Quantcast
2024 ماي 9 - تم تعديله في [التاريخ]

حماقات‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭

الجزائر‭ ‬تتحدى‭ ‬الإمارات‭ ‬وتهدد‭ ‬إسبانيا‭ ‬مجددا‭ ‬بقطع‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬


حماقات‭ ‬قصر‭ ‬المرادية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنتهي‭
العلم الإلكترونية - رشيد زمهوط 

في‭ ‬خطوة‭ ‬انتحارية‭ ‬جديدة‭ ‬و‭ ‬غير‭ ‬محسوبة‭ ‬العواقب‭ ‬لنظام‭ ‬قصر‭ ‬المرادية،‭ ‬هددت‭ ‬الجزائر‭ ‬بوقف‭ ‬ضخ‭ ‬غازها‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬إسبانيا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬قيام‭ ‬الأخيرة‭ ‬ببيع‭ ‬أسهم‭ ‬شركة‭ ‬ناتورجي‭ ‬،‭ ‬أكبر‭ ‬متعامل‭ ‬للغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬بإسبانيا‭ ‬والتي‭ ‬تمتلك‭ ‬حصة‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬الرابط‭ ‬بين‭ ‬الجزائر‭ ‬وإسبانيا‭ .‬
 
وأفادت‭ ‬قصاصة‭ ‬لوكالة‭ ‬رويترز‭ ‬للأنباء‭ ‬تأكيدا‭ ‬لمصدر‭ ‬مطلع‭ ‬بالجزائر‭ ‬بأن‭ ‬بلاده‭ ‬ستتوقف‭ ‬عن‭ ‬تسليم‭ ‬الغاز‭ ‬لشركة‭ ‬ناتورجي‭ ‬إذا‭ ‬بيعت‭ ‬أسهمها‭ ‬لشركة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬ضمنية‭ ‬لمؤسسة‭ ‬طاقة‭ ‬الإماراتية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬أعلنت‭ ‬قبل‭ ‬أسابيع‭ ‬عن‭ ‬مفاوضات‭ ‬جارية‭ ‬مع‭ ‬مساهمين‭ ‬بالمؤسسة‭ ‬الإسبانية‭ ‬لحيازة‭ ‬أغلب‭ ‬أسهمها‭.‬
 
وترتبط‭ ‬شركة‭ ‬سوناطراك‭ ‬الجزائرية‭ ‬مع‭ ‬ناتورجي‭ ‬الإسبانية‭ ‬بعقود‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬سنة‭ ‬2032،‭ ‬لإمداد‭ ‬إسبانيا‭ ‬بالغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬تمتلك‭ ‬نصف‭ ‬أسهم‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬“ميدغاز”،‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬الجزائر‭ ‬بإسبانيا‭ ‬عبر‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط،‭ ‬بينما‭ ‬تمتلك‭ ‬ناتورجي‭ ‬الباقي‭.‬
 
رويترز‭ ‬نقلت‭ ‬أول‭ ‬أمس‭ ‬الثلاثاء‭ ‬عن‭ ‬شركة‭ ‬ناتورجي‭ ‬تأكيدها‭ ‬أن‭ ‬عقودها‭ ‬لتوريد‭ ‬الغاز‭ ‬مع‭ ‬الجزائر‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬أي‭ ‬بنود‭ ‬قد‭ ‬تتأثر‭ ‬بالتغييرات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تمس‭ ‬هيكل‭ ‬مساهمي‭ ‬المؤسسة‭.‬
 
و‭ ‬سبق‭ ‬للجزائر‭ ‬قبل‭ ‬سنتين‭ ‬أن‭ ‬هددت‭ ‬بفسخ‭ ‬العقد‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬شركة‭ ‬الطاقة‭ ‬“سوناطراك”‭ ‬المملوكة‭ ‬للدولة‭ ‬مع‭ ‬زبائنها‭ ‬الإسبان،‭ ‬بعد‭ ‬قرار‭ ‬مدريد‭ ‬بترخيص‭ ‬التدفق‭ ‬العكسي‭ ‬عبر‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬المغاربي‭- ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬المغرب‭ .‬
 
وحذرت‭ ‬وزارة‭ ‬الطاقة‭ ‬الجزائرية‭ ‬حينها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬كمية‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الجزائري‭ ‬المصدرة‭ ‬إلى‭ ‬إسبانيا‭ ‬تكون‭ ‬وجهتها‭ ‬غير‭ ‬تلك‭ ‬المنصوص‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬العقود،‭ ‬ستعتبر‭ ‬إخلالا‭ ‬بالالتزامات‭ ‬التعاقدية‭ ‬وقد‭ ‬تفضي‭ ‬بالتالي‭ ‬إلى‭ ‬فسخ‭ ‬العقد‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬سوناطراك‭ ‬بزبائنها‭ ‬الإسبان‭.‬
 
و‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬الجزائري‭ ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬تبون،‭ ‬قد‭ ‬أمر‭ ‬نهاية‭ ‬أكتوبر‭ ‬2022،‭ ‬بعدم‭ ‬تجديد‭ ‬عقد‭ ‬استغلال‭ ‬خط‭ ‬أنابيب‭ ‬الغاز‭ (‬المغاربي‭ -‬الأوروبي‭) ‬الذي‭ ‬يزود‭ ‬إسبانيا‭ ‬بالغاز‭ ‬الجزائري‭ ‬مرورا‭ ‬بالمغرب،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬شهرا‭ ‬من‭ ‬قرار‭ ‬بلاده‭ ‬قطع‭ ‬علاقاتها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬مع‭ ‬الرباط‭ ‬للسبب‭ ‬ذاته‭.‬
 
ومنذ‭ ‬ذلك،‭ ‬اقتصرت‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬الجزائري‭ ‬لإسبانيا‭ ‬على‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬البحري‭ ‬“ميدغاز”‭ ‬الذي‭ ‬وضع‭ ‬في‭ ‬الخدمة‭ ‬عام‭ ‬2011‭.‬
 
وبعد‭ ‬تخلي‭ ‬النظام‭ ‬الجزائري‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬واحد‭ ‬عن‭ ‬أنبوب‭ ‬الغاز‭ ‬المغاربي‭ ‬العابر‭ ‬للمغرب‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬جنوب‭ ‬إسبانيا،‭ ‬تحولت‭ ‬ملكيته‭ ‬للمغرب‭ ‬الذي‭ ‬أطلق‭ ‬من‭ ‬حينه‭ ‬أوراشا‭ ‬ضخمة‭ ‬لتأهيل‭ ‬الخط‭ ‬الغازي‭ ‬لاستقبال‭ ‬جزء‭ ‬هام‭ ‬من‭ ‬حاجياته‭ ‬من‭ ‬الغاز‭ ‬الطبيعي‭ ‬عبر‭ ‬عملية‭ ‬الضخ‭ ‬العكسي‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الجنوب‭ ‬الإسباني‭ .‬
 
وفشلت‭ ‬محاولات‭ ‬متعددة‭ ‬للجزائر‭ ‬لابتزاز‭ ‬حكومة‭ ‬مدريد‭ ‬و‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭ ‬بورقة‭ ‬الغاز‭ ‬لحملها‭ ‬على‭ ‬التراجع‭ ‬عن‭ ‬موقفها‭ ‬المساند‭ ‬لوحدة‭ ‬المغرب‭ ‬الترابية‭ .‬
 
وبموجب‭ ‬الخطوة‭ ‬التحذيرية‭ ‬الجديدة‭ ‬لمدريد،‭ ‬يسعى‭ ‬حكام‭ ‬الجزائر‭ ‬الى‭ ‬تحدي‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬عبر‭ ‬إفشال‭ ‬مساعيها‭ ‬لانجاع‭ ‬صفقة‭ ‬تنتقل‭ ‬بموجبها‭ ‬أغلبية‭ ‬أسهم‭ ‬عملاق‭ ‬الغاز‭ ‬الإسباني‭ ‬ناتورجي‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬طاقة‭ ‬الإماراتية‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬وضع‭ ‬الامارة‭ ‬الخليجية‭ ‬اليد‭ ‬على‭ ‬أكبر‭ ‬خط‭ ‬غازي‭ ‬جزائري‭ ‬لتزويد‭ ‬شبه‭ ‬الجزيرة‭ ‬الإيبيرية‭ ‬بالغاز‭ ‬وفق‭ ‬عقود‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬ملزمة‭ ‬للطرفين‭.‬
 
وسبق‭ ‬لوزيرة‭ ‬الطاقة‭ ‬والتحول‭ ‬البيئي‭ ‬الإسبانية،‭ ‬أن‭ ‬لمحت‭ ‬قبل‭ ‬سنتين‭ ‬الى‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬التحكيم‭ ‬الدولي‭ ‬حال‭ ‬قطع‭ ‬إمدادات‭ ‬الغاز‭ ‬الجزائري‭ ‬إلى‭ ‬إسبانيا‭.‬
 
جاء‭ ‬ذلك‭ ‬عقب‭ ‬قيام‭ ‬الجزائر‭ ‬بتعليق‭ ‬معاهدة‭ ‬الصداقة‭ ‬وحسن‭ ‬الجوار‭ ‬التي‭ ‬تربطها‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بمدريد‭ ‬انتقاما‭ ‬من‭ ‬موقف‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسباني‭ ‬بيدرو‭ ‬سانشيز‭ ‬حول‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‭ .‬

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار