العلم الإلكترونية - محمد بلبشير
ترأس عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، بمعية والي جهة الشرق الخطيب لهبيل، والعديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية، لقاءً تشاورياً بوجدة في إطار إعداد خارطة الطريق للتجارة الخارجية لسنة 2025. اللقاء الذي انعقد بمقر ولاية الجهة شهد مشاركة فاعلين من القطاعين العام والخاص، وممثلي الغرف المهنية والبرلمانيين، بهدف مناقشة الآليات المقترحة لتعزيز الصادرات الجهوية وتنويع الأسواق الدولية.
وأكد حجيرة أن خارطة الطريق 2025 تهدف إلى تطوير وتحفيز الصادرات، مع التركيز على الخصوصيات الجهوية لرفع القدرة التنافسية ودخول أسواق جديدة. أشار في عرضه إلى أن جهة الشرق تحتل المرتبة السادسة وطنياً في الصادرات الصناعية برقم معاملات يصل إلى 6.6 مليار درهم، مع فرص لتحقيق قفزات نوعية من خلال تطوير البنية التحتية، وتنويع الأسواق، وتشجيع الاستثمار الأجنبي. وأكد على أهمية تنظيم ملتقى جهوي للاستثمار والتصدير لتفعيل هذه الرؤية ودعم مشاريع مغاربة العالم، مع توفير التسهيلات البنكية اللازمة لجذب استثماراتهم.
من جهته، استعرض والي جهة الشرق المشاريع الكبرى التي تدعم التجارة الخارجية، خاصة مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، المتوقع أن يلعب دوراً محورياً في جذب الاستثمارات الوطنية والدولية، وخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. وأشار إلى جهود دعم الاقتصاد الاجتماعي والتضامني من خلال إنشاء منصة لتثمين وتسويق المنتجات المحلية، فضلاً عن تعزيز المناطق الصناعية واللوجستية في مختلف أقاليم الجهة.
شهد اللقاء مداخلات متعمقة من الحضور، الذين ناقشوا انتظاراتهم من خارطة الطريق، مستحضرين الآفاق الواعدة التي تتيحها الجهة بفضل الأوراش الهيكلية الكبرى، لا سيما ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي يمثل بوابة اقتصادية كبرى لتطوير التجارة الدولية وتنويع الشراكات الاقتصادية.
وتعد جهة الشرق منطقة استراتيجية للتجارة الخارجية بفضل قربها من الحدود وساحل البحر المتوسط. تاريخياً، ارتكزت الجهة على التبادل التجاري، خصوصاً في المنتجات الفلاحية. وتشهد اليوم تطوراً ملحوظاً في الصناعات التحويلية الزراعية، إلى جانب مشاريع استثمارية كبرى، بلغت 121 مشروعاً خلال السنوات الثلاث الماضية، باستثمارات إجمالية تقدر بـ 4 مليارات درهم وخلق 15,265 منصب شغل.
كما يعد ميناء الناظور غرب المتوسط، المتوقع اكتماله في 2025، منصة لوجستية وتجارية عالمية، تعزز مكانة الجهة في الاقتصاد المغربي. وبتصميم يضم مناطق صناعية ولوجستية على مساحة 755 هكتاراً، يستهدف الميناء استقطاب صناعات متنوعة مثل السيارات، النسيج، والطاقة. كما يُتوقع أن تصل طاقته الاستيعابية إلى 3 ملايين حاوية، مع إمكانية زيادتها إلى 5 ملايين حاوية.
وتسعى خارطة الطريق 2025 إلى ترسيخ دور جهة الشرق كقطب اقتصادي منفتح على إفريقيا وأوروبا، وتحقيق التكامل الإقليمي والدولي، في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة، وتحفيز الصادرات، وخلق فرص شغل جديدة، بما يحقق تطلعات الساكنة المحلية ويسهم في إشعاع المملكة المغربية.