Quantcast
2023 يونيو 6 - تم تعديله في [التاريخ]

معرض الكتاب يحتفي بأعمال القاص والروائي محمد زفزاف

كتاب "من أرشيف محمد زفزاف" يرى النور بإشراف الناقد محمد الداهي وإعداد الباحثيْن جميلة حمداوي وسعيد الزياني



في ندوة فكرية احتضنها المعرض الدولي للنشر والكتاب يوم الاثنين الأخير، احتفى لفيف من الباحثين والطلبة والمهتمين، بتوقيع كتاب "من أرشيف محمد زفزاف"، الذي صدر حديثاً للباحثين جميلة حمداوي، وسعيد الزياني، بإشراف ومراجعة الأكاديمي والناقد د. محمد الداهي، المعروف بمبادراته العلمية للتعريف بأعلام الأدب المغربي.


وصدر كتاب “من أرشيف محمد زفزاف” عن دار فضاءات للنشر والتوزيع في حلة قشيبة من 358 صفحة، ويتألف من خمسة أقسام (المقالات، والمسرحية، والترجمة، والقصة القصيرة، والرسائل).

ومما خطه الداهي في تقديمه للكتاب: "شاركت-بدعوة من الصديق العزيز أحمد المديني- في تخليد الذكرى السادسة عشرة لرحيل محمد زفزاف (لقاء الوفاء) بالمكتبة الوطنية يوم الجمعة 2 مارس 2018 م، وآثرت حينها جملة من الأسئلة حول اهتماماته المتعددة (القصة القصيرة والرواية والشعر والترجمة والمسرحية والنقد والأدب الشخصي والحوارات)، وحول أعماله الكاملة القصصية والروائية التي صدرت عن وزارة الثقافة بالمملكة المغربية سنة 1999م ثم عن المركز الثقافي للكتاب سنة 2017، دون أن تستوعب الأرشيف جميعه الذي ما فتئ مرقونا أو مبثوثا في المجلات والصحف العربية. بادر محمد زفزاف قبيل رحيله بنشر الجزء اليسير منه".


وأوضح الداهي، أن محمد زفزاف قبل وفاته بسنوات معدودات قام بطبع جزء من أرشيف منجزاته الثرية (ترجمة مسرحية “رسم على الخشب” لإرنست إنغمار برغمان، دار البوكيلي 1998، و”نقد الكتابة دراسة في الأدب”، دار البوكيلي، 1999)، واضطلع د. محمد الداهي بتكليف طالبين باحثين بجمع أرشيف محمد زفزاف ودراسته، ثم أضاف إليه عينة من الترجمات والرسائل التي وفاه بها ثلة من الكتاب، ويوسف محمد شفقي زوج نجلة زفزاف سهام.


ومما جاء في تقديم د. زهور كرّام الروائية والناقدة والأكاديمية، خلال حفل توقيع الكتاب، أن أعمال زفزاف لا تقتصر على الكتابة في الرواية والقصة القصيرة، وإنما تشمل كذلك حقولاً متعددة مثل المسرح والمقالة والحوارات. وهي حقول معرفية عندما نقف عندها اليوم، بحسب كرام، لا نقصد فقط الإحاطة بها، وإنما مقاربة أخرى هي التواصل مع مرحلة تأسيسية للثقافة المغربية والسؤال الثقافي والفكري والنقدي للعملية الإبداعية في بلادنا انطلاقا من أعمال هؤلاء الرواد.


بينما قال عبد الرحيم توران، الصحافي وصديق زفزاف، إن الخزانة المغربية تعتز بهذا الإصدار، معتبرا أن تحقيق هذا الكتاب ليس بالهين، لأنه يتجاوز المبادرات الفردية إلى ما يجدر أن ترعاه المؤسسات بالإمكانيات المطلوبة، خاصة في عصر الثورة الرقمية، غير أننا ما زلنا في المغرب نعيش ما قبل الأرشفة. وذكر أنه بعد وفاة زفزاف يوم الجمعة 13 يونيو 2011، كان الناقد الأدبي إدريس الناقوري حاضرا في الجنازة وهو من نعى الراحل باسم أصدقائه. وأضاف توران على لسان الناقوري، أن زفزاف أوصاه وهو على فراش الموت، بجمع عينة مخصوصة من مقالاته التي كان ينشرها في يومية العلم في فترة الستينيات من 


 الماضي، وتعهد الناقوري بأنه سيفعل تكريما لأعمال الراحل الإبداعية، لكن لظروف خاصة لم يتمكن من ذلك. وأشاد توران، بعمل الداهي الأكاديمي الرصين في جمع المادة الخام، التي لم يسبق جمعها من قبل بين دفتي كتاب سابق. واستدرك بأن أرشيف زفزاف لم يجمع بعدُ بالكامل، خاصة بعد عملية السطو التي تعرض لها منزله خلال رحلة علاجه الطويلة بالخارج.
 

من جهتها، قالت الباحثة جميلة حمداوي، إن هذا العمل تطلب جهد أربعة أعوام في جمع مواده بتفقد المكتبة الوطنية، وأرشيف المملكة المغربية، واستدعى جهداً مضاعفاً وصبراً مضنياً بالتحقق من صحة الألفاظ بسبب الخروم والأخطاء المطبعية التي طالت المجلات والصحف إلى أن استوفى المنجز حقه من الجوانب جميعها. وشكرت المشرف محمد الداهي على صرامته، وشغفه المعرفي، وسعة اطلاعه، وخلة الوفاء التي يتسم بها


ويتضمن الكتاب فضلا عن تقديم د. محمد الداهي، كلمة باسم عائلة الراحل محمد زفزاف، أعدها نيابة عنهم يوسف محمد شفقي، لشكر المبادرين على صنيعهم بجمع إرث الراحل محمد زفزاف، ولبيان قيمة الكتاب وراهنيته في الدفاع عن المقهورين والمهمشين دون الاستناد إلى سقف إيديولوجي، واعتماد الأدب أداة لإثارة النقاش العمومي حول الوضع البشري وأشكال الحياة المحلوم بها.


ويشمل القسم الأول من الكتاب مقالات كتبها زفزاف في الصحف الوطنية المغربية، وخاصة جريدة “العلم”. والقسم الثاني يتضمن ستة عشر نصاً من القصص القصيرة. والقسم الثالث المسرحيات. وخُصص القسمُ الرابعُ للترجمة، فيما يستوعب القسم الخامس عينة من الرسائل التي تبادلها الراحل مع أصدقائه الكتاب في المغرب وخارجه. وهي علاوة على طابعها الحميمي، تعطينا فكرة عن طبيعة القضايا الاجتماعية والأدبية التي كانت تستأثر باهتمام الأدب وقتئذ.


وتحلى الراحل محمد زفزاف بالجرأة في تمثيل أمراض مجتمعه وعيوبه ومشكلاته، وإبراز مظاهر الغرابة والاستلاب التي يعاني منها الإنسان المقهور في الأحياء الهامشية. كان-قيد- كاتباً حقيقياً صادقاً مهموما بتفاصيل الحياة والوضع البشري، ومتفرداً بأسلوبه الخاص في تمثيل الواقع والكتابة عنه بطرائق فنية مستوحاة من قمم الإبداع العلمي (السهل الممتنع، الابتعاد عن البهرجة، الحرص على الاقتضاب والسخرية  والغرابة والكروتيصك  Grotesque )).
 

ترجمت أعماله إلى لغات عديدة. عندما قرأ ملك إسبانيا الراحل خوان كارلوس رواية “المرأة والوردة” المترجمة إلى اللغة الإسبانية، أرسل له رسالة تهنئة احتفظ بها محمد زفزاف معلقة في منزله.


يكتشف القارئ في هذا الكتاب ”من أرشيف محمد زفزاف” جملة من القضايا أجملها فيما يلي:
 

1-    جُمعت أعمال الراحل من قبل في الإعمال الكاملة، وهي بادرة تشكر عليها وزارة الثقافة للمملكة المغربية ويشكر عليها المركز الثقافي للكتاب. وتدخل مباردة الباحثين الشابين تحت إشراف د. محمد الداهي في إطار جمع الأرشيف غير المنشور ضمن الأعمال الكاملة، وإعادة طبعه حتى تطلع عليه الأجيال الجديدة، وينقذ من طي النسيان والإهمال.

2-     يدرج هذا العمل الهام في إطار تأثيث الذاكرة المغربية، والتعريف بمنجزات روادها وصُنَّاعها، والحفاظ على التراث اللامادي وصونه من الضياع والتلاشي. تحتاج هذه المبادرة إلى رقمنتها بالطرائق المهنية الحديثة خشية تعرض الصحف والمجلات والكتب بمرور الوقت إلى الخرم والتلف.

3-    يتضح من محتويات الكتاب أن محمد زفزاف كل يحمل طاقيات متنوعة (الرواية، القصة القصيرة، المقالة، المسرحية، الرسالة، الترجمة) مؤديا دور المثقف العضوي والمستنير الذي يناصر القضايا العادلة بطريقة أدبية وفنية، ويشيع بين الناس القيم الإنسانية والجمالية النبيلة، وينفتح على الآداب العالمية (خاصة الأدبين الروسي والفرنسي) سعيا إلى تجديد جلد الأدب ومواكبة العصر.

4-    استلهم محمد زفزاف البوهيمية في حياته ونمط عيشه، وفي عمله الفني وطريقته في تصوير الوضع البشري إلى أن أضحت فلسفة مُتأصِّلة في موقفه من الوجود. إن أجبرته على معاشرة الناس العاديين والمهمشين، والإصغاء إلى أنينهم وتوجُّعهم وألمهم، وتنبي أشكال حياتهم وأنماطها، لم تصرفه عن الانطواء في عوالمه الخاصة لإعادة النظر في الظواهر المعيشة، وتتْبيلها بمقادير فنية وجمالية، وإثارة النقاش حول محتوياتها ورهاناتها مع أصدقائه الخُلَّص، وفي مقدمتهم محمد شكري وإدريس الخوري.


العلم الإلكترونية


              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار