
العلم: رشيد زمهوط
شكل ملف النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية أحد المواضيع التي تمحورت حولها مباحثات جمعت الأحد بالجزائر مسعد بولص المستشار الخاص للرئيس الأمريكي المكلف بالشؤون الافريقية ومسؤولين جزائريين .
وتعد الجزائر المحطة الثالثة للجولة المغاربية للمسؤول الأمريكي المحسوب على الدائرة الضيقة المقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .
مسعد بولص التقى أول أمس الأحد بالرئيس الجزائري عبد المحيد تبون قبل أن يعقد جلسة عمل رسمية مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري أحمد عطاف.
بلاغ لوزارة الخارجية الجزائرية أفاد أن الطرفين الجزائري و الـأمريكي تبادلا الرؤى والتحاليل بخصوص أبرز القضايا الراهنة بالقارة الإفريقية، وعلى وجه الخصوص تطورات الأوضاع في ليبيا وفي الصحراء وكذا في منطقتي الساحل الصحراوي والبحيرات الكبرى، والعمق الإفريقي بوجه عام.
المسؤول الأمريكي الذي دشن قبل أسبوع جولته المغاربية من تونس ثم حل الأربعاء بليبيا، قطعها فجأة ليطير الى العاصمة الفرنسية أين التقى سفير بلاده بفرنسا شارلز كوشنير ثم أجرى مباحثاث مع وزير الشؤون الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أكد الطرفان أنها تناولت تنسيق جهود باريس وواشنطن لاستكشاف سبل جديدة للتعاون من أجل دفع عجلة السلام والازدهار في شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
مسعد بولس، الذي كان قد صرح منتصف شهر أبريل الماضي أن الإدارة الأميركية تخطط لإطلاق وساطة بين الجزائر والرباط بشأن قضية الصحراء، في سياق تجديد دعم واشنطن لمبادرة الحكم الذاتي المغربية وتجديد اعترافها بمغربية الصحراء، سينقل حسب مصدر إعلامي أمريكي خلال جولته المغاربية الى مسؤولي المنطقة المغاربية الخطوط العريضة لمبادرة أمريكية أوسع نطاقًا لإعادة تعريف دورها في شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، تولي من خلالها الدبلوماسية الأمريكية الأولوية لحل النزاعات، وتروج لمبدأ «التجارة بدلًا من المساعدات»، في ظل إعادة واشنطن تموضع استراتيجيتها في القارة الأفريقية.
ذات المصدر كان قد أوضح أن الإدارة الـأمريكية ستركز الجولة القادمة على مشاورات رفيعة المستوى تهدف إلى تمهيد الطريق لمبادرات سلام مستقبلية وذلك تتويجا لمسار أشهر من الاتصالات الدبلوماسية المتواصلة علنية أوسرية، مع الاطراف السياسية الإقليمية الرئيسية، وفقًا لافادات مصادر دبلوماسية مطلعة للموقع الأمريكي المتخصص .
في غضون ذلك تنتظر الرباط ما تحمله حقيبة مستشار الرئيس الأمريكي من تصورات تهم أساسا تفعيل الموقف الرسمي لواشنطن الذي كان قد جدد التأكيد في أكثر من مناسبة ولقاءات ثنائية اعتراف الولايات المتحدة التام والكامل بسيادة المغرب على الصحراء وتمسك البيت الأبيض بموقفه الداعم لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مع التأكيد على أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها الرباط تظل الإطار الوحيد الجاد وذي المصداقية لتسوية النزاع الإقليمي المصطنع.
مراسل موقع العربي الجديد بالجزائر نقل على لسان مستشار ترامب عقب لقائه بالرئيس الجزائري ، أنه نقل لتبون رؤية الرئيس ترامب في «تحقيق السلام وهزيمة الإرهاب بالمنطقة.
مستشار ترامب -الذي حل بالجزائر على رأس وفد يضم رئيس ديوانه الدبلوماسي ديفيد لينفيلد، ونائب مساعد كاتب الدولة الأميركية جوشوا هاريس المكلف سابقا بملف الصحراء بالإضافة الى السفيرة الأميركية بالجزائر إليزابيت مور أوبين- أكد للصحافة أنه يوجد في الجزائر نيابة عن الرئيس ترامب ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مما يعني حسب المتتبعين أن السيد بولس يحمل تفويضا مباشرا من البيت الأبيض للتداول في ملفات وقضايا حساسة من قبيل نزاع الصحراء و موازين القوى والنفوذ الاستراتيجي بمنطقة شمال افريقيا و الساحل.
جدير بالتذكير أن مستشار الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والشرق أوسطية، مسعد بولس كان قد جدد في العشرين أبريل الماضي اعتراف الولايات المتحدة «التام والكامل بسيادة المغرب على الصحراء».
المسؤول الأمريكي قال في حينه في حديث خص به قناة ميدي 1 تي في إن موقف واشنطن من قضية الصحراء «صريح جدا ولا يتخلله أي شك أو أي لبس». وأضاف أن الموقف الرسمي للولايات المتحدة هو اعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء، مشددا في الوقت نفسه على أن واشنطن تدعم بشكل كامل مقترح الحكم الذاتي المغربي في الإقليم «باعتباره الحل العادل والدائم للنزاع».