العلم: شيماء اغنيوة
من المرتقب أن يشهد الغلاف الجوي خلال الأسابيع المقبلة ظاهرة مناخية نادرة تعرف بالاحترار الستراتوسفيري المفاجئ، وهي من بين أبرز العوامل التي قد تفضي إلى موجات برد شديدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مع إمكانية امتداد تأثيراتها إلى بعض مناطق الوطن العربي.
من المرتقب أن يشهد الغلاف الجوي خلال الأسابيع المقبلة ظاهرة مناخية نادرة تعرف بالاحترار الستراتوسفيري المفاجئ، وهي من بين أبرز العوامل التي قد تفضي إلى موجات برد شديدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، مع إمكانية امتداد تأثيراتها إلى بعض مناطق الوطن العربي.
ورغم دلالة الاسم التي توحي بارتفاع درجات الحرارة، يؤكد خبراء الأرصاد أن هذه الظاهرة غالبا ما تحدث اضطرابات عكسية على سطح الأرض، أبرزها زيادة موجات البرد القارس واحتمال تساقط الثلوج على نطاق واسع، مما يجعل الأسابيع المقبلة مرشحة لظروف مناخية غير معتادة في عدد من المناطق.
وفي هذا السياق أكد زين العابدين الحسيني خبير في التشريع البيئي و التغيرات المناخية، في تصريح لـ»العلم»، أنه يمكن القول إن النتائج المخيبة للآمال التي انتهى إليها مؤتمر الأمم المتحدة للتغيرات المناخية بالبرازيل، والذي كان مخصصا أساسا لتفعيل مخرجات المؤتمرات السابقة، خصوصا مؤتمر كوب 21 بباريس وما يرتبط به من التزامات مالية، تحمل دلالة واحدة: استمرار احترار كوكب الأرض. هذا التعثر في الوفاء بالإجراءات الضرورية، حتى في حدها الأدنى، يجعل التغيرات المناخية تتفاقم بوتيرة متسارعة، بما يؤثر مباشرة على حياة البشر وعلى منظومات الأرض كافة.
وأردف قائلا : «مؤخرا، تحدثت مراكز دولية للرصد والبحث العلمي عن احتمال حدوث ظاهرة ’’الاحترار الستراتوسفيري‘‘، التي قد تمس الطبقة الستراتوسفيرية من الغلاف الجوي، وما يمكن أن يرافقها من انعكاسات غير متوقعة. فبدل مزيد من الاحترار، يُرجَّح أن تعرف بعض مناطق العالم، خصوصًا في نصفه الشمالي، موجات من البرد القارس والصقيع القطبي».
وأضاف:»وللتذكير، يتكون الغلاف الجوي من ثلاث طبقات: الستراتوسفير، والميزوسفير، والتروبوسفير، وهذه الأخيرة هي الأقرب إلى سطح الأرض وتشهد معظم التغيرات المناخية اليومية. وتقوم الظاهرة المرتقبة أساسا على أن أشعة الشمس ستكون أقوى تأثيرًا في الطبقة الستراتوسفيرية، ما سيرفع حرارتها ويمكنها من امتصاص قدر أكبر من الإشعاع الشمسي. هذا الاختلال يعني، في المقابل، انخفاضا في درجات الحرارة في الطبقة الأقرب للأرض، وبالتالي في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية. ورغم أن السيناريوهات المرتقبة غير محسومة إذ قد تحدث الظاهرة كما هو متوقع، أو قد لا تقع أصلا، أو تحدث بدرجات أقل إلا أنها تظل جزءا من سلسلة التغيرات المناخية الكبرى التي يشهدها كوكب الأرض بفعل السلوك البشري وتراكمات عقود من الإضرار بالبيئة».
رئيسية 








الرئيسية 




