
العلم الإلكترونية - الرباط
وسط أجواء من الفرح والبهجة، نظمت مؤسسة الرسالة التربوية بسلا، يومي الثلاثاء والأربعاء 24 و 25 يونيو 2025، حفلا تربويا بهيجا احتفالا بمرور 15 عاما على تأسيسها، وذلك تحت شعار "15 عاما من العمل الجاد و الوفاء لرسالتنا التربوية النبيلة ".
وتميز الحفل بفقرات متنوعة أبدع خلالها الأطفال في تقديم لوحات فنية تربوية مفعمة بالبراءة والمرح، عكست ما اكتسبوه طيلة الموسم الدراسي من مهارات ومعارف.
وقد تألق التلاميذ من مختلف المستويات في رسم لوحات فنية تبرز غنى وتنوع تراث المملكة،من خلال أغاني وأناشيد ومسرحيات تربوية بالعربية والأمزيغية،وباللغات الحية،نالت إعجاب الحضور من أطر تربوية وتعليمية وآباء وأولياء التلاميذ والضيوف.
كما تميز هذا الحفل البهيج بتكريم عدد من أطر المؤسسة،وتلاميذ من قدماء المؤسسة الذين بلغوا مناصب عليا في مسارهم التعليمي و المهني بفضل التكوين الدراسي الجيد.
وبهذه المناسبة أكد الأستاذ محمد الادريسي مدير المؤسسة، في مداخلة بمناسبة هذا الحفل ، أن ما تحقق طيلة هذه السنوات لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة رؤية واضحة وعمل دؤوب وإيمان راسخ برسالة التعليم.
وأوضح الأستاذ الادريسي أن المؤسسة، ومنذ انطلاقتها قبل خمسة عشر عاما، لم تكن مجرد فضاء لتلقين المعارف، بل حلما جماعيا ببناء مجتمع تربوي حي تعاش فيه القيم يوميا، كالمحبة والتعاون والتضامن والنزاهة والاحترام والمثابرة، قائلاً: "أشعر وكأن البدايات كانت بالأمس، أتذكر الحماس والتحديات الأولى، تلك الرغبة القوية في التأسيس لشيء ثمين ومختلف، شيء يتجاوز جدران المدرسة ليصنع الإنسان ذاته."
وأشار إلى أن المدرسة أولت منذ التأسيس اهتماما خاصا بالأطفال الذين يعانون من إعاقات أو صعوبات في التعلم، إيمانا منها بأن كل طفل يستحق فرصة متساوية للتعلم والارتقاء، بغض النظر عن التحديات التي يواجهها، مشددا على أن تعلم اللغات، وعلى رأسها اللغة الإنجليزية، شكل ركيزة أساسية في توجه المؤسسة، لما للغة من دور محوري في فتح آفاق جديدة أمام التلاميذ في مجالات العلوم والتكنولوجيا والإعلام.
وفي السياق ذاته، أكد المدير أن المؤسسة لم تكتف بتطوير برامج تعليمية تقليدية، بل حرصت على اعتماد مقاربة تربوية تعتمد على التجربة والبحث، من خلال تنظيم مشاريع علمية وورشات تفاعلية لتعزيز الفهم الحقيقي للعلوم وتطبيقاتها اليومية، وتشجيع التلاميذ على الاستقصاء والتفكير النقدي.
كما أشار إلى الأهمية البالغة التي توليها المؤسسة للتربية الفنية، من موسيقى ومسرح ورسم، باعتبارها عناصر أساسية في بناء شخصية متوازنة وتنمية الذوق الجمالي والقدرات التعبيرية، مؤكدا أن المؤسسة تؤمن أن الفنون ليست ترفا، بل جزء لا يتجزأ من التعليم الشامل، لأنها تنمي الحس النقدي،وتفتح آفاق التلاميذ على ذواتهم ومجتمعهم.
من جهة أخرى، شدد الأستاذ الإدريسي على أن المؤسسة تسعى باستمرار إلى تطوير برامج تهدف إلى تنمية الكفايات الحياتية والمهارات اللينة (Soft Skills)، مثل التواصل الفعال، والعمل الجماعي، والقدرة على التكيف، ومهارات القيادة، مشيرا إلى أن هذه المهارات هي ما يمنح التلاميذ الثقة في أنفسهم ويؤهلهم للتفاعل الإيجابي مع محيطهم ومواجهة تحديات المستقبل.
ولم يغفل مدير المؤسسة إبراز أهمية الأنشطة البدنية والرياضية، مؤكدا أنها جزء لا يتجزأ من المشروع التربوي،إذ تسهم في النمو الجسدي والنفسي والاجتماعي للتلميذ، وتكرس قيم الانضباط والروح الرياضية والعمل الجماعي.
وفي ختام كلمته، وجه تحية امتنان وتقدير إلى جميع الفاعلين في المجتمع المدرسي، من أطر تربوية وإدارية، وتلاميذ وآباء وأمهات، مؤكدا أن المؤسسة ليست مجرد بناية، بل كيان حي ينبض بالحياة، ويغذيه الحلم والطموح.
كما لم يفوت الفرصة لتسليط الضوء على جمعية قدماء مؤسسة الرسالة التربوية، التي تضم خريجين أصبحوا اليوم في مواقع مهنية مرموقة كأطباء ومهندسين وأساتذة، معتبرا أن نجاح هؤلاء هو شهادة حية على جودة التكوين الذي تقدمه المؤسسة، ومصدر إلهام للأجيال الحالية، وخاطب التلاميذ الحاليين قائلاً: "أنتم المستقبل، سيروا على خطى من سبقوكم، واغتنموا كل فرصة للتعلم والنمو، وتذكروا دائما القيم التي تجمعنا".
