Quantcast
2022 مارس 22 - تم تعديله في [التاريخ]

آن الأوان لتستفيد مدينة آسفي من برنامج للتأهيل الشامل

المجلس الجماعي لآسفي برآسة نور الدين كموش ينشد النماء وإعادة الاعتبار لحاضرة المحيط


نور الدين كموش رئيس المجلس الجماعي لمدينة أسفي
نور الدين كموش رئيس المجلس الجماعي لمدينة أسفي
العلم الإلكترونية - بدر بن علاش/تصوير: حسني/آسفي

دينامية كبيرة، وعزيمة قوية، وبرامج تنموية طموحة، تلك عناوين تختصر ما تشهده حاضرة المحيط - حسب وصف "ابن خلدون" لها، من مشاريع هامة ستغير من واقع مدينة لم تنل كامل حظها من التنمية و النماء.

ولعل ما يبعث على التفاؤل بمستقبل مدينة اجتمع فيها ماتفرق في غيرها، وجود ساحل ممتد يضم مناظر خلابة قل نظيرها، وتاريخ عريق ضارب في الزمن تشهد عليه المآثر التاريخية العديدة بطرازها المعماري الفريد،وصناعة يدوية خزفية تجاوز صيطها الحدود،وثروة سمكية هامة، وكرم و حسن ضيافة و معشر سكانها،وكذلك توفرها على أنشطة صناعية وفلاحية متنوعة،ووحدتين من أهم المؤسسات الصناعية الوطنية الكبرى.

تفاءل يزكيه أيضا،وجود منتخبين أخذوا العهد على أنفسهم الرقي بمدينتهم إلى مصاف المدن الكبرى، ويجد فيها المسفيويون كل مظاهر العيش الكريم،وفي مقدمة هؤلاء نجد المجلس البلدي الذي يرأسه الإطار الشاب المهندس نور الدين كموش عن حزب الاستقلال،وإلى جانبه ثلة من المنتخبين الذين يشتغلون كفريق واحد، حيث لا مجال للتصنيف بين الأغلبية و المعارضة،فالهم الذي يجمعهم هو الصالح العام بعيدا عن أي حزازات سياسية ضيقة.

ومنذ أن انتخب نور الدين كموش رئيسا للمجلس الجماعي لمدينة أسفي،جعل من عامل السرعة و الدقة والتشاور شعار كل تحركاته و أهدافه الطموحة،حيث لم يتردد في طرق كل الأبواب محليا و جهويا و مركزيا من أجل انطلاق المشاريع التنموية،والتعريف بالمؤهلات المتنوعة لمدينة آسفي بما يحفز على استقطاب المستثمرين، وينمي من مداخيل الجماعة حتى تتمكن من القيام بكل الأدوار المنوطة بها.
 
اهتمام المجلس انصب أيضا على المرافق الحيوية
 
أكد نور الدين كموش أن أول هاجس اشتغل عليه المجلس هو إصلاح الإدارة من خلال هيكلة تنظيمية تلبي حاجيات المواطنين بنجاعة كبيرة،اعتمادا على أطر تعطي نفسا جديدا،و تشتغل بدينامية متجددة.

فيما انصب الهدف الثاني نحو إعطاء مدينة آسفي صورة حديثة و أنيقة كحال مجموعة من الحواضر الكبرى بالمملكة،حيث أولى المجلس اهتماما خاصا بالمناطق الخضراء،وتجلى ذلك في تهيئة وإصلاح مختلف الفضاءات و الحدائق و المدارات و الساحات،وخلق المزيد منها،وفق تصور محدد يجعل من هذه الحاضرة مدينة خضراء.

ومن أجل تجاوز المشاكل المرتبطة بالبنية التحتية التي لا ترقى لمستوى التطلعات سواء بالأحياء أو الشوارع الكبرى،وضع المجلس برنامجا طموحا بغية تحقيق  تهيئة حضرية تلبي مختلف الحاجيات،وإلى جانبه مجموعة من الشراكات و المؤسسات المانحة نظرا لما يتطلبه هذا النوع من الأوراش و المشاريع من موارد مالية مهمة.

وأوضح رئيس المجلس في لقاء مع جريدة "العلم" أن اهتمام المجلس انصب أيضا على المرافق الحيوية التابعة للجماعة والتي تشتغل بطريقة تقليدية متجاوزة،وخص بالذكر سوق الجملة،و المجزرة،والمحطة الطرقية،في سياق رؤية تهدف إلى جعلها في مستوى النمو الديمغرافي و العمراني الذي تعرفه آسفي،و جعلها في مصاف جيل جديد للمرفق العمومي. على أن الأولوية بخصوص هذه المرافق ستشمل إيجاد حلول للمشاكل التي تعيق عملها كمرفق عمومي،و ما تعلق بتحصيل المداخيل.

نحرص على حسن استغلال وتثمين  عقارات الجماعة
 
ومن بين الأوراش الكبرى التي تشتغل عليها الجماعة، توقف الرئيس عند إشكالية الموارد الذاتية للجماعة، أي ما تعلق بالرسوم التي يتم استخلاصها بشكل مباشر لا الرسوم المحولة،حيث بادرت الجماعة إلى القيام بإحصاء دقيق للأراضي غير المبنية المعنية بالضرائب. مستحضرا في ذات السياق سعي الجماعة إلى رقمنة ما ارتبط بالضرائب الذاتية التحصيل بما يحقق نجاعة التحصيل.

وتوقف نور الدين كموش عند عقد مجموعة من اللقاءات مع أطر وزارة الداخلية من أجل الترافع على رفع حصة الجماعة من الضريبة على القيمة المضافة، بشكل يسمح ببلوغ ميزانية تساعد المجلس على تلبية الحاجيات الأساسية.بالإضافة إلى انفتاح الجماعة على محيطها الاقتصادي،بما يرفع من إشعاع مدينة آسفي، ويجلب لها استثمارات جديدة في إطار شراكات مع القطاع الخاص،لتوفر المدينة على عقارات مهمة في مواقع متميزة،يحرص المجلس على أن يتم استغلاها وتثمينها في شكل استثمارات تعود بالنفع على مستوى التشغيل، وتساهم في إيجاد موارد قارة يتم استخلاصها من هذه الاستثمارات .

وحرص الرئيس على استحضار العمل الجماعي و الدؤوب الذي يطبع عمل مكونات المجلس الذي يتشكل من 19 لونا سياسيا،حيث يشتغل الجميع بمنطق يتجاوز الاصطفاف في الأغلبية أو المعارضة،ينشدون النماء و النجاح والمصلحة العامة،وتجاوز المشاكل المزمنة التي استعصى على المجالس السابقة حلها.
 
عملية الضم ثقل كبير على المجلس
 
وقال الرئيس إن من بين المشاكل التي تواجه عمل المجلس،كثقل كبير موروث عن مختلف المجالس السابقة،والتي أثرت سلبا على آليات اشتغال الجماعة و أطرها و هيكلتها،النقطة المتعلقة بعملية الضم،مشيرا هنا إلى أن جماعة اسفي كانت في ما مضى عبارة عن جماعة واحدة، ثم قسمت إلى ثلاث جماعات،وفي آخر عملية ضم عادت لتشكل جماعة واحدة من جديد،وهو ما أثر على الهيكلة التنظيمية،و نجاعة اشتغال الإدارة. زيادة على عدم توفر الجماعة على خلية للتدبير المعلوماتي،مما يصعب القيام بمجموعة من الخدمات الإدارية،وكذلك  القوانين الانتخابية التي أعطت فسيفساء مزركشة في المنتخبين،والذين يسقط بعضهم في بعض الهفوات غير المقصودة على المستوى التداولي أو التدبيري،والتي مردها  إلى عدم الالمام الجيد بالقوانين التي تضبط اختصاصات كل مستشار جماعي،آملا التغلب على هذا الإشكال عبر البرامج التي ستشتغل عليها خلية التكوين،و التي يشتغل عليها المجلس بعد تعيين مسؤول على التكوين بالجماعة،حيث سيتم استهداف أطر الجماعة و المستشارين،مستحضرا هنا الشراكة التي تجمع المجلس بالجهة في إطار دار المنتخب،والشراكة مع المجلس الإقليمي لدعم الجماعة فيما يخص التكوين .

وأوضح كموش أن مدينة آسفي لم تستفد منذ سنة 2013  من أي برنامج كبير للتأهيل الحضري،وعليه يرى أنه حان الأوان لتستفيد مدينة آسفي من برنامج للتأهيل يعيد لها الاعتبار بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة،ومجلس الجهة لوضع اتفاقية إطار كبيرة للوقوف على حاجيات التأهيل الذي  يمكن أن يمتد لخمس أو ست سنوات.
 
نسعى لخلق مرافق تتماشى مع الجيل الأخضر
 
كما ذكر باللقاء الذي جمعه بوزير الفلاحة من أجل الاشتغال على اتفاقية شراكة تهم مرفقي سوق الجملة للخضر و الفواكه ،والمجزرة البلدية،من أجل بلوغ ما يسمى بالجيل الأخضر لهذين المرفقين الحيويين،خاصة وأن الجماعة تتوفر على وعاء عقاري بإمكانه احتضان هذين المرفقين ،و كذلك توفير سوق ثاني خاص بالسمك بمواصفات حديثة تحترم الجودة و معايير السلامة الصحية،ويمكن الجماعة أيضا من موارد مالية إضافية. ولم يفته التوقف على الأدوار التاريخية التي لعبتها صناعة تصبير السمك في المنطقة الصناعية لآسفي،ولهذا الغرض يشتغل المجلس على وضع اتفاقية شراكة من أجل تأهيلها،حيث  قام  بزيارة وزير الصناعة والتجارة،والذي عبر عن دعمه الكبير في هذا الشأن.

وأضاف رئيس المجلس الجماعي أن التأهيل الحضري يجب أن يشمل كورنيش المدينة من "برج الناظور" إلى آخر الجرف،حتى يتحول إلى منطقة جذب للاستثمارات،ويتحول إلى فضاء فسيح و مجهز لفائدة أبناء آسفي و زوارها.  مستحضرا في ذات المنحى مجموعة من أوراش التأهيل التي يتم إنجازها بشراكة مع بعض المؤسسات،وفي مقدمتها المكتب الشريف للفوسفاط.

لا يجب أن يتوقف نشاط المدينة على اقتصاد واحد
 
وأكد المتحدث أن اقتصاد كل مدينة لا يجب أن يتوقف على نشاط واحد فقط،وبالتالي الحاجة اليوم لمدينة تتنوع بها الأنشطة من خلال استغلال كافة المؤهلات الصناعية الكبيرة، وكذلك على تاريخ روحي وثقافي كبير ومتنوع يمكنها من احتلال مصاف متقدمة في الخارطة السياحية للمملكة،آملا في نفس السياق بأن يتم التسريع بإنجاز الأوراش التي تدخل في تأهيل المدينة القديمة لآسفي، مضيفا أن المجلس يشتغل إلى جانب عامل الإقليم من أجل استكمال عمليات التأهيل و الإصلاحات الكبيرة التي عرفتها سابقا المنطقة المعروفة ب "رأس اللفعة" والتي باتت تغري المستثمرين،وتستقطب يوميا العديد من الزوار الباحثين عن الاستمتاع بزرقة مياه الأطلسي.

ومن بين المعيقات التي تصادف المجلس،تحدث رئيس الجماعة على نقطة تتعلق بوثيقة التعمير أو تصميم التهيئة، التي تقف دون تنفيذ مجموعة من الاستثمارت،اذ في الوقت الذي يبذل المجلس مجهودات من أجل استقطاب المستثمرين يصطدم في الأخير بمجموعة من المشاكل المتعلقة بتلك الوثيقة،مشددا على أنه آن الأوان لتعكف وزارة الإسكان والتعمير على وضع تصميم جديد يراعي توسع المدينة و حجم التحديات المطروحة و الأوراش و البرامج المزمع إنجازها.    

ملحا أيضا على ضرورة تنزيل كل بنود الاتفاقيات المتعلقة بالمناطق الناقصة التأهيل،والتي تهم 21 حيا بآسفي،مطالبا بتظافر جهود جميع المتدخلين من أجل تفعيل المشهد المعماري وإنجاز الأشغال الكبرى،حيث مازالت هناك العديد من المباني بدون ربط بالماء و الكهرباء ولا مجاري المياه العادمة.
 
عامل الإقليم لم يبخل على المجلس بالنصيحة والمواكبة
 
وذكر الرئيس بتعيين هيئة المساواة وتكافؤ الفرص،والتي ستسهر على إعداد برنامج عمل المجلس،وتقييم الحاجيات الأساسية للمدينة،و التركيز على الاختصاصات الذاتية للمجلس والخدمات الأساسية التي من المفروض تقديمها للمواطنين .   

وحرص نور الدين كموش على التنويه بكل المؤسسات التي أبدت رغبتها في التعاون مع المجلس منذ انتخابه،خاصا بالذكر عامل إقليم آسفي الذي لم يبخل على المجلس بالنصيحة،والمواكبة عن قرب،وتسهيل القيام بجميع اختصاصاته، وكذلك الشأن بالنسبة للمؤسسات الوطنية الكبرى التي تشتغل بالإقليم،وعلى رأسها المكتب الشريف للفوسفاط . رغبة سرعان ما تحولت إلى مشاريع و أوراش يتم إنجازها اليوم على أرض الواقع لا يمكن في الأخير إلا أن ترفع من الدينامية التنموية التي تعرفها المدينة.

وبخصوص النقطة التي أثيرت حول مذاق ولون مياه الشرب بآسفي،أوضح رئيس المجلس،أن قلة التساقطات المطرية أثرت سلبا على نسبة المياه المجمعة بالسدود التي تمد آسفي بحصتها من هذه المادة الحيوية،الأمر الذي جعل المواطنين يشعرون ببعض التغير في مذاق و لون المياه في الصنابير،مضيفا بخصوص هذه النقطة بأن المجلس يتوصل دوما بنتائج التحاليل المخبرية التي تقوم بها المؤسسات المعنية،والتي تؤكد بأن هذه المياه صالحة للشرب ولا تشكل أي مصدر شك في جودتها أو سلامتها.
 
ربيع اجرارعي نائب رئيس  الجماعة: المجلس لا يفوت أي فرصة لجعل آسفي على سكة التنمية
 
عبر ربيع اجرارعي" نائب رئيس  جماعة آسفي عن تفاؤله بنجاح هذه التجربة الجماعية،خاصة انه يوجد على رأسها رئيس بكفاءة عالية،و واحد من أبناء المدينة الغيورين على مصالحها،و له من الدراية ما يؤهله لقيادة سفينة المجلس إلى بر الآمان.

وأضاف أن المجلس بمجرد انتخابه بادر إلى ممارسة اختصاصاته في جميع القطاعات،وفي مقدمتها المساحات الخضراء،حيث شرع في تهيئة العديد منها بالعشب الأخضر،وإصلاح الحدائق الكبرى والصغرى. مشددا على أن المجلس لا يفوت أي فرصة من أجل جعل مدينة آسفي على سكة التنمية في جو من الانسجام بين الأغلبية و المعارضة. 
 



              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار