مؤسسة وسيط المملكة تعطي انطلاقة النسخة الأولى لمنتديات الحكامة المرفقية في موضوع : الترافع الشبابي من أجل خدمة صحية عمومية أفضل

نظمت المندوبية الجهوية لمؤسسة وسيط المملكة بجهة الدار البيضاء–سطات، بشراكة مع كل من المديرية الإقليمية لقطاع الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) بسيدي بنور، والمديرية الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالجهة، مساء الجمعة 21 نونبر 2025، لقاءً تواصلياً بمركز “في خدمة الشباب” بحي الكرم بسيدي بنور، حول موضوع: الترافع الشبابي من أجل خدمات صحية عمومية أفضل.

وجاء تنظيم هذا اللقاء في إطار الدينامية الجديدة التي أطلقتها مؤسسة وسيط المملكة، والرامية إلى ترسيخ مبادئ الحكامة الجيدة داخل المرافق العمومية، وتعزيز ثقافة القرب والتفاعل الإيجابي بين الإدارة والمواطن. كما ينسجم مع استراتيجية وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) الهادفة إلى تطوير الانفتاح على الشركاء، وتعزيز مشاركة الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية، بما يسهم في بناء مجتمع متطور ومسؤول.

واستهدف اللقاء عدداً كبيراً من الشباب، بحضور فعاليات سياسية واجتماعية وجمعوية. وأطره كل من سعيد رشيق، المندوب الجهوي لمؤسسة وسيط المملكة، وصالح البرهمي، المدير الإقليمي لقطاع الشباب بسيدي بنور، والدكتور حسن الوالي، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إضافة إلى الدكتور عصام حمر الراس، اختصاصي جراحة الجهاز الهضمي والجراحة العامة. وتولت الإعلامية نبيلة باكاس تسيير محاور هذا اللقاء.

وفي مستهل الجلسة، تم استعراض سياق إطلاق هذه المنتديات، تزامناً مع تخليد الشعب المغربي للذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء والذكرى السبعين لعيد الاستقلال، مع تقديم تعريف شامل بمؤسسة وسيط المملكة ودورها المحوري في تعزيز الثقة بين الإدارة والمواطن باعتبارها مؤسسة دستورية مستقلة تُعنى بحماية حقوق الإنسان في علاقة المواطن بالمرفق العمومي.

وبخصوص الوضع الصحي بالإقليم، قدم الدكتور حسن الوالي معطيات حول البنية الصحية، وتوزيع المؤسسات والاستشارات الصحية، وحجم الموارد البشرية، إضافة إلى أبرز الآفاق المستقبلية للنهوض بالقطاع استجابة لمتطلبات المرحلة.

واختتمت العروض بتقديم الدكتور عصام حمر الراس لمحاضرة موسعة حول “صحة الشباب… وقاية اليوم لحماية الغد”، تناول خلالها واقع صحة الشباب بالمغرب والتحديات التي تواجه الفئة العمرية بين 15 و35 سنة، خاصة في ظل التحولات المتسارعة في نمط العيش وارتفاع بعض الأمراض.

واعتمدت المحاضرة على أحدث البيانات الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط ووزارة الصحة، والتي تشير إلى تزايد واضح في الأمراض المزمنة والنفسية، إلى جانب ارتفاع السلوكيات الخطرة مثل التدخين، الإدمان، التغذية غير الصحية، وقلة النشاط البدني. كما تم التوقف عند الارتفاع المقلق لمعدلات الاضطرابات النفسية في صفوف الشباب، والتي بلغت وفق دراسات ما بعد جائحة كوفيد-19 حوالي 49,4%، وتشمل القلق، والاكتئاب، واضطرابات النوم، الناتجة عن الضغوط الدراسية والاجتماعية والاستخدام المفرط للأجهزة الذكية.

وفي ختام اللقاء، شدد المتدخلون على أن الاستثمار في صحة الشباب هو استثمار في مستقبل المغرب، داعين إلى تعزيز برامج التوعية داخل المدارس والجامعات، وتشجيع المجتمع المدني على نشر الثقافة الصحية والوقائية، بما يضمن جيلاً سليماً وقادراً على الإسهام في التنمية.