
العلم الالكترونية - هشام الدرايدي
بحضور كل من نزار بركة وزير التجهيز والماء، وليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ووالي جهة الرباط سلا القنيطرة، وعدد من السفراء والدبلوماسيين ومسؤولين مغاربة، ترأس محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، صباح الأربعاء 2 يوليوز 2025، مراسيم افتتاح النسخة الثانية من المعرض الدولي لصناعة الألعاب الإلكترونية، الذي تنظمه المملكة المغربية إلى غاية يوم الأحد 6 يوليوز، بمشاركة وازنة لصناع ومطوري ألعاب إلكترونية مغاربة وأجانب، راكموا خبرات وتجارب رائدة في هذا المجال الذي بات يستقطب اهتمام فئات واسعة من الشباب واليافعين، بل وحتى الكبار.
المعرض، الذي يعد من أبرز التظاهرات الرقمية بالمغرب والمنطقة، تحول من مجرد فكرة إلى موعد قاري وإقليمي، يجسد الدينامية التي يعرفها هذا القطاع، ويلقي الأضواء الكاشفة على الإمكانات الهائلة التي يتيحها في الاقتصاد الرقمي، باعتباره من أسرع الصناعات نموا في العالم.
وقد شكلت كلمة الوزير بنسعيد خلال الجلسة الافتتاحية، لحظة مفصلية في التأسيس لرؤية طموحة، تجعل من المغرب فاعلا استراتيجيا في سوق عالمي تصل قيمته إلى حوالي 300 مليار دولار أمريكي، مع توقعات ببلوغ سقف 535 مليار دولار في أفق 2033، ما يجعل من هذا القطاع أحد أبرز روافع الاقتصاد الرقمي في العقود المقبلة.
وأكد بنسعيد أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل اشتغلت منذ نهاية سنة 2021 على تأطير وتوجيه هذه الدينامية الرقمية المتسارعة، مع الحرص على تطوير محتوى هادف يخدم الناشئة، ويتلاءم مع القيم الثقافية والاجتماعية الوطنية، معتبرا أن هذا العمل المؤسساتي لم يكن لينجح لولا وجود رؤية استشرافية على أعلى مستوى، تجسدت في التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس المتعلقة بـ"المغرب الرقمي 2030"، والتي ترتكز على تسريع التحول الرقمي مواكبة وتيرتها على الصعيد الدولي، وتعزيز البنية التحتية، وتطوير الكفاءات والمهارات الوطنية في ميادين الابتكار وريادة الأعمال.
واستعرض الوزير أرقاما لافتة حول حجم الاستهلاك العالمي، مشيرا إلى أن ألعاب الهواتف الذكية وحدها تمثل اليوم حوالي 49 بالمائة من الأرباح العالمية، بما يعادل 92.6 مليار دولار، وهو ما يبرز أهمية هذا المجال من حيث التنوع والابتكار، وقدرته على خلق فرص اقتصادية ومهنية جديدة، كما لفت الانتباه إلى أن المغرب، بفضل طاقاته الشابة المتحمسة للتكنولوجيا والإبداع، بات يتوفر على قاعدة بشرية يمكن تأهيلها وتكوينها لتكون في طليعة صناع المحتوى الرقمي عربيا وإفريقيا، موضحا أن الوزارة عقدت شراكات نوعية، من ضمنها اتفاق مع المدرسة العالمية ISART المتخصصة في تكوين المصممين والمبرمجين في صناعة الألعاب، إلى جانب إحداث مديرية خاصة بهذا القطاع داخل هيكلة الوزارة.
وشدد الوزير على أن المغرب لا يطمح فقط إلى التموقع في السوق الوطنية، بل يستهدف الريادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تعرف بدورها نموا متسارعا في مجال الألعاب الإلكترونية، مبرزا أنه إلى جانب الجهد المؤسساتي، فإن القطاع يستفيد من التوجه الاستثماري الداعم، من خلال مبادرات مثل "Rabat Gaming City"، التي تسعى إلى خلق فضاء حاضن للمقاولات الناشئة، وجاذب للمستثمرين، مع توفير شروط الابتكار والتنافسية الدولية.
وفي الجانب الثقافي، أشار بنسعيد إلى أن المغرب، بما يزخر به من تراث غني وتعدد ثقافي، يمتلك كنزا إبداعيا يمكن استثماره في تطوير ألعاب تحاكي الجوانب التاريخية وتجسد الهوية الوطنية، من خلال توظيف القصص الشعبية، والرموز المعمارية، والموسيقى التقليدية، في تصميم ألعاب فريدة قادرة على جذب اللاعبين داخل المغرب وخارجه، وتعزيز الحضور الثقافي الرقمي للمملكة.
واعتبر الوزير أن المعرض فرصة سانحة لربط جسور التعاون بين مطوري الألعاب والمستثمرين والخبراء وصناع القرار، حيث دعا جميع الفاعلين إلى استغلال هذه المنصة لتبادل المعرفة، وعقد شراكات استراتيجية، واستكشاف مجالات جديدة للتطوير والنمو.
واختتم بنسعيد كلمته بالتأكيد على أن المغرب يتوفر على كل المؤهلات ليصبح لاعبا مؤثرا في هذه الصناعة، مستندا إلى الرؤية الملكية الداعمة للانفتاح على اقتصاد المعرفة، ومبرزا أن الشباب المغربي سيظل في قلب هذه التحولات، باعتباره المحرك الأساسي للمستقبل الرقمي المنشود.