الافـتتاحية
تعد الكلمة العميقة والمستوعبة لمضامين المخطط التنموي للأقاليم الجنوبية، التي ألقاها الدكتور نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، في افتتاح أشغال الجمعية العامة السنوية العاشرة لشبكة البرلمانيين الأفارقة لتقييم التنمية، تعد، وبكل المقاييس العلمية والمعايير المنهجية، مرافعةً عظيمة الشأن عن التطور الشامل والتغيير الكبير، اللذين يشكلان مرجعاً للتحول الأفريقي المستدام والتماسك الاقتصادي الصاعد، في ظل الرؤية الملكية المتبصرة الرامية إلى إحداث دينامية مستدامة، بفضل انسجام الرؤية الترابية مع المشاركة المحلية والحكامة الاستباقية والإندماج القطاعي .
وهو الأمر الذي قال عنه الأمين العام للحزب، إنه يتميز بوضوح منهجيته المهيكلة التي من تجلياتها مؤشرات قابلة للقياس، تتيح تقييم نتائجه وتأثيره على الأرض، سواء أكان في مجال النمو الاقتصادي، أم تحسين ظروف المعيشة، أم إحداث الفرص، أم تقليص الفوارق المجالية. وذلك إعمالاً للتوجه الملكي السامي بتعميق ثقافة النتائج في السياسات العمومية، وفي برامج التنمية الترابية المحلية المندمجة .
وهو المنحى الجديد الذي يتلاءم مع المرحلة الراهنة، ويستجيب لمتطلبات المواطنين والمواطنات، ويعبر عن الطبيعة المميزة لمرحلة ما بعد يوم 31 أكتوبر ،2025الذي انبثق فيه المغرب الموحد تحت سيادة العرش العلوي المجيد، بصدور القرار الأممي رقم 2797 الذي كرس مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية باعتباره الحل الأكثر جدوى للنزاع المفتعل.
لقد أكد بركة في كلمته البليغة أمام هذا المؤتمر الإفريقي المهم، أن المخطط التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، نموذج فريد من نوعه، للتدبير الترابي المستدام، وللتماسك الاقتصادي الصاعد، وللإندماج الأفريقي الواعد، وخلص إلى نتيجة موضوعية جامعة ووافية، صاغها في العبارات ذات الدلالات التالية (الشراكة بين دول أفريقية والسعي نحو تكامل ثرواتها ومؤهلاتها، مدخل أوحد لتحقيق التنمية بإفريقيا).
واحتل ميناء الداخلة الأطلسي مكان الصدارة في كلمة الأخ الأمين العام ، حيث أكد أن هذا الميناء الأول من نوعه على مستوى القارة الأفريقية، يمثل، بحق وحقيق، قاطرةً قاريةً ومنشأة استراتيجية لممارسة نشاط اقتصادي شامل تندمج فيه الدول الأفريقية غير الأطلسية.
وحيث إن كلمة بركة قد ركزت على ما يتميز به النموذج التنموي في أقاليمنا الجنوبية، فقد أعلن أن من مميزات النموذج التنموي، تحديده لأهداف ومؤشرات رقمية تمكن من قياس نجاعة النتائج بعد إنجاز مختلف الأوراش والمشاريع، وخاصة مضاعفة الناتج الداخلي الخام للجهات الثلاث، والحد من الفقر بدرجة ملموسة، وإرساء توازنات اجتماعية أكثر عدالة، وإيجاد 120 ألف فرصة شغل جديدة، وتخفيض معدل البطالة. وهي منجزات بالغة الأهمية، ومؤشرات عالية المستوى، مما يجعل كلمة الأمين العام للحزب، وثيقة تتجاوز المناسبة التي ألقيت فيها، إلى الاستدامة التي تناسب المرحلة الراهنة وتتوافق مع المراحل القادمة .وذلك هو الطابع المميز للوثيقة التاريخية، وفق المعايير العلمية للتوثيق السياسي والتنميط المرجعي ونجاعة الخطاب المناسب في الزمن المناسب وباللغة المناسبة .
العلم
رئيسية 








الرئيسية 





