Quantcast
2025 ماي 13 - تم تعديله في [التاريخ]

المغرب‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬تعميم‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭

الذهبي‭: ‬ عصرنة‭ ‬تجارة‭ ‬القرب‭ ‬تتطلب‭ ‬فتح‭ ‬نقاش‭ ‬حقيقي‭ ‬حول‭ ‬إيجابيات‭ ‬وسلبيات‭ ‬الخطوة


المغرب‭ ‬يتجه‭ ‬نحو‭ ‬تعميم‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع‭
العلم الإلكترونية - نهيلة البرهومي 
 
في‭ ‬إطار‭ ‬سعيها‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬اقتصاد‭ ‬رقمي‭ ‬متكامل،‭ ‬تعمل‭ ‬الحكومة‭ ‬المغربية‭ ‬على‭ ‬تعميم‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬صغار‭ ‬التجار‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬يطلق‭ ‬عليهم‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬مول‭ ‬الحانوت‮»‬،‭ ‬موضع‭ ‬حيرة‭ ‬وقلق،‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الزبناء‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬إقرار‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الرقمي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬نجاح‭ ‬هذا‭ ‬الإصلاح‭ ‬رهين‭ ‬بالتغلب‭ ‬على‭ ‬تحديات‭ ‬كثيرة،‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬مقاومة‭ ‬التغيير‭ ‬بين‭ ‬بعض‭ ‬التجار،‭ ‬وضعف‭ ‬الثقافة‭ ‬الرقمية‭ ‬بين‭ ‬فئات‭ ‬معينة‭.‬
 
ويرى‭ ‬مراقبون،‭ ‬أن‭ ‬دمج‭ ‬“مول‭ ‬الحانوت”‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬حاسمة،‭ ‬نظرا‭ ‬للدور‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬تلعبه‭ ‬هذه‭ ‬الفئة‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬غير‭ ‬الرسمي،‭ ‬وإمكاناتها‭ ‬كرافعة‭ ‬أساسية‭ ‬لتوسيع‭ ‬قاعدة‭ ‬الشمول‭ ‬المالي‭ ‬وتحديث‭ ‬المعاملات‭ ‬التجارية‭ ‬في‭ ‬الأحياء‭ ‬والأسواق‭ ‬الشعبية‭.‬
 
ويأتي‭ ‬التوسع‭ ‬في‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ضمن‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التعاملات‭ ‬النقدية،‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬على‭ ‬التهرب‭ ‬الضريبي‭ ‬وصعوبة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬التدفقات‭ ‬المالية،‭ ‬كما‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تسهيل‭ ‬العمليات‭ ‬التجارية‭ ‬اليومية‭ ‬وتزويد‭ ‬التجار‭ ‬بأدوات‭ ‬رقمية‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬أنشطتهم‭ ‬وتعزيز‭ ‬وصولهم‭ ‬إلى‭ ‬النظام‭ ‬المصرفي‭.‬
 
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يرى‭ ‬محمد‭ ‬الذهبي،‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للمقاولات‭ ‬والمهن،‭ ‬أن‭ ‬دمج‭ ‬‮«‬مول‭ ‬الحانوت‮»‬‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الدفع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬طُموح‭ ‬مهم،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬بلادنا‭ ‬ستعرف‭ ‬تنظيم‭ ‬تظاهرة‭ ‬كروية‭ ‬مهمة‭ ‬سنة‭ ‬2030،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬يجب‭ ‬تفعيل‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬الضرورية‭ ‬لضمان‭ ‬نجاح‭ ‬العملية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تطرحها‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭.‬
 
وأضاف‭ ‬الذهبي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬عصرنة‭ ‬تجارة‭ ‬القرب‭ ‬تتطلب‭ ‬فتح‭ ‬نقاش‭ ‬حقيقي‭ ‬حول‭ ‬سلبيات‭ ‬وايجابيات‭ ‬الخطوة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأننا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬مول‭ ‬الحانوت‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬تتم‭ ‬عملية‭ ‬الدفع‭ ‬له‭ ‬بطرق‭ ‬مختلفة‭ (‬تضامنية‭ ‬وإنسانية‭ ‬تراعي‭ ‬إمكانية‭ ‬المدين‭ ‬المالية‭ ‬وتعتمد‭ ‬طريقة‭ ‬التقسيط‭ ‬في‭ ‬الدفع‭). ‬مستحضرا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬‮«‬الكريدي‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬فيه‭ ‬البائع‭ ‬دفترا‭ ‬يسجل‭ ‬فيه‭ ‬الأثمنة‭ ‬دون‭ ‬فوائد،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬الدفع‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬بطاقة‭ ‬الائتمان،‭ ‬التي‭ ‬تعتمد‭ ‬فيا‭ ‬الأبناك‭ ‬نسب‭ ‬فوائد‭ ‬عالية‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬1‭.‬50‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬و3‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضع‭ ‬المواطن‭ ‬العادي‭ (‬الذي‭ ‬يتقاضى‭ ‬أجرا‭ ‬ضئيلا‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬1000‭ ‬درهم‭)‬،‭ ‬أمام‭ ‬أعباء‭ ‬مالية‭ ‬ثقيلة‭.‬
 
وأوضح‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬للاتحاد‭ ‬العام‭ ‬للمقاولات‭ ‬والمهن،‭ ‬أننا‭ ‬اليوم‭ ‬‮«‬نناقش‭ ‬الرقمنة‭ ‬كفكرة‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬لم‭ ‬نعطها‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬استحالة‭ ‬تحقيقها‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الثلاث‭ ‬المقبلة‭. ‬داعيا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬إلى‭ ‬فتح‭ ‬نقاش‭ ‬حقيقي‭ ‬ومعمق‭ ‬بمشاركة‭ ‬كل‭ ‬القطاعات‭ ‬المعنية،‭ ‬وإقرار‭ ‬التدرج،‭ ‬لأن‭ ‬المعنيين‭ ‬هم‭ ‬المغاربة‭ ‬قاطبة،‭ ‬سواء‭ ‬بالمدن‭ ‬أو‭ ‬القرى‭ ‬والبوادي‭.‬
 
ونبه‭ ‬المتحدث،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إقناع‭ ‬المواطن‭ ‬بالرقمنة،‭ ‬رهين‭ ‬بكسب‭ ‬الثقة‭ ‬‮«‬‭ ‬شبه‭ ‬المنعدمة‮»‬‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬وبعض‭ ‬الجهات،‭ ‬مشددا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬النسيج‭ ‬المقاولاتي‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مقاولات‭ ‬صغرى‭ ‬وجد‭ ‬صغرى‭ ‬بنسبة‭ ‬95‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬60‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬منها‭ ‬قطاع‭ ‬غير‭ ‬مهيكل‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يطرح‭ ‬سؤالا‭ ‬جوهريا‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬نجاح‭ ‬تركيبة‭ ‬هذا‭ ‬النسيج‭ ‬المقاولاتي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اعتماد‭ ‬نظام‭ ‬رقمي‭. ‬

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار