Quantcast
2022 ديسمبر 22 - تم تعديله في [التاريخ]

ما‭ ‬جرى‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬حول‭ ‬الإعلام‭ ‬والمجتمع..

إجماعٌ‭ ‬على‭ ‬حاجة‭ ‬الجسم‭ ‬الصحافي‭ ‬المغربي‭ ‬الماسة‭ ‬لإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬شاملة‭ ‬تنهض‭ ‬بالمهنة‭ ‬والمهنيين


العلم الإلكترونية - عبدالناصر الكواي/ت:الأشعري

عَقِبَ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬كاملة‭ ‬على‭ ‬إطلاقه،‭ ‬اتخذ‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬خطوةً‭ ‬لإحياء ‬‮«‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬حول‭ ‬الإعلام‭ ‬والمجتمع‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬بلقاء‭ ‬دراسي‭ ‬احتضنه‭ ‬مقر‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية‭ ‬بالرباط،‭ ‬أمس‭ ‬الأربعاء‭ ‬واليوم الخميس،‭ ‬وجمع‭ ‬مختلف‭ ‬الفاعلين‭ ‬والمعنيين‭ ‬بالقطاع‭ ‬في‭ ‬ظرف‭ ‬دقيق،‭ ‬وأجمع‭ ‬مختلف‭ ‬المتدخلين‭ ‬على‭ ‬حاجةِ‭ ‬الجسم‭ ‬الصحافي‭ ‬المغربي‭ ‬الماسة،‭ ‬لإعادة‭ ‬هيكلة‭ ‬شاملة‭ ‬تنهض‭ ‬بالمهنة‭ ‬والمهنيين‭.‬
 
‬الهشاشة‭ ‬البنيوية‭ ‬التي‭ ‬تطبع‭ ‬وضع‭ ‬جل‭ ‬الصحافيين،‭ ‬وإعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬منظومة‭ ‬قوانين‭ ‬الصحافة،‭ ‬وقوانين‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة‭ ‬وحصيلته‭ ‬ووضعيته،‭ ‬والنهوض‭ ‬بممارسة‭ ‬المهنة‭ ‬والمهنيين،‭ ‬وسبل‭ ‬تحويل‭ ‬دعم‭ ‬الدولة‭ ‬إلى‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬وإكراهات‭ ‬الإشهار‭ ‬وتراجع‭ ‬المقروئية،‭ ‬وأداء‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومي،‭ ‬ووضع‭ ‬الإذاعات‭ ‬الخاصة،‭ ‬وتحديات‭ ‬التكنولوجيا‭.. ‬كانت‭ ‬الخيط‭ ‬الناظم‭ ‬لمجمل‭ ‬المداخلات‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بين‭ ‬بعضها‭.‬
 
وتدخل‭ ‬خلال‭ ‬اللقاء‭ ‬كلٌّ‭ ‬من‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬رشيد‭ ‬طالبي‭ ‬العلمي،‭ ‬ووزير‭ ‬الشباب‭ ‬والثقافة‭ ‬التواصل،‭ ‬محمد‭ ‬مهدي‭ ‬بنسعيد،‭ ‬ورئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة،‭ ‬يونس‭ ‬مجاهد،‭ ‬ورئيس‭ ‬النقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحافة‭ ‬المغربية،‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬البقالي،‭ ‬ورئيس‭ ‬الفيدرالية‭ ‬المغربية‭ ‬لناشري‭ ‬الصحف،‭ ‬نور‭ ‬الدين‭ ‬مفتاح،‭ ‬ورئيس‭ ‬الجمعية‭ ‬الوطنية‭ ‬للإعلام‭ ‬والناشرين،‭ ‬إدريس‭ ‬شحتان،‭ ‬والخبير‭ ‬الإعلامي،‭ ‬أحمد‭ ‬خشيشن،‭ ‬ومدير‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للإعلام‭ ‬والاتصال،‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬بن‭ ‬صفية‭.‬
 
إلى‭ ‬جانب‭ ‬رؤساء‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬البرلمانية،‭ ‬وممثلي‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الهيئات‭ ‬والتنظيمات‭ ‬المهنية،‭ ‬وصحافيين‭ ‬وإعلاميين‭ ‬وباحثين‭ ‬ومهتمين‭.‬

مسؤولية‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬إعلامنا‭ ‬الوطني‭..‬
 
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬اعتبر‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب،‭ ‬رشيد‭ ‬طالبي‭ ‬العلمي،‭ ‬إن‭ ‬استقرار‭ ‬ونجاحات‭ ‬بلادنا‭ ‬سياسيا‭ ‬ومؤسساتيا‭ ‬وصعودها‭ ‬اقتصاديا‭ ‬وتماسكها‭ ‬اجتماعيا،‭ ‬يجعلها‭ ‬محط‭ ‬استهداف‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأجنبية،‭ ‬التي‭ ‬تتعمد‭ ‬التغليط‭ ‬والخلط‭ ‬والتضليل،‭ ‬مما‭ ‬يُلقي‭ ‬بمسؤوليات‭ ‬كبرى‭ ‬على‭ ‬إعلامنا‭ ‬الوطني،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تتعبأ‭ ‬المملكة‭ ‬خلف‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬لرفعها‭ ‬اليوم‭ ‬تستدعي‭ ‬تقوية‭ ‬الحقل‭ ‬الإعلامي‭ ‬الوطني‭.‬
 
وأضاف‭ ‬طالبي‭ ‬العلمي،‭ ‬أن‭ ‬الثورة‭ ‬الرقمية‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬لما‭ ‬تتيحه‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬لنشر‭ ‬الأخبار‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬شرط‭ ‬مهني،‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬معه‭ ‬حالة‭ ‬استعمالات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرقمية‭ ‬في‭ ‬تدفق‭ ‬الأخبار‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬بالفوضى،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬تطرح‭ ‬عدة‭ ‬تحديات‭ ‬أمام‭ ‬المقاولات‭ ‬الصحفية‭ ‬الورقية، ‬‮«‬التي‭ ‬تخوض‭ ‬معركة‭ ‬البقاء‭ ‬بحكم‭ ‬تراجع‭ ‬المبيعات‭ ‬وموارد‭ ‬الإشهار‭ ‬وارتفاع‭ ‬تكلفة‭ ‬الإنتاج»‬‭.‬
 
وطرح‭ ‬المتحدث،‭ ‬ستة‭ ‬رهانات‭ ‬كنقاط‭ ‬أساسية‭ ‬للنقاش،‭ ‬يتعلق‭ ‬أولها‭ ‬بتأهيل‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطني‭ ‬المكتوب‭ ‬والمرئي‭ ‬والمسموع‭ ‬والرقمي،‭ ‬والثاني‭ ‬بالتعبئة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ربح‭ ‬رهان‭ ‬الانتقال‭ ‬الرقمي،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الثالث‭ ‬باسترجاع‭ ‬الدور‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للإعلام‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬الواعي،‭ ‬ويرتبط‭ ‬الرهان‭ ‬الرابع،‭ ‬بالمصداقية‭ ‬والجدية‭ ‬في‭ ‬الممارسة‭ ‬الصحفية‭ ‬والإعلامية‭ ‬في‭ ‬علاقتها‭ ‬بأخلاق‭ ‬المهنة‭ ‬وأدبياتها‭ ‬وبند‭ ‬الضمير‭ ‬وبالاستقلالية‭ ‬التحريرية،‭ ‬بينما‭ ‬الخامس‭ ‬يخص‭ ‬سلطات‭ ‬الضبط‭ ‬السمعية‭ ‬البصرية‭ ‬والمكتوب (‬الورقية‭ ‬والرقمية)‬، ‬وبخصوص‭ ‬الرهان‭ ‬السادس‭ ‬فهو‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتكوين‭ ‬واستكمال‭ ‬التكوين‭ ‬ودور‭ ‬مؤسسات‭ ‬التكوين‭ ‬في‭ ‬مهن‭ ‬الصحافة‭ ‬والاتصال‭ ‬والإعلام‭ ‬وتقنياتها،‭ ‬العمومية‭ ‬والخاصة‭. ‬

ضرورة‭ ‬النهوض‭ ‬بقطاع‭ ‬الصحافة‭..‬
 
من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬وزير‭ ‬الشباب‭ ‬والثقافة‭ ‬والتواصل،‭ ‬محمد‭ ‬المهدي‭ ‬بنسعيد،‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعلام‭ ‬قوي‭ ‬وموضوعي،‭ ‬يقدم‭ ‬الخبر‭ ‬اليقين‭ ‬والتحليل‭ ‬الرصين،‭ ‬يجب‭ ‬النهوض‭ ‬بالوضعية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمادية‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬عبر‭ ‬تحيين‭ ‬الاتفاقية‭ ‬الجماعية،‭ ‬والرفع‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬الأدنى‭ ‬للصحافيات‭ ‬والصحافيين‭ ‬والعاملين‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬وضمان‭ ‬حقوقهم‭ ‬الاجتماعية‭.‬
 
وبعد‭ ‬تبشيره‭ ‬بميلاد‭ ‬مؤسسة‭ ‬للنهوض‭ ‬بالأوضاع‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للصحافيين،‭ ‬عبر‭ ‬بنسعيد،‭ ‬عن‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬يكتسيها‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي،‭ ‬الذي‭ ‬يأتي‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬بعد‭ ‬انعقاد‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬حول ‬‮«‬الإعلام‭ ‬والمجتمع‮»‬،‭ ‬وينطلق‭ ‬من‭ ‬مقر‭ ‬المؤسسة‭ ‬التشريعية،‭ ‬ويمثل‭ ‬فرصة‭ ‬للخروج‭ ‬بتوصيات‭ ‬هامة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬تطور‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬مذكرا‭ ‬بأن‭ ‬الإعلام‭ ‬خدمة‭ ‬عمومية،‭ ‬ويعد‭ ‬شرطاً‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬الديموقراطي‭ ‬لأي‭ ‬دولة‭.‬
 
ونوه‭ ‬بنسعيد‭ ‬بالتطور‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬شهده‭ ‬الإعلام‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬وأسهم‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬الديمقراطي‭ ‬لبلادنا،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهم‭ ‬ركائز‭ ‬الإصلاحات‭ ‬السياسية‭ ‬والدستورية‭ ‬بقيادة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬الذي‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬يولي‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬لأسرة‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطني،‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬القيام‭ ‬بتقييم‭ ‬للمرحلة‭ ‬السابقة،‭ ‬والوقوف‭ ‬على‭ ‬إيجابياتها‭ ‬وسلبياتها،‭ ‬لاسيما‭ ‬بعد‭ ‬اعتماد‭ ‬مدونة‭ ‬الصحافة‭ ‬والنشر،‭ ‬التي‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬مراجعتها‭ ‬بشكل‭ ‬شامل،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعلام‭ ‬مغربي‭ ‬قوي‭ ‬داخل‭ ‬الوطن‭ ‬وخارجه. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مراجعة‭ ‬النموذج‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للمقاولة‭ ‬الإعلامية،‭ ‬عبر‭ ‬تشجيع‭ ‬الاستثمار،‭ ‬ودعم‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬وتقديم‭ ‬فلسفة‭ ‬جديدة‭ ‬للدعم‭ ‬العمومي‭ ‬لهذه‭ ‬المقاولات‭.‬

إكراهات‭ ‬بالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة‭..‬

يونس‭ ‬مجاهد،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة،‭ ‬في‭ ‬كلمته،‭ ‬أكد‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬خلال‭ ‬ولايته‭ ‬التأسيسية‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬مكسبا‭ ‬للمهنة،‭ ‬عمل‭ ‬جاهدا‭ ‬على‭ ‬ضبط‭ ‬شروط‭ ‬ولوج‭ ‬مهنة‭ ‬الصحافة‭ ‬تحصينا‭ ‬لها،‭ ‬متطرقا‭ ‬إلى‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬الإشكالات‭ ‬التي‭ ‬اعترضت‭ ‬عمل‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬خلال‭ ‬ولايتها‭ ‬التأسيسية‭.‬

ومن‭ ‬ذلك،‭ ‬إشكال‭ ‬صعوبة‭ ‬ضبط‭ ‬الوثائق،‭ ‬وانعدام‭ ‬بعض‭ ‬الشروط،‭ ‬وإشكالات‭ ‬التبليغ‭ ‬والتحكيم‭ ‬وتعقيد‭ ‬المساطر،‭ ‬وغياب‭ ‬الآليات‭ ‬القانونية‭ ‬لتطبيق‭ ‬العقوبات،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المجلس‭ ‬يعكف‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬تقرير‭ ‬مفصل‭ ‬بشأن‭ ‬مختلف‭ ‬الإكراهات‭ ‬والإشكالات‭ ‬التي‭ ‬اعترضت‭ ‬ممارسته‭ ‬لاختصاصاته،‭ ‬حتى‭ ‬تتمكن‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬والمعنية‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬حل‭ ‬لها‭ ‬بتعديل‭ ‬القوانين‭.‬

وقال‭ ‬مجاهد،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭ ‬يشكل‭ ‬مناسبة‭ ‬ليدلي‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة‭ ‬بمجموعة‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬التي‭ ‬سجلها‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬الماضية،‭ ‬التي‭ ‬شكلت‭ ‬بداية‭ ‬اشتغال‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الوطنية‭. ‬واستعرض‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإشكالات‭ ‬والإكراهات‭ ‬القانونية‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المجلس‭ ‬منذ‭ ‬إحداثه‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬رقم‭ ‬90‭.‬13،‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بضبط‭ ‬الولوج‭ ‬إلى‭ ‬مهنة‭ ‬الصحافة‭.‬

كما‭ ‬وقف‭ ‬المتحدث،‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬وضوح‭ ‬النص‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يخص‭ ‬شروط‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬الصحافة‭ ‬المهنية،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬شرط‭ ‬الشهادة‭ ‬أو‭ ‬الدبلوم‭ ‬بالنسبة‭ ‬لطالبيها‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬برنامج‭ ‬معتمد‭ ‬للتكوين‭ ‬المستمر‮»‬‭ ‬في‭ ‬مؤسسات‭ ‬التكوين‭ ‬الوطنية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬إشكال‭ ‬ضبط‭ ‬الدبلومات‭ ‬والشهادات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬مؤسسات‭ ‬التكوين‭ ‬المهني‭ ‬الخاص‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭ ‬الخاص،‭ ‬حيث‭ ‬رصد‭ ‬المجلس‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬مؤسسة‭ ‬تمنح‭ ‬شهادات‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭..‬

وسجل‭ ‬المجلس،‭ ‬بحسب‭ ‬رئيسه،‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬رصد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوثائق‭ ‬الأخرى،‭ ‬منها‭ ‬جذاذات‭ ‬مداخيل‭ ‬الصحافيين‭ ‬الأحرار‭ ‬وورقات‭ ‬الأجور‭ ‬وأداء‭ ‬الضريبة‭ ‬على‭ ‬الدخول‭ ‬الرئيسية‭ ‬المتأتية‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الصحافي،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬معايير‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬الإدارات‭ ‬المختصة‭. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬غياب‭ ‬شروط‭ ‬منح‭ ‬البطاقة‭ ‬للصحافيين‭ ‬الشرفيين‭ ‬والأحرار‭.‬

وفي‭ ‬مجال‭ ‬الأخلاقيات،‭ ‬أوضح‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس،‭ ‬أن‭ ‬للأخير‭ ‬حق‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الإجراءات‭ ‬التأديبية‭ ‬التي‭ ‬تخص‭ ‬الصحافيين‭ ‬الذين‭ ‬أخلوا‭ ‬بواجباتهم‭ ‬المهنية‭ ‬وميثاق‭ ‬أخلاقيات‭ ‬المهنة‭ ‬والنظام‭ ‬الداخلي‭ ‬للمجلس‭ ‬والأنظمة‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬يضعها،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬تسجيل‭ ‬المجلس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإشكالات،‭ ‬منها‭ ‬مثلا‭: ‬إشكال‭ ‬التبليغ‭ ‬لحضور‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬حيث‭ ‬تطول‭ ‬المسطرة،‭ ‬وتعقد‭ ‬المساطر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لوضع‭ ‬المقرر،‭ ‬وعدم‭ ‬التنصيص‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬الاستعجالي‭ ‬للمجلس‭.‬

وكذلك‭ ‬غياب‭ ‬آليات‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات،‭ ‬مثل‭ ‬سحب‭ ‬البطاقة‭ ‬المهنية‭ ‬والغرامات،‭ ‬وإشكالية‭ ‬التحصيل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬أي‭ ‬مقتضى‭ ‬يسمح‭ ‬للمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة‭ ‬بذلك،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬الوساطة‭ ‬والتحكيم‭ ‬الخاصة‭ ‬به‭ ‬تصطدم‭ ‬بمقتضيات‭ ‬قانون‭ ‬الصحافة،‭ ‬حيث‭ ‬تطرح‭ ‬إشكالية‭ ‬إلزامية‭ ‬هذا‭ ‬التحكيم‭.‬

نتائج‭ ‬مخيبة‭ ‬للانتظارات‭..‬

وفي‭ ‬مداخلته‭ ‬بالمناسبة،‭ ‬قال‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬البقالي،‭ ‬رئيس‭ ‬النقابة‭ ‬الوطنية‭ ‬للصحافة‭ ‬المغربية،‭ ‬إنه‭ ‬رغم‭ ‬مرور‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬صدور‭ ‬أزيد‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬توصية‭ ‬عن‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭ ‬حول‭ ‬الإعلام‭ ‬والمجتمع،‭ ‬فالنتائج‭ ‬كانت‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال‭.‬

وشدد‭ ‬البقالي،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مرور‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬يعتبر‭ ‬كافيا‭ ‬لمساءلة‭ ‬المنجز،‭ ‬الذي‭ ‬اعتبر‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬روح‭ ‬ولا‭ ‬مضمون‭ ‬التوصيات‭ ‬التي‭ ‬أسفر‭ ‬عنها‭ ‬هذا‭ ‬الحوار،‭ ‬وعدّد‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المؤشرات،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬القانوني،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬أداء‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومي‭ ‬المخيب‭ ‬لانتظارات‭ ‬المغاربة،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬قدرة‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطني‭ ‬بأصنافه‭ ‬المختلفة‭ ‬على‭ ‬إقناع‭ ‬المواطن‭ ‬المغربي‭ ‬بالإحجام‭ ‬عن‭ ‬هجرته‭ ‬القهرية‭ ‬صوب‭ ‬وسائط‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أو‭ ‬القنوات‭ ‬الأجنبية‭ ‬لمتابعة‭ ‬شؤونه‭ ‬المحلية‭.‬

وأكد‭ ‬نقيب‭ ‬الصحافيين‭ ‬المغاربة،‭ ‬على ‬‮«‬أننا‭ ‬مازلنا‭ ‬إلى‭ ‬حدود‭ ‬اللحظة‭ ‬نطالب‭ ‬بجعل‭ ‬قضايا‭ ‬الصحافة‭ ‬والنشر‭ ‬لا‭ ‬تخضع‭ ‬محاكماتها‭ ‬إلا‭ ‬لمدونة‭ ‬الصحافة‭ ‬والنشر،‭ ‬وأنه‭ ‬ليس‭ ‬معقولا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تكييف‭ ‬قضايا‭ ‬متشابهة‭ ‬بقانونين‭ ‬مختلفين،‭ ‬إذ‭ ‬تقرر‭ ‬نيابات‭ ‬عامة‭ ‬ومحاكم‭ ‬التكييف‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬القانون‭ ‬الجنائي،‭ ‬وأخرى‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬مدونة‭ ‬الصحافة‭ ‬والنشر،‭ ‬مما‭ ‬يجرده‭ ‬مكتسب‭ ‬عدم‭ ‬متابعة‭ ‬الصحافيين‭ ‬بسبب‭ ‬عملهم‭ ‬بقوانين‭ ‬سالبة‭ ‬للحرية‭ ‬من‭ ‬أهميته»‬‭.‬

وأشار‭ ‬المتدخل،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬نفسه‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬قانون‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومة،‭ ‬الذي‭ ‬رغم‭ ‬تثمينه‭ ‬خروجَه‭ ‬إلى‭ ‬حيز‭ ‬الوجود‭ ‬بوصفه‭ ‬مكسبا‭ ‬مهما،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬بحسبه،‭ ‬يتضمن‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البنود‭ ‬التقييدية‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬فعالية‭ ‬وصول‭ ‬الصحافي‭ ‬إلى‭ ‬المعلومة،‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بالمواطن‭ ‬العادي،‭ ‬معربا‭ ‬عن‭ ‬تطلعه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬باهتمام‭ ‬البرلمانيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدخال‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬تسمو‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يأمله‭ ‬الجميع‭.‬

واعتبر‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬الدولة‭ ‬للإعلام،‭ ‬يطرح‭ ‬إشكالات‭ ‬حقيقية،‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الإنعاش‭ ‬المركز،‭ ‬ولم‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬سد‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬المالي‭ ‬لكثير‭ ‬من‭ ‬المقاولات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬مما‭ ‬يؤشر‭ ‬على‭ ‬ضعف‭ ‬الحكامة‭ ‬والتسيير‭ ‬فيها‭. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬اقترب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬من‭ ‬الريع،‭ ‬الذي‭ ‬بدت‭ ‬آثاره‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬بعض‭ ‬المقاولين،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬له‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬المقاولة‭ ‬والأوضاع‭ ‬المادية‭ ‬والمهنية‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬القطاع»‬‭.‬

كما‭ ‬تطرق‭ ‬البقالي،‭ ‬إلى‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬لتعديل‭ ‬القانون‭ ‬المحدث‭ ‬للمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة،‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬العدالة‭ ‬التمثيلية‭ ‬بين‭ ‬المهنيين،‭ ‬مضيفا‭ ‬‮«‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬تمثيلية‭ ‬الصحافيين‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬كتلتهم‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬عائلة‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المهنة،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬فتح‭ ‬نقاش‭ ‬حول‭ ‬طريقة‭ ‬إفراز‭ ‬رئاسة‭ ‬المجلس‭ ‬ومكتبه‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الحكامة‭ ‬كالمجلس‭ ‬الوطني‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والمجلس‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والبيئي،‭ ‬أو‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للتعليم،‭ ‬والتي‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬الميزانيات‭ ‬المرصودة‭ ‬لها‭ ‬والوسائل‭ ‬الموضوعة‭ ‬رهن‭ ‬إشارتها‭ ‬تجعل‭ ‬أثرها‭ ‬أقوى‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬المجلس‭ ‬الوطني‭ ‬للصحافة»‬‭.‬

وأوضح‭ ‬رئيس‭ ‬النقابة‭ ‬الوطنية،‭ ‬أنه‭ ‬“لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نمر‭ ‬مرور‭ ‬الكرام‭ ‬على‭ ‬الخدمة‭ ‬المجتمعية‭ ‬للإعلام،‭ ‬والتي‭ ‬للأسف‭ ‬هي‭ ‬خدمة‭ ‬متواضعة‭ ‬جدا،‭ ‬ويهمنا‭ ‬أن‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬وضعية‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومي‭ ‬الذي‭ ‬يحظى‭ ‬بالحيز‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬المال‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الإعلامي،‭ ‬سواء‭ ‬تعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالقنوات‭ ‬التلفزية‭ ‬التابعة‭ ‬للشركة‭ ‬الوطنية‭ ‬للإذاعة‭ ‬والتلفزة،‭ ‬أو‭ ‬بوكالة‭ ‬المغرب‭ ‬العربي‭ ‬للأنباء،‭ ‬فإننا‭ ‬أمام‭ ‬وضعية‭ ‬غريبة‭ ‬ومثيرة‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬منسوب‭ ‬عالٍ‭ ‬من‭ ‬العجز‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بإنتاج‭ ‬خدمة‭ ‬إعلامية‭ ‬عمومية‭ ‬تحترم‭ ‬شروط‭ ‬الجودة‭ ‬و‭ ‬تعكس‭ ‬التعددية‭ ‬المغربية‭ ‬بكل‭ ‬تجلياتها‭ : ‬التعددية‭ ‬السياسية،‭ ‬والتعددية‭ ‬اللغوية،‭ ‬والتعددية‭ ‬الثقافية،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬جمهورا‭ ‬عريضا‭ ‬لا‭ ‬يجد‭ ‬أي‭ ‬صدى‭ ‬لوضعه‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أو‭ ‬اختياراته‭ ‬الثقافية،‭ ‬أو‭ ‬انتمائه‭ ‬الجغرافي‭ ‬أو‭ ‬المجالي‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬العمومي‮».‬‭


              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار