
العلم: عبدالإلاه شهبون
تجتاز بلادنا موجة حر غير مسبوقة، تهم العديد من مناطق المملكة، وتوجس منها المواطنون، وهو ما أكدته المديرية العامة للأرصاد الجوية من خلال نشرة إنذارية، أكدت فيها تسجيل موجة حر مع «الشركي»، من أمس الاثنين إلى يوم الجمعة المقبل، بدرجات حرارة تتراوح ما بين 33 و46 درجة بعدد من مناطق المملكة.
وأوضحت المديرية، في هذه النشرة الإنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أنه يرتقب تسجيل درجات حرارة تتراوح ما بين 43 و46 درجة، على امتداد الأسبوع الجاري، بكل من أقاليم تارودانت وطاطا وزاكورة وأسا-الزاك والسمارة وبوجدور ووادي الذهب وأوسرد.
وحسب المعطيات الصادرة عن المديرية العامة للأرصاد الجوية من خلال التوقعات المقبلة، فإن درجات الحرارة في المناطق الداخلية من البلاد ستستمر بسبب المنخفض الجوي الصحراوي.
رئيس مصلحة التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين يوعابد قال في تصريح إعلامي، إن موجة الحرارة هذه ابتدأت قبل يومين، وستمتد إلى يوم غد الثلاثاء فاتح يوليوز ، موضحا أنها همت معظم مناطق المملكة، وأنها موجة مبكرة في هذه الأوقات مقارنة بالسنوات الماضية التي ترتفع فيها الحرارة كموجة انتقالية وأكثر اعتدالا.
وأضاف يوعابد أن أول أمس كانت درجة الحرارة قد تأرجحت ما بين 45 و46 درجة مائوية، خصوصا في بعض المناطق، كسيدي سليمان وتارودانت، وتم تسجيل رقم قياسي جديد بمدينة العرائش في شهر يونيو، وصلت فيه الحرارة إلى 43،4 درجة مائوية.
في نفس السياق قالت المديرية في نشرة عممتها على وسائل الإعلام، إن المملكة شهدت يومي الجمعة والسبت موجة حر من نوع «الشركي»، تميزت بشدتها وانتشارها الجغرافي، مشيرة إلى أن العديد من المناطق شهدت درجات حرارة مرتفعة تفوق المعدلات الموسمية.
وتجاوزت الحرارة سقف أربعين درجة في أكثر من 17 منطقة، تقع خصوصا على طول ساحل المحيط الأطلسي، حسبما أوضحت مديرية الأرصاد الجوية.
وأشارت المؤسسة إلى أن مدنا ساحلية مثل الصويرة، سجلت درجات حرارة أعلى من متوسطها المعتاد بواقع +10 إلى +20 درجة لشهر يونيو، كما شهدت مدن داخلية مثل مراكش وفاس ومكناس وبني ملال ارتفاعات في المعدلات الموسمية تراوحت بين +8 و+15 درجة، وحتى طنجة سجلت 8 درجات فوق المتوسط الموسمي.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور الطيب حمضي، أن جميع الناس يتأثرون بارتفاع درجات الحرارة، لكن هناك فئات تكون أكثر عرضة لمخاطر الوفاة جراء التعرض للحَرّ الزائد، منها المسنّون والرضّع والأطفال، خصوصا قبل السن الرابعة، وأصحاب الأمراض المزمنة، الحوامل، العاملون في أماكن معرضة للشمس، موضحا في تصريح لـ»العلم» أن الحرارة المرتفعة تسبب إجهادا قويا لجسم الإنسان، تستنزف معه مخزون المياه الداخلية المتواجدة داخل الجسم، ما يتطلب عدم الخروج في فترات الزوال التي تشهد ذروة الحرارة.
وتابع الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن المسنين تنقص لديهم قوة الإحساس بالحرارة، والعطش، وأجسامهم تفقد القدرة على تصريف الحرارة عن طريق التعرق مثل الشباب، وتبقى محتبسة داخل أجسامهم وتتصاعد، إلى أن تُجهد الجسم كله وتُعرض الأعضاء للتلف بشكل متسارع نحو الوفاة في اليوم نفسه أو بعد أيام، إن لم يتم تدارك الأمر.
وللوقاية من موجة الحرة هذه، قدم الدكتور الطيب حمضي مجموعة من النصائح، في مقدمتها، تبليل الجسم بالماء وتهويته وشرب الماء والسوائل، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة من المواد الطبيعية كالقطن، بيضاء أو فاتحة اللون حتى لا تمتص الأشعة، وكذا وضع قبعة عريضة الحافة أوغطاء للرأس ونظارة شمسية لتفادي الحرارة الشديدة.
وبخصوص تأثيراتها السلبية على المنتوجات الزراعية وحقينة السدود، قال محمد بنعبو، خبير في المناخ، بأن المغرب يشهد موجة حر غير اعتيادية، حيث تصل درجة الحرارة إلى 45، مشيرا في تصريح لـ»العلم» إلى أن هذه الموجة ستكون لها تداعيات على المجال الفلاحي، من خلال تسريع موسم الحصاد في العديد من المناطق، كما أن تأثيرها سيكون سلبيا على مجموعة من أشجار الفواكه في مقدمتها الحوامض التي تكون في مرحلة الأزهار.
وأضاف بنعبو، أن موجة الحر هذه سيكون لها تأثير كبير على مجموعة من الفواكه أبرزها البطيخ بشتى أنواعه، موضحا أن المياه بدورها ستتأثر بهذه الموجة التي تصل درجة حرارتها إلى 45، حيث سيفقد المغرب ما بين مليون ومليون ونصف متر مكعب من الماء بشكل يومي، وتبقى السدود والأنهار هي الأكثر تضررا لأنها تتعرض للتبخر بشكل كبير بسبب ارتفاع درجات الحرارة.