Quantcast
2020 يونيو 27 - تم تعديله في [التاريخ]

العطش وندرة المياه خطر داهم يزحف

انشغل المغاربة، مسؤولون ومواطنون بتطورات الحالة الوبائية في المغرب، غير مبالين لأخطار أخرى تتهدد حياتهم يوما بعد يوم. وقد تنبه مواطنون لخطر داهم، يزحف ببطء على البلاد والعباد، والمتمثل في ندرة المياه، سواء الصالحة للشرب أو مياه سفي الضيعات الفلاحة.


السلطات الجزائرية تستنزف الفرشة المائية لمنطقة فكيك وخبراء الماء يقرعون أجراس الإنذار

وقالوا إنه لولا الحجر الصحي لما خرجت مسيرات العطش لتجوب شوارع المدن المتضررة في مختلف أرجاء هذا الوطن، بالرغم من المجهودات الحثيثة والمتواضعة، التي تبدلها الدولة، والتي تبقى غير كافية أمام تزايد وتيرة الجفاف وقلة التساقطات وفي ظل تعدد المتدخلين، وغياب تصور شمولي لأزمة الماء بالمغرب. واعتبر هؤلاء المواطنون ندرة المياه كرة ثلج تزداد حجما مع التدحرج، لتتجاوز في خطورتها، برأيهم، فيروس كورونا بكثير.

البيانات الصادرة أخيرا من مصالح الماء بوزارة التجهيز، تؤكد تراجع مستوى حقينة السدود إلى 47.8 بالمائة في حدود الأسبوع الماضي، مقابل 57.1 بالمائة في الفترة نفسها من السنة الماضية، ويرجع تدهور في كميات المياه المخزونة في السدود المغربية إلى تراجع مستوى التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي الحالي وهو ما يفسر انخفاض الحقينة الاجمالية للسدود بالمغرب من 9 ملايير متر مكعب في منتصف شهر يونيو من السنة الماضية إلى 7.4 ملايير متر مكعب في الفترة نفسها من السنة الجارية.

مصطفى بوحيدوس الخبير في قضايا الماء، قال في تصريح لجريدة “العلم” إن سياسة الماء في المغرب تستهين بالدراسات المنجزة من طرف خبراء في المجال، موضحا أنها سياسة الهروب إلى الأمام ، وأن الأرقام التي تقدم عن  حقينة السدود الكبرى غير مبنية على معطيات حقيقية وواقعية، كما أن سياسة الحكومة في هذا المجال لا تنتصر لأسلوب تدبير عقلاني وموضوعي لهذه المياه.

وأضاف بوحيدوس، أن الكثير من السدود لا تخضع بشكل منتظم للاستصلاح، والكثير من هذه السدود لا يتوفر على مركبات حديثة لجرف الأوحال التي تشكل 67 بالمائة من حقينة هذه السدود.

ودعا كل المسؤولين والجهات التي لها علاقة بتدبير الماء إلى وضع استراتيجية واضحة المعالم، وإشراك الخبراء في هذه الاستراتيجية، وفي كل المبادرات التي تتوخى التعاطي مع قضايا الماء بالمغرب.

 وأكد المصدر ذاته، أن كل مواطن مغربي في حاجة إلى 70 لترا من الماء يوميا، وأن الفلاحة في المغرب تستفيد لوحدها من 80 بالمائة من الاحتياطي الوطني من هذه المادة، الشيء الذي يفرض إعادة النظر في أساليب استعمال الماء، وإعادة النظر في الحلول المقترحة، خاصة مسألة تحلية مياه البحر، وكذلك السقي، سواء بالتنقيط او السقي الباطني.  

ويتوقع هذا الخبير استمرار تراجع حقينة السدود خلال فصل الصيف بسبب التبخر والاستهلاك غير المعقلن في الوسط الحضري وفي الفلاحة، بالإضافة إلى البطء في إقامة السدود التلية في المناطق التي تعرف جفافا مضطردا، وهي المناطق التي تشهد احتجاجات ومسيرات يطلق عليها مسيرات العطش.

مصادر متطابقة، دقت ناقوس الخطر من إقليم فكيك، ونبهت إلى قضية خطيرة جدا، وهي أن الفرشة المائية لهذه المنطقة تستنزف بالمكشوف من الدولة الجزائرية، خاصة في ثلاث مناطق، العرجة، ملياس، وزوزفانة.

وقالت مصادرنا إن السلطات الجزائرية رخصت لشركة صينية بالمنطقة على أساس حفر 10 آبار ب 400 متر في العمق لتزويد منطقة بشار بالماء ومناطق جزائرية أخرى، في حين يمنع تجاوز 30 مترا في العمق في المناطق المغربية.

 

العلم الإلكترونية: عزيز اجهبلي


              
















MyMeteo



Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار