Quantcast
2025 يوليوز 20 - تم تعديله في [التاريخ]

بعد‭ ‬موقف‭ ‬جاكوب‭ ‬زوما‭ ‬الداعم‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭.. ‬الجزائر‭ ‬ترسل‭ ‬مبعوثيها‭ ‬إلى‭ ‬بريتوريا‭

البلعمشي‭:‬‭ ‬المغرب‭ ‬شريك‭ ‬مهم‭ ‬لجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬التي‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬وليس‭ ‬المنطق‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬تجرها‭ ‬إليه‭ ‬الجزائر


بعد‭ ‬موقف‭ ‬جاكوب‭ ‬زوما‭ ‬الداعم‭ ‬لمغربية‭ ‬الصحراء‭.. ‬الجزائر‭ ‬ترسل‭ ‬مبعوثيها‭ ‬إلى‭ ‬بريتوريا‭
 
العلم : ن.ب
 
 
شكل‭ ‬الموقف‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬عبر‭ ‬عنه‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬لجنوب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬جاكوب‭ ‬زوما،‭ ‬من‭ ‬قلب‭ ‬الرباط‭ ‬بشأن‭ ‬مغربية‭ ‬الصحراء،‭ ‬بعد‭ ‬الاختراق‭ ‬الواضح‭ ‬للمغرب‭ ‬لأحد‭ ‬أقوى‭ ‬المعاقل‭ ‬الداعمة‭ ‬لانفصاليي‭ ‬البوليساريو،‭ ‬ضربة‭ ‬موجعة‭ ‬تلقتها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الجزائر‭ ‬والدولة‭ ‬الوهم‭. ‬
 
خطوة‭ ‬بعثرت‭ ‬أوراق‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬البوليساريو‭ ‬وصنيعتها‭ ‬الجزائر‭ ‬بعد‭ ‬فقدانهما‭ ‬لبعض‭ ‬الحلفاء‭ ‬التقليديين‭ ‬في‭ ‬إفريقيا،‭ ‬فما‭ ‬كان‭ ‬أمام‭ ‬السلطات‭ ‬الجزائرية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬تسرع‭ ‬في‭ ‬إرسال‭ ‬مبعوثين‭ ‬إلى‭ ‬بريتوريا،‭ ‬حيث‭ ‬أفادت‭ ‬مصادر‭ ‬مطلعة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التحرك‭ ‬الذي‭ ‬أقدمت‭ ‬عليه‭ ‬الجارة‭ ‬الشرقية‭ ‬هو‭ ‬بدافع‭ ‬الخوف‭ ‬والحيرة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬فالمبعوثون‭ ‬أرسلوا‭ ‬لتقييم‭ ‬تداعيات‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬مع‭ ‬ممثلين‭ ‬عن‭ ‬حزب‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الأفريقي،‭ ‬الذي‭ ‬يقوده‭ ‬سيريل‭ ‬رامافوزا‭.‬
 
تحرك‭ ‬الجزائر‭ ‬أبان‭ ‬عن‭ ‬ضعف‭ ‬رواياتها‭ ‬التي‭ ‬تصورها‭ ‬يوميا‭ ‬وتبثها‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬أبواق‭ ‬العسكر‮»‬،‭ ‬الذين‭ ‬يخشون‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬هذا‭ ‬الدعم‭ ‬على‭ ‬اعتراف‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الجمهورية‭ ‬الوهم‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬أعلنته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخلافات‭ ‬داخل‭ ‬التحالف‭ ‬الحكومي‭ ‬في‭ ‬بريتوريا‭ ‬منذ‭ ‬يوليوز‭ ‬2024‭. ‬
 
خوف‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬انتشاره‭ ‬أيضا،‭ ‬توتر‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬التحالف‭ ‬الديمقراطي‭ ‬وحزب‭ ‬المؤتمر‭ ‬الوطني‭ ‬الأفريقي،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬إقالة‭ ‬الرئيس‭ ‬سيريل‭ ‬رامافوزا‭ ‬لوزير‭ ‬التجارة،‭ ‬أندرو‭ ‬ويتفيلد،‭ ‬عضو‭ ‬التحالف‭ ‬الديمقراطي،‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬رحلة‭ ‬غير‭ ‬مصرح‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬الخارج‮»‬‭. ‬وكرد‭ ‬فعل،‭ ‬قاطع‭ ‬الحزب‭ ‬‮«‬الحوار‭ ‬الوطني‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬بادر‭ ‬به‭ ‬رئيس‭ ‬الدولة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المناخ‭ ‬السياسي‭ ‬المتوتر،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬استبعاد‭ ‬حدوث‭ ‬انهيار‭ ‬في‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭ ‬أو‭ ‬انتخابات‭ ‬تشريعية‭ ‬مبكرة‭.‬
 
ومنذ‭ ‬عودة‭ ‬المغرب‭ ‬إلى‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأفريقي‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2017،‮ ‬كانت‭ ‬الجزائر‭ ‬شاهدة‭ ‬على‭ ‬ابتعاد‭ ‬بعض‭ ‬حلفائها‭ ‬التقليديين‭ ‬الذين‭ ‬يدعمون‭ ‬الحركة‭ ‬الانفصالية‭ ‬في‭ ‬القارة،‭ ‬مثل‭ ‬زامبيا‭ ‬وغانا‭. ‬بينما‭ ‬احتفظت‭ ‬دول‭ ‬أفريقية‭ ‬أخرى‭ ‬باعترافها‭ ‬بـ»البوليساريو‮»‬،‭ ‬غير‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬تُظهر‭ ‬نفس‭ ‬الحماس‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مواقف‭ ‬جبهة‭ ‬البوليساريو‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬القارية،‭ ‬ولعل‭ ‬رواندا،‭ ‬نيجيريا،‭ ‬إثيوبيا،‭ ‬وأنغولا‭ ‬أمثلة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭. ‬
 
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يرى‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البلعمشي،‭ ‬أستاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بجامعة‭ ‬القاضي‭ ‬عياض‭ ‬بمراكش،‭ ‬أن‭ ‬موقف‭ ‬السيد‭ ‬زوما‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬سابقا‭ ‬ورئيس‭ ‬حزب‭ ‬‮«‬رمح‭ ‬الأمة‮»‬‭ ‬حاليا،‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬حقيقة‭ ‬واضحة‭ ‬وصريحة،‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬يصدح‭ ‬صوت‭ ‬داخل‭ ‬المشهد‭ ‬الحزبي‭ ‬والسياسي‭ ‬بالإقرار‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اعتبار‭ ‬مبادرة‭ ‬الحكم‭ ‬الذاتي‭ ‬السبيل‭ ‬الوحيد‭ ‬لهذا‭ ‬النزاع‭.‬
 
واستحضر‭ ‬البلعمشي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬الذي‭ ‬يرأسه‭ ‬زوما‭ ‬حقق‭ ‬نتائج‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة،‭ ‬ما‭ ‬يعبر‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬يمضي‭ ‬قدما‭ ‬ليكون‭ ‬رقما‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬بالبلاد،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬زوما‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬سياسيا‭ ‬ورجل‭ ‬دولة‭ ‬ورمزا‭ ‬من‭ ‬رموز‭ ‬مناهضة‭ ‬العنصرية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬التحرير،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضا‭ ‬وريثا‭ ‬لفكر‭ ‬وكاريزما‭ ‬الراحل‭ ‬نيلسون‭ ‬مانديلا،‭ ‬وهذا‭ ‬له‭ ‬أهمية‭ ‬بالغة‭ ‬كون‭ ‬المجتمع‭ ‬بجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬يعطي‭ ‬أهمية‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الرموز‭ ‬السياسية‭.‬
 
وأوضح‭ ‬أستاذ‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬بجامعة‭ ‬القاضي‭ ‬عياض‭ ‬بمراكش،‭ ‬أن‭ ‬الموقف‭ ‬المستجد‭ ‬يعكس‭ ‬الجانب‭ ‬الرسمي‭ ‬بجنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬بنفس‭ ‬المساندة‭ ‬للجزائر‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬إقرار‭ ‬دول‭ ‬وازنة‭ ‬مثل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وفرنسا‭ ‬وإسبانيا‭ ‬بمغربية‭ ‬الصحراء‭. ‬
 
وتابع‭: ‬‮«‬‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ذكرت‭ ‬سابقا،‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬انجرار‭ ‬حكومة‭ ‬بريتوريا‭ ‬للتنديد‭ ‬بهذه‭ ‬الإقرارات‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس‭ ‬هناك‭ ‬قراءة‭ ‬متأنية‭ ‬لما‭ ‬يجري‭ ‬ويدور‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الجنوب‭ ‬إفريقية‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تحرك‭ ‬ساكنا‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬المستجدات‮»‬‭.‬
 
وأشار‭ ‬في‭ ‬الأخير،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬لها‭ ‬مصلحة‭ ‬مباشرة‭ ‬للتقارب‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬كليهما‭ ‬يتربع‭ ‬على‭ ‬هرم‭ ‬الاستثمار‭ ‬بإفريقيا‭ ‬وهناك‭ ‬منافسة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬القارة‭ ‬وجب‭ ‬مواجهتها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬المبادرات‭ ‬الملكية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بمأسسة‭ ‬الأطلسي‭ ‬وتحقيق‭ ‬المغرب‭ ‬لبنية‭ ‬تحتية‭ ‬صلبة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬البنكي‭ ‬والخدماتي‭ ‬والاتصالات‭ ‬والفوسفاط،‭ ‬معتبرا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬أنها‭ ‬كلها‭ ‬أمور‭ ‬تجعل‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬وفي‭ ‬التنمية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬المنطق‭ ‬السياسي‭ ‬الذي‭ ‬تجرها‭ ‬إليه‭ ‬الجزائر‭. ‬

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار