Quantcast
2025 أغسطس 18 - تم تعديله في [التاريخ]

‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬التخزين‭ ‬المائي‭ ‬و‭ ‬مواصلة‭ ‬مشاريع‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬و‭ ‬التحلية‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬أولوية‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬2026‭ ‬

الخبير‭ ‬بوعزيز‭:‬‭ ‬المغرب‭ ‬قطع‭ ‬أشواطا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬وهي‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مكملة‭ ‬وليست‭ ‬بديلة‭ ‬


العلم‭: ‬نهيلة‭ ‬البرهومي

تنفيذا‭ ‬لتعليمات‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬الذي‭ ‬يولي‭ ‬أهمية‭ ‬كبيرة‭ ‬للوضع‭ ‬المائي‭ ‬بالمغرب،حيث‭ ‬مافتئ‭ ‬يؤكد‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة‭ ‬ضرورة‭ ‬اعتماد‭ ‬تدبير‭ ‬استباقي‭ ‬ومستدام‭ ‬للموارد‭ ‬المائية،‭ ‬شكل‭ ‬تدبير‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أولويات‭ ‬مشروع‭ ‬قانون‭ ‬المالية‭ ‬لسنة‭ ‬2026‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬وأكدته‭ ‬المذكرة‭ ‬التوجيهية‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬الوزارية،‭ ‬والتي‭ ‬جاء‭ ‬فيها‭ ‬‮«‬أنه‭ ‬وبعد‭ ‬توالي‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الجفاف‭ ‬والضغط‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬انخرطت‭ ‬بلادنا‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬طموحة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬ولوج‭ ‬مستدام‭ ‬للماء،‭ ‬وهكذا‭ ‬ستعرف‭ ‬سنة‭ ‬2026‭ ‬تعزيز‭ ‬قدرات‭ ‬التخزين‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سدي‭ ‬بني‭ ‬عزيمان‭ ‬وسيدي‭ ‬عبو،‭ ‬ليساهما‭ ‬بذلك‭ ‬في‭ ‬ضمان‭ ‬تزويد‭ ‬المناطق‭ ‬المعنية‭ ‬بحاجياتها‭ ‬من‭ ‬المياه‮»‬‭.‬
 
وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تعمل‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬الربط‭ ‬المائي‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬المائية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬بين‭ ‬الأحواض‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬فائضا‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬تعرف‭ ‬خصاصا‭ ‬بشكل‭ ‬يضمن‭ ‬التوزيع‭ ‬الترابي‭ ‬الأمثل‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬هذه‭ ‬الموارد،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تفعيل‭ ‬خارطة‭ ‬الطريق‭ ‬الوطنية‭ ‬لتحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬بهدف‭ ‬بلوغ‭ ‬طاقة‭ ‬إنتاجية‭ ‬تتجاوز‭ ‬1‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬سنة‭ ‬2030‭ ‬أي‭ ‬مضاعفة‭ ‬القدرة‭ ‬الحالية‭ ‬بخمس‭ ‬مرات‭ ‬لتلبية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬الحاجيات‭ ‬الوطنية‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬الشروب‭ ‬وسقي‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلاحية‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الاستراتيجية‭.‬
 
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يرى‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬الكبرى‭ ‬والفعالة‭ ‬في‭ ‬وقتنا‭ ‬الراهن،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الحكومة‭ ‬والوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬تعملان‭ ‬معا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إرساء‭ ‬هذه‭ ‬الأوراش‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المدن‭ ‬المغربية،‭ ‬مستدلين‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بمشروع‭ ‬محطة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء‭ ‬الكبرى،‭ ‬حيث‭ ‬ستدخل‭ ‬هذه‭ ‬المحطة‭ ‬أولى‭ ‬مراحل‭ ‬تشغيلها‭ ‬بطاقة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬200‭ ‬مليون‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬متم‭ ‬سنة‭ ‬2026‭.‬
 
خطوة‭ ‬اعتبرها‭ ‬المختصون‭ ‬حلا‭ ‬ناجعا‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المملكة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬إنجاز‭ ‬ثماني‭ ‬محطات‭ ‬إضافية‭ ‬لتحلية‭ ‬المياه،‭ ‬وذلك‭ ‬بطاقة‭ ‬إجمالية‭ ‬تفوق‭ ‬1‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬سنويا‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬سنة‭ ‬2031‭.‬
 
من‭ ‬جهته،‭ ‬أكد‭ ‬عيماد‭ ‬بوعزيز،‭ ‬المهندس‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العمومي‭ ‬والخبير‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الماء،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬قطع‭ ‬أشواطا‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬معتبرا‭ ‬إياها‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬مكملة‭ ‬وليست‭ ‬بديلة‭.‬
 
وقال‭ ‬بوعزيز‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ»العلم‮»‬،‭ ‬إن‭ ‬المملكة‭ ‬اليوم‭ ‬تعيش‭ ‬فترة‭ ‬الاجهاد‭ ‬المائي،‭ ‬مفسرا‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬يحسب‭ ‬بحصة‭ ‬الفرد‭ ‬سنويا‭ ‬من‭ ‬الماء،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬الستينات‭ ‬تفوق‭ ‬2000‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬بينما‭ ‬تراجعت‭ ‬حاليا‭ ‬إلى‭ ‬500‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭.‬
 
وأفاد‭ ‬ذات‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬التساقطات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تسجل‭ ‬سنويا‭ ‬22‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب،‭ ‬يتم‭ ‬تخزين‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬12‭ ‬إلى‭ ‬15‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬السدود،‭ ‬والباقي‭ ‬يتسرب‭ ‬إلى‭ ‬مياه‭ ‬جوفية،‭ ‬انخفضت‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬إلى‭ ‬10‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬الخبير‭ ‬رقما‭ ‬مخيفا،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬جل‭ ‬سدود‭ ‬المملكة‭ ‬شبه‭ ‬جافة،‭ ‬مع‭ ‬تسجيل‭ ‬استمرار‭ ‬انخفاض‭ ‬مستوى‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية‭.‬
 
ويرى‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬الضرورة‭ ‬اليوم‭ ‬تستدعي‭ ‬اعتماد‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الساحلية‭ (‬من‭ ‬السعيدية‭ ‬إلى‭ ‬الكويرة‭)‬،‭ ‬نظرا‭ ‬لأن‭ ‬عملية‭ ‬توزيع‭ ‬واستهلاك‭ ‬الماء‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬تتوزع‭ ‬على‭ ‬الشكل‭ ‬الآتي‭: ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬80‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬للفلاحة،‭ ‬و10‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬للشرب،‭ ‬وما‭ ‬تبقى‭ ‬للصناعة،‭ ‬معتبرا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬عينه‭ ‬أن‭ ‬توفير‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬للفلاحة‭ ‬هو‭ ‬ضمان‭ ‬رزق‭ ‬شريحة‭ ‬مهمة‭ ‬تناهز‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المغرب‭.‬
 
وأبرز‭ ‬المصدر‭ ‬ذاته،‭ ‬أن‭ ‬استراتيجية‭ ‬التحلية‭ ‬مهمة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لضمان‭ ‬الماء‭ ‬الشروب،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬إما‭ ‬الجوفية‭ ‬أو‭ ‬السطحية‭ ‬من‭ ‬بعد‭ ‬التساقطات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬عرفتها‭ ‬المملكة‭ ‬والتي‭ ‬أنعشت‭ ‬السدود،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬البلاد‭.‬
 
وطالب‭ ‬بضرورة‭ ‬الإكثار‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬لضمان‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬للشرب،‭ ‬تنفيذا‭ ‬للرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لسنة‭ ‬2030،‭ ‬والتي‭ ‬تروم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى1‭.‬7‭ ‬مليار‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬معالج‭ ‬في‭ ‬السنة،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬مراعاة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الشروط‭ ‬قبل‭ ‬إحداث‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬ومنها‭ ‬الشروط‭ ‬التقنية‭ (‬أي‭ ‬طريقة‭ ‬تقنية‭ ‬تلائم‭ ‬وضعية‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الجغرافية‭ ‬والمناخية‭ ‬ونسبة‭ ‬الاحتياجات‭)‬،‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والبيئية‭.‬
 
ودعا‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬موازية‭ ‬لإحداث‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬معالجة‭ ‬المياه‭ ‬العادمة،‭ ‬واستغلالها‭ ‬في‭ ‬سقي‭ ‬المناطق‭ ‬الخضراء‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬لبعض‭ ‬المدن‭. ‬

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار