Quantcast
2023 نونبر 26 - تم تعديله في [التاريخ]

كاستلز يكتب: "الشجاعة التي يمتلكها بيدرو سانشيز"

واجه الضجة السياسية لليمين الفاشي بروح هادئة


العلم - ترجمة أنس الشعرة

تقدم "العلم"، ترجمة حصرية لمقال رأي كتبه الفيلسوف والسوسيولوجي الإسباني، مانويل كاستلز، تحتَ عنوان: شجاعة بيدرو سانشيز، في صحيفة لابانغورديا الإسبانية. وذلكَ بمناسبة تصدره المشهد السياسي، في إسبانيا بعد خوضه معركة سياسية قوية ضد اليمين المعارض لسياسات سانشيز، والتي كانت تستهدف التوصل إلى حل دستوري، من أجل عفو عام على زعماء كتالونيا الإنفصاليين، وفيما يلي نص الترجمة:

في شتنبر عام 2016، نشرت في صحيفة لابانغورديا مقالًا بنفس العنوان. وأشرت فيه إلى شجاعة الأمين العام، لحزب العمال الاشتراكي الإسباني، الذي رفض بشكل حازم إعادة انتخاب السيد راخوي لرئاسة الحكومة، والذي كان مشتبهًا به في قضايا الفساد. حيث كثرت الانتقادات ضده من قبل الإعلام المدريدي وكل اليمين، بالإضافة إلى الجناح القديم لحزب العمال الاشتراكي.

كان فيليبي غونزاليث مؤيدًا لـ "تحالف كبير" على غرار النظام الألماني، مع تعطيل أي تحالف يتم بين الأحزاب اليسارية، بينما كان بيدرو سانشيز يدرك الكارثة التي أدت إليها هذه السياسة في الديمقراطية الاجتماعية الأوروبية، إذ كانَ هدفه استعادة جذور اليسار لحزب العمال الاشتراكي الإسباني.

تحدي بيدرو سانشيز، تم تحطيمه بواسطة مؤامرة في اللجنة الفيدرالية التي قادها بشكل خفي فيلبي غونزاليث، الذي كان دائمًا يرغب في تعيين خلفائه "على الطريقة المكسيكية". حيث تم عزل سانشيز وإبقائه في منطقة الظل، ثم باستخدام "كتيب المقاومة" الخاص به، قام بحملة من مدينة إلى مدينة، بدون موارد، وفاز بفارق كبير في المؤتمر الجديد للحزب. بعد ذلكَ استندَ إلى بوديموس، للوصول إلى الحكومة في عام 2018.

تَجاوز اللحظات الغامضة في التفاوض مع بوديموس وثيودادنوس، اللذين لم يكونا متفقين مع كتالونيا. مما فرض عليه الاتفاق مع المادة 155 في أكتوبر 2017، بالرغم من أن حزبه لم يفهم هذا جيدًا. إلا أن كان دائمًا يتوجه نحو استعادة حزب العمال الاشتراكي الإسباني اليساري. معاصرًا للخطاب النسوي والخطاب الإيكولوجي. مصرًا على ترسيخ حكومة تقدمية، وبناء كتلة تاريخية متعددة الروافد الوطنية ومتنوعة، لتحقيق تغيير اجتماعي عميق. الشيء الذي تطلب توطين التعايش مع كتالونيا من خلال الحوار والنقاش، وكان ذلك يعني العفو العام، عن القادة المسجونين والتفاوض مع الانفصاليين. داخل إطار الدستور الإسباني لأنه هو الطريق الذي سلكه من أجل ضمانِ شرعيته.

ستحصل مسألة العفو العام، ربما في المستقبل، وربما عبر أمد ما أيضا استفتاء لتقرير المصير، سانشيز كان يعلم جيدًا أن حزبه يواجه صعوبات للاستمرار في هذا الاختيار، إلا أنه يعلم أيضًا أن العفو العام كان ضروريًا. حيث سعى إلى تحقيق اتفاق دستوري متفق عليه مع الانفصاليين، وتحدى نفسه لخوض المعركة في الوقت الذي لم تكن هناك طريقة أخرى لتجنب تولي اليمين الفاشي الحكم في إسبانيا. ومن هنا أتت هذه "الضرورة بوصفها فضيلة"، واتخذ الخطوة في ظروف لا يستطيع معظم أعضاء حزبه فهمها.

ومرة أخرى، راهن على كل شيء، ضد كل شيء، مواجهًا بروح هادئة الضجة السياسية التي قادها ضده اليمين الفاشي والفرانكاوية البائدة التي تهدد بتعكير سلام الوطن، معتبرًا أن الزمن يشفي كل شيء تقريبًا، فمواصلة التعمق في الإصلاحات الاجتماعية والمؤسساتية، وتحسين حياة الناس وظروف معيشتهم، يقضي على الطبقة "الإيديولوجية الانفعالية" بوصفها سلطة تقليدية تتلاعب بوعي المواطنين. ويكفي أن نقرأ قائمة المظلومين الذين ينادون بإنقاذ إسبانيا لنتعرف على النخب البيروقراطية والاقتصادية والإدارية، التي رأت دائمًا إسبانيا ككيان أحادي القومية و"برعاية الإله".

تغيير هذا التاريخ الذي سمم هذه البلاد لقرون، لن يكون سهلاً ويتطلب الكثير من الشجاعة، الشجاعة التي يمتلكها بيدرو سانشيز.

              

















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار