرسمية‭ ‬الفرنسية‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬قبلت‭ ‬عن‭ ‬طواعية‭ ‬أو‭ ‬مكرهة‭ ‬بالقيام‭ ‬بدور‭ ‬حمالة‭ ‬الحطب‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العملية،‭ ‬حدة‭ ‬الشعور‭ ‬بالإهانة،‭ ‬وقوة‭ ‬الصدمة‭ ‬التي‭ ‬أصابتها‭ ‬من‭ ‬جراء‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يعتبرونه‭ (‬تمردا‭ ‬لدولة‭ ‬تابعة‭ ‬وموالية،‭ ‬ليست‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬قراراتها‭ ‬السيادية‭ ‬الوطنية‭ ‬بمنأى‭ ‬عن‭ ‬الإملاءات‭ ‬الخارجية،‭ ‬الفرنسية‭ ‬بالتحديد‭ ‬منها‭). ‬
لا‭ ‬نملك‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬نعبر‭ ‬عن‭ ‬آسانا‭ ‬وأسفنا‭ ‬لما‭ ‬آلت‭ ‬إليه‭ ‬أوضاع‭ ‬وأحوال‭ ‬بلاد‭ ‬الثورة‭ ‬الفرنسية‭ ‬ومنبت‭ ‬العلماء‭ ‬والأدباء‭ ‬والمفكرين‭ ‬والساسة‭ ‬العظام‭ ‬الذين‭ ‬سيظل‭ ‬التاريخ‭ ‬الإنساني‭ ‬مدينا‭ ‬لهم‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬أسدوه‭ ‬للبشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬جليلة‭ ‬وعظيمة‭.‬
أما‭ ‬نحن‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬فإننا‭ ‬منشغلون‭ ‬بقضايانا‭ ‬الداخلية‭ ‬وبالرهان‭ ‬على‭ ‬النجاح‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬تنتظرنا‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬البناء‭ ‬التنموي‭ ‬والديموقراطي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الاستقرار‭ ‬العام‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬تنفع‭ ‬مختلف‭ ‬أشكال‭ ‬المؤامرات‭ ‬في‭ ‬المساس‭ ‬به‭.‬

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار