
العلم الإلكترونية - عبد القادر خولاني
في إطار اهتمام جامعة عبد المالك السعدي بتطوان بقضايا التحول الرقمي و التنمية الحضرية المستدامة ، و تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز الابتكار و التكنولوجيات الحديثة في خدمة التنمية ،وتحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله ، و بمبادرة من جامعة عبد المالك السعدي والمدرسة العليا للأساتذة بتطوان ، و بشراكة مع عمالة المضيق الفنيدق و جماعة تطوان و المجلس الإقليمي لتطوان ، وعدد من المؤسسات المتدخلة الوطنية و الدولية ، احتضنت قاعة الندوات التابعة لهيئة المحامين بتطوان ، أشغال افتتاح الدورة الثانية لمؤتمر البحر الأبيض المتوسط للمدن الذكية ، يوم الإثنين 13 أكتوبر 2025 و التي ستستمر إلى غاية 15 منه ، تحت شعار " بناء مستقبل مدن مرنة ، شاملة و مستدامة من أجل حياة أفضل ".
ويأتي تنظيم هذه الدورة بعد النجاح اللافت الذي حققته الدورة الأولى التي انعقدت بمدينة مرتيل و تطوان في شهر مايو 2024 ، والتي عرفت تفاعلا كبيرا ومشاركة واسعة من طرف الخبراء والمهتمين، خاصة في ظل الطفرة التكنولوجية التي يشهدها العالم اليوم، وظهور موجة الذكاء الاصطناعي، ما يجعل هذا المؤتمر فضاء حيوي لمناقشة وتبادل الأفكار والخبرات حول أفضل الممارسات في تطوير المدن الذكية، والتطرق إلى التحديات المطروحة والحلول الممكنة لتحقيق مدن مستدامة، شاملة وفعالة بهدف جعل مدينتا تطوان ومرتيل نموذج مدن ذكية على جميع المستويات وتحسين جودة الحياة بالنسبة للساكنة.
وقد جرى حفل افتتاح المؤتمر بحضور عامل إقليم تطوان، عبد الرزاق المنصوري، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي، بوشتى المومني، و السيد رشيد بن المختار بن عبد الله أكاديمي و خبير ووزير سابق ، و رئيس المجلس الجماعي بتطوان وسيجمع هذا المؤتمر المفكرين وخبراء التكنولوجيا وطلبة الباحثين ليكتشفوا مستقبل المدن الذكية في العصر الرقمي من خلال مناقشة التحديات في ظل التطورات التكنولوجية واقتراح حلول مبتكرة ومستدامة لهذه المدن، من خلال أنشطة مختلفة من بينها المحاضرات والعروض والحصص التقنية وجلسات المناقشة والورشات والدروس التكوينية.
وفي كلمة بالمناسبة، أكد بوشتى المومني على أن هذا المؤتمر العلمي الهام يعرف مشاركة ثلة من الخبراء الوطنيين والدوليين القادمين من دول منطقة البحر الأبيض المتوسط ومن خارجها، وذلك من أجل مناقشة وتدارس موضوع ذو أهمية كبيرة لمستقبل المدن، خصوصا في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يعرفها عالم اليوم، وبحث في كيفية مواجهة التحديات التي ينتجها هذا التطور عبر اقتراح حلول مبتكرة، وذات قيمة مضافة لمواجهة الرهانات المرتبطة بالمدينة.
وأشار إلى أن المؤتمر يتمحور أيضا حول الاستفادة مما توفره تكنولوجيا المعلومات للإسراع بتحقيق أهداف التنمية المنشودة ودعم اندماج المغرب، بمقاولاته وجامعاته، في الاقتصاد العالمي للمعرفة، تماشيا مع أهداف النموذج التنموي الجديد والسياسة الحكومية الجديدة لتسريع وتيرة التحول الرقمي بالمغرب، مبرزا أن المؤتمر يعد ايضا فرصة لتقديم رؤى متعددة التخصصات في مجال المدن الذكية، وعرض أحدث نتائج الأبحاث واستعراض الرهانات الجديدة والتعاون وتطوير الشراكات، واقتراح حلول مبتكرة لمواجهة الرهانات المرتبطة بالمدينة الذكية، مع تعزيز قدرتها على الصمود المستدام ومواجهة الكوارث.
واعتبر بوشتى المومني أن تنظيم هذا المؤتمر يأتي في إطار الدينامية الجديدة للبحث العلمي والابتكار بجامعة عبد المالك السعدي، والتي تركز على أهداف الأمم المتحدة الإنمائية، عبر تعزيز البحث العلمي ونشر المعرفة، إلى جانب المساهمة في النمو السوسيو-اقتصادي لجهة طنجة تطوان الحسيمة بصفة خاصة، والمغرب بصفة عامة، كما يتميز بمشاركة العديد من الخبراء المغاربة والدوليين في مجال المدن الذكية.
مضيفا في كلمته بالمناسبة، أن المؤتمر سيشهد مشاركة كبيرة لخبراء وأكاديميين من عدة جنسيات، والذين سيناقشون موضوع المدن الذكية، ويطمح المؤتمر من خلال أشغال الجلسات العامة والموائد المستديرة والعروض البحثية والتكنولوجية والمسابقات، إلى أن يشكل منصة متعددة التخصصات لمعالجة التحديات المعقدة التي تواجه المدن في جميع أنحاء العالم، فضلا عن تعزيز الروابط بين المصنعين والمهندسين والباحثين والطلبة والأساتذة، وغيرهم من الجهات الفاعلة في مجال المدن الذكية على الصعيدين الوطني والدولي.
وأجمع مختلف المتدخلين أن المؤتمر يروم أيضا تقديم رؤى متعددة التخصصات في مجال المدن الذكية، وعرض أحدث نتائج الأبحاث واستعراض الرهانات الجديدة والتعاون وتطوير الشراكات، وتعزيز الروابط بين المصنعين والمهندسين والباحثين والطلبة والأساتذة وغيرهم من الجهات الفاعلة في قطاع المدن الذكية على الصعيدين الوطني والدولي، وتعزيز خبرة المغرب في هذا المجال.
مضيفين في كلمتهم بأن انعقاد المؤتمر يتماشى مع الخيار الاستراتيجي في إطار النموذج التنموي الجديد للمملكة المغربية، تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية، الرامي إلى تحسين الحكامة الترابية لتدبير الشأن العام المحلي والتركيز على اقتصاد المعرفة والاقتصاد الرقمي، مبرزين أن المدن صارت تواجه تحديات مجتمعية ورهانات تنموية كبيرة ومتعددة، مرتبطة بالتزايد السكاني والتوسع العمراني وتطور العرض الخدماتي وارتفاع الضغط على البنيات التحتية وأهمية ضمان التوازنات البيئية.
ويعول على المؤتمر أن يقترح حلولا مبتكرة، وذات قيمة مضافة عالية، لمواجهة الرهانات المرتبطة بالمدينة الذكية من أجل المساهمة في بناء كفاءات عالية في هذا المجال، إلى جانب تقديم عرض صناعي وتكنولوجي لمنظومة المدن الذكية في العالم من خلال تنظيم معرض التكنلوجيا والابتكار في مجال المدن الذكية، ماراثون تنافسي يمتد لثلاثة أيام لتقديم حلول رقمية ذكية وتطوير تطبيقات رقمية، ورشات عمل، عروض مشاريع، وفرص للتواصل بين مختلف الفاعلين....