Quantcast
2023 ديسمبر 19 - تم تعديله في [التاريخ]

قوة‭ ‬المغرب‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تستعصي‭ ‬على‭ ‬النفاد


قوة‭ ‬المغرب‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬تستعصي‭ ‬على‭ ‬النفاد
العلم الإلكترونية - الرباط 

إذا‭ ‬كانت‭ ‬مباحث‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وعلم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬السياسي،‭ ‬تشرح‭ ‬مدلول‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬بأنها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الجاذبية‭ ‬والتأثير‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬القوة‭ ‬الصلبة‭ ‬تحقيقه،‭ ‬فإن‭ ‬قوة‭ ‬المغرب‭ ‬الناعمة‭ ‬تقوم‭ ‬على‭ ‬الركائز‭ ‬التالية،‭ ‬شرعية‭ ‬النظام‭ ‬الشامخ،‭ ‬ومنظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الراسخ،‭ ‬ومقومات‭ ‬الاستقرار‭ ‬الثابت،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬دولة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وسيادة‭ ‬القانون،‭ ‬ومحفزات‭ ‬مناخ‭ ‬الأعمال‭ ‬المعزز‭ ‬بالضمانات‭ ‬القانونية،‭ ‬والالتحام‭ ‬الدائم‭ ‬والمتوارث‭ ‬بين‭ ‬العرش‭ ‬والشعب،‭ ‬وتفتح‭ ‬الذهنية‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬وقبول‭ ‬الاختلاف،‭ ‬ورحابة‭ ‬القيم‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬الانغلاق‮ ‬،‭ ‬وامتداد‭ ‬التاريخ‭ ‬المغربي‭ ‬عبر‭ ‬الأحقاب‭ ‬المتطاولة،‭ ‬ومتانة‭ ‬الثوابت‭ ‬الروحية‭ ‬وغنى‭ ‬الخصوصيات‭ ‬الثقافية‭ ‬وثراء‭ ‬المميزات‭ ‬الحضارية‭. ‬فهذه‭ ‬خصائص‭ ‬قوة‭ ‬المغرب‭ ‬الناعمة‭ ‬ذات‭ ‬الجاذبية‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التأثير‮ ‬‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬تقصر‭ ‬القوة‭ ‬الصلبة،‭ ‬وهي‭ ‬القوة‭ ‬التقليدية،‭ ‬عن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف‭ ‬مجتمعةً‭ ‬وفي‭ ‬نسق‭ ‬مطرد،‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬الحصانة‭ ‬والمناعة‭ ‬والاستعصاء‭ ‬على‭ ‬الضعف‮ ‬‭.‬
 
‮ ‬‭ ‬لقد‭ ‬ضرب‭ ‬المغرب‭ ‬أروع‭ ‬الأمثلة،‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬في‭ ‬الصمود‭ ‬والثبات‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬امتصاص‭ ‬الصدمات،‭ ‬وتذليل‭ ‬العقبات،‭ ‬وتحويل‭ ‬الأزمات‭ ‬العارضة‭ ‬إلى‭ ‬فرص‭ ‬للنهوض‭ ‬و‭ ‬الإقلاع‭ ‬والانطلاق،‭ ‬فراكم‭ ‬إنجازاتٍ‭ ‬اجتماعيةً‭ ‬عالية‭ ‬القيمة،‭ ‬و‭ ‬حقق‭ ‬مكاسب‭ ‬مرتفعة‭ ‬المستوى،‭ ‬و‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬اجتياز‭ ‬مراحل‭ ‬صعبة،‭ ‬عرف‭ ‬كيف‭ ‬يستغلها‭ ‬في‭ ‬تطويع‭ ‬المشاكل‭ ‬الناتجة‭ ‬عنها،‭ ‬والتحكم‭ ‬في‭ ‬آثارها،‮ ‬‭ ‬على‭ ‬النحو‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬الآفاق‭ ‬الواسعة‭ ‬أمام‭ ‬بلادنا‭ ‬للولوج‭ ‬إلى‭ ‬مجتمع‭ ‬المعرفة‭ ‬،‭ ‬وتعزيز‭ ‬مركزنا‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬والدخول‭ ‬إلى‭ ‬نادي‭ ‬الدول‭ ‬الصاعدة،‭ ‬التي‭ ‬تخطت‭ ‬عتبة‭ ‬الدول‭ ‬النامية‭ ‬بالمفهوم‭ ‬التقليدي‭. ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬المملكة‭ ‬المغربية‮ ‬‭ ‬قطباً‭ ‬رافعاً‭ ‬للتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬ومنصةً‭ ‬جاذبةً‭ ‬للحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬وتحالف‭ ‬الحضارات،‭ ‬وجسراً‭ ‬للتلاقي‭ ‬بين‭ ‬الجنوب‭ ‬والشمال‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬الاقتناع‭ ‬المشترك‭ ‬بأهمية‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬جديد،‭ ‬يقوم‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬واحترام‭ ‬مبادئ‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬السلم‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬،‭ ‬وفقاً‭ ‬لمقاصد‭ ‬ميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬
 
إن‭ ‬الأمن‭ ‬الوارف‭ ‬الذي‭ ‬ينعم‭ ‬به‭ ‬المغرب،‭ ‬والاستقرار‭ ‬الثابت‭ ‬الذي‮ ‬‭ ‬يتمتع‭ ‬به،‮ ‬‭ ‬والاختيارات‭ ‬الصائبة‭ ‬التي‭ ‬يأخذ‭ ‬بها،‭ ‬والسياسة‭ ‬الحكيمة‭ ‬التي‭ ‬ينهجها،‮ ‬‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تجليات‭ ‬شرعية‭ ‬النظام‭ ‬الشامخ‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬القاعدة‭ ‬الصلبة‭ ‬للدولة‭ ‬المغربية،‭ ‬والرصيد‭ ‬الضخم‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينفد‭ ‬للقوة‭ ‬الناعمة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬وجهةُ‭ ‬يقصدها‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬صناعة‭ ‬المستقبل‭ ‬على‭ ‬أقوى‭ ‬الأسس،‭ ‬مما‭ ‬يحقق‭ ‬الأهداف‭ ‬الإنسانية‭ ‬السامية‭ .‬
 
‮ ‬‭ ‬والرؤية‭ ‬المتبصرة‭ ‬والحكيمة‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬وأيده،‭ ‬هي‮ ‬‭ ‬المصدر‭ ‬الرئيس‭ ‬لقوة‭ ‬المغرب‭ ‬الناعمة‮ ‬‭. ‬فجلالته،‭ ‬رعاه‭ ‬الله،‭ ‬هو‭ ‬باني‭ ‬المغرب‭ ‬الجديد‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬الماضيين،‭ ‬وهو‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬مجدد‭ ‬الدولة‭ ‬و‭ ‬المدافع‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬وحدتها‭ ‬الترابية‭ . ‬فقوة‭ ‬المغرب‭ ‬الناعمة‭ ‬من‭ ‬شرعية‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬المتوارثة‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬والتي‭ ‬ترسي‭ ‬القواعد‭ ‬الراسخة‭ ‬للأمن،‭ ‬و‭ ‬للاستقرار،‭ ‬ولدولة‭ ‬الحق‭ ‬والقانون،‮ ‬وللمؤسسات‭ ‬الدستورية‭ ‬التي‭ ‬ارتقت‭ ‬بالمغرب‭ ‬إلى‭ ‬مراتب‭ ‬عليا‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الحامية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬و‭ ‬البانية‭ ‬لمجتمع‭ ‬التآخي‭ ‬والوئام‭ ‬الأهلي‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الدستور‭ ‬الذي‭ ‬يضمن‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق،‭ ‬وينص‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الواجبات،‭ ‬ويحفظ‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لجميع‭ ‬المواطنين‭.‬
 
‮ ‬والمغرب‭ ‬الأقوى‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يحافظ‭ ‬على‭ ‬قوته‭ ‬الناعمة‭ ‬ويصونها‭ ‬ويستثمرها‭ ‬ويزيد‭ ‬في‭ ‬تطويرها‭ ‬و‭ ‬توسيع‭ ‬مداها،‭ ‬ليكتسب‭ ‬قوةً‭ ‬جديدةً‭ ‬،‭ ‬اقتصادية،‭ ‬واجتماعية،‭ ‬وقانونية،‭ ‬وحقوقية،‭ ‬وعلمية‭ ‬وتكنولوجية،‭ ‬وصناعية‭ ‬وتجارية،‭ ‬ينفتح‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬كله،‭ ‬ويحقق‭ ‬تطلعات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات‭ ‬و‭ ‬آمالهم‭ ‬،‭ ‬ويرفع‭ ‬الدولة‭ ‬المغربية‭ ‬إلى‭ ‬المكانة‭ ‬الجديرة‭ ‬بها‭ ‬والمستحقة‭ ‬لها‭ ‬،‭ ‬بقيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬،‭ ‬أعز‭ ‬الله‭ ‬أمره،‭ ‬وبالوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والترابية‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬دولة‭ ‬ديمقراطية‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬الملكية‭ ‬الدستورية‭ . ‬

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار