
*العلم / رشيد زمهوط*
تستعد مدينة يوكوهاما لاحتضان الدورة التاسعة من مؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية الأفريقية (TICAD9) من 20 إلى 22 غشت الجاري، تحت شعار "التعاون لإيجاد حلول مبتكرة مع أفريقيا" في ظل جدل دبلوماسي وسياسي في شأن مشاركة محتملة لوفد من جبهة البوليساريو الانفصالية بعد فضيحة الدورة السابقة من المؤتمر حين تسلل عنصر إنفصالي مدسوس وسط الوفد الجزائري بجواز دبلوماسي جزائري ثم الى قاعة المؤتمر قبل أن يعمد العنصر المندس بتواطىء وتغطية من أعضاء بالوفدين الجزائري والجنوب إفريقي إلى إخراج يافطة من حقيبته تحمل شعار الكيان الوهمي ووضعها على مائدة الاجتماع لتوهيم وسائل الاعلام بالتمثيلية الرسمية للكيان اللقيط.
الخارجية اليابانية تبرأت في حينه من واقعة إقحام العنصر الانفصالي وأكدت على مسامع الوفود الحاضرة أنها لم توجه أي دعوة للبوليساريو للمشاركة في الاجتماع وأنها لا توجه الدعوات إلا للدول المعترف بها أمميا.
فصول المسرحية الانفصالية البئيسة, التي نفدتها الجزائر والتي ما زالت تداعياتها القانونية والدبلوماسية تلقي بظلالها على الاجتماعات المغلقة سواء بدواليب الاتحاد الافريقي أو باللجان التحضيرية لمسلسل تيكاد ولغيره من المؤتمرات الدولية التي يكون الاتحاد الافريقي طرفا بها , تفترض أن تتفطن اليابان التي أخدت على عاتقها قبل سنة عدم تكرار مهزلة دورة تونس , للمناورات الجديدة التي يقوم بها في العلن اللوبي الانفصالي ممثلا في الجزائر وجنوب افريقيا لإيجاد منفذ أو ثغرة في تنظيم دورة يوكوهاما من مسلسل مؤتمرات تيكاد, لإقحام الكيان الانفصالي أو دس ممثلين من الجبهة الانفصالية ضمن وفود الدولتين المارقتين لتكرار مهزلة الدورة السابقة حين تحولت قاعة المؤتمر وسط صدمة عمت جميع الوفود المشاركة الى حلبة للمصارعة الحرة بطلها دبلوماسي /فتوة محسوب على الوفد الجزائري.
إعلان وزارة الشؤون الخارجية اليابانية المنظم الرئيسي والسيادي لدورات المؤتمر الدولي لطوكيو حول التنمية الإفريقية منذ سنة 1993 بشراكة مع الأمم المتحدة عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي, البنك الدولي ومفوضية الاتحاد الإفريقي, الجمعة الماضي عن إستقبال سفير الجزائر في طوكيو، توفيق ميلاط في إطار ما وصفته خارجية طوكيو ب"زيارة مجاملة" تناولت حسبها قضايا التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، لا سيما الاقتصادية والدبلوماسية, يؤكد صحة المناورات والضغوط التي تمارسها الجزائر على حكومة اليابان لضمان مشاركة ممثلين عن الكيان الوهمي, ويشكل سلوكا دبلوماسيا مستفزا لبقية الوفود المعنية بالمؤتمر وخاصة بالقارة الافريقية المطالبة بفرض احترام قرارات الاتحاد الافريقي الذي كان قد حسم في وقت سابق مسألة تمثيلية الاتحاد في المؤتمرات الدولية التي يكون الاتحاد طرفا شريكا في تنظيمها.
وبنفس الحزم في ضمان سيادة القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية التي تؤطرها مواثيق الأمم المتحدة يتعين على الدبلوماسية المغربية التحرك السريع لوضع الأمور في سياقها الدبلوماسي الصحيح ووضع الطرف المحتضن للمسلسل ولقمم تيكاد أمام تعهداته وتصريحاته السابقة التي أكد من خلالها علنا أن تيكاد هو منتدى للنقاش حول التنمية في إفريقيا وأن حضور أي كيان لا تعترف به اليابان كدولة ذات سيادة في اجتماعاته بما في ذلك اجتماعات كبار المسؤولين واجتماع القمة، لا يؤثر على موقف اليابان بشأن وضع هذا الكيان وأن الأخيرة أيضا ما زالت ملتزمة بموقفها التابث بعدم الاعتراف بالبوليساريو ككيان رسمي داخل هذا الإطار المؤسساتي، وأن حضور الأطراف المشاركة فيه ينبغي أن يتم بالتوافق الكامل مع البلد المنظم الذي أكد صراحة في قمة سابقة على لسان وزير خارجيته أن طوكيو توجه الدعوات فقط للدول المعترف بها من قبل الأمم المتحدة. وأن وجود أي كيان غير معترف به لن يغيّر من موقف اليابان الرسمي منه.