Quantcast
2020 نونبر 16 - تم تعديله في [التاريخ]

افتتاحية: الكركرات.. مهنية وجاهزية القوات المسلحة الملكية

أعاد المغرب الأوضاع إلى طبيعتها في منطقة الكركرات بأقاليمنا الجنوبية المسترجعة، بعد التدخل الموفق للقوات المسلحة الملكية بتنفيذ عملية نوعية تم إنجازها بمهنية عالية وبروح من المسؤولية.



وجدير بالذكر أن صبر المغاربة نفد جراء أفعال إجرامية كان يقترفها عسكريون في زي مدني، مسخرين من طرف جهة معادية للمصالح المغربية وللسيادة الوطنية، حيث بادر المغرب بإبلاغ المنتظم الأممي بما أقدم عليه قطاع طرق لم يقتصروا على إغلاق الطريق ومنع حرية التنقل، بل زادوا عن ذلك بتدمير الطريق بما يؤشر على أن الأمر كان يتعلق بالرغبة في الإغلاق النهائي لهذا المعبر الحدودي الحيوي. وفسح المغرب المجال أمام الدول الصديقة لإقناع الانفصاليين بالعدول عما كانوا يقترفونه من أفعال إجرامية، وبعدما استنفدت كل هذه الجهود مداها، وأمام التعنت الذي أبداه هؤلاء، فإنه لم يكن أمام المغرب من سبيل عدا التدخل المباشر لوضع حد لما كان يخطط له في السر والعلن.


إن الأمر يتعلق بطريق رئيسية تعتبر المنفذ البري الوحيد للعمق الإفريقي للمغرب، وهي طريق تتميز بنشاط اقتصادي كبير وبحركية مهمة في التنقل، وهي قبل هذا وذاك جزء من التراب المغربي فرضت معطيات تتعلق باحترام المغرب لقرار وقف إطلاق النار المتوصل إليه سنة 1991 الالتزام بمقتضيات هذا القرار.


ثم إن المغرب لم يتوان لحظة واحدة في احترام مقتضيات وقف إطلاق النار تقديرا لدور المنتظم الأممي، ولذلك تجنب في العديد من المرات، التي اقترف فيها الطرف الآخر خروقات متكررة ومتعمدة لهذا القرار، الرد عليها و اكتفى بالكشف عنها ليتأكد للرأي العام الدولي ولمنظمة الأمم المتحدة من الجهة التي تقترف الخروقات.


أمام جميع هذه المعطيات، وغيرها كثير، لم يكن مقبولا ولا مستساغا أن يبقى المغرب مكتوف الأيدي أمام ما كان يقترفه هؤلاء من أفعال إجرامية خطيرة لا يمارسها إلا قطاع الطرق، ولذلك تصرف في إطار الشرعية الدولية، حيث قام بتطهير المنطقة من الحواجز المصطنعة وفسح المجال أمام حركة السير العادية وتثبيت حرية تنقل الأشخاص والبضائع، وتكلفت بإنجاز هذه المهمة القوات المسلحة الملكية التي قامت بالمطلوب مع الحرص على عدم الاحتكاك مع من كانوا يدعون أنهم مدنيون، وأنجزت المهمة بانسيابية كبيرة وبمنسوب عال جدا من المهنية.


والأكيد أن جهود التضليل الكبيرة التي تبذلها الأذرع الإعلامية لجبهة البوليساريو الانفصالية، حيث أطلقت العنان للأخبار الكاذبة، واستعانت، كما فعلت في مرات سابقة، بصور وفيديوهات قديمة تعود إلى أحداث وقعت في مناطق بعيدة في أرجاء العالم، كما لم يفتر حماس الآلة الإعلامية الجزائرية المعبأة في الدعاية وتحريف الوقائع، لم ينفع كل ذلك في إظهار الصورة الحقيقة التي تكشف حقيقية ما وقع، والذي ليس هو غير  إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في منطقة استراتيجية.


والواضح أن إنجاز هذه العملية بالنجاح الذي ميزها يجب أن يمثل إشارة واضحة لمن هم في حاجة إلى هذه الإشارة، وأنها تؤشر على المستوى العالي من الجاهزية والاستعداد للتصدي لجميع الاحتمالات، والتعامل بما يجب مع جميع التطورات.


الحديث في هذه القضية الهامة يقتضي منا الإشادة الكبيرة بقواتنا المسلحة الملكية بقيادة قائدها الأعلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وهي القوات التي تمثل الحصن الحصين لحماية وحدة واستقرار وأمن هذا البلد الأمين.
 
العلم

              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار