العلم الإلكترونية - هشام الدرايدي
يخطو المغرب أولى خطواته في عالم رياضة التزلج على الجليد، من خلال مشاركة المتزلج المغربي الشاب بيترو ترينكينا في افتتاح كأس العالم للتزلج الألبي، التي تحتضنها مدينة سولدن النمساوية.
ويعتبر ترينكينا، البالغ من العمر 22 سنة والمزداد في جبال الألب الإيطالية، أول متزلج مغربي وعربي يمثل العالم العربي في منافسات الاتحاد الدولي للتزلج، وثاني إفريقي بعد المتزلج السنغالي لامين غي الذي خاض أول تجربة إفريقية في هذه البطولة العالمية منذ ثمانينات القرن الماضي.
ومن المرتقب أن يشارك الشاب ممثلا المغرب حاملا صدرية رقم 72 في سباق المنعرجات العملاقة مواجها أبرز أبطال العالم في هذه الرياضة التقنية الشاقة، وسيتعين عليه أن يحتل أحد المراكز الثلاثين الأولى لضمان عبوره إلى الجولة الثانية من المنافسة.
وتعتبر هذه المشاركة التاريخية لحظة فخر للمغرب، إذ تؤكد قدرة الرياضيين المغاربة على اختراق مجالات رياضية جديدة، حتى تلك التي ترتبط عادة بالمناخات الباردة والتضاريس الجبلية الخاصة، والتي تبرمج في الألعاب الأولمبية الشتوية.
ورغم هذه المشاركة اللافتة، إلا أنها تبقى فردية مما تطرح ضرورة عمل الجامعة الملكية المغربية للرياضات الجبلية والشتوية إلى أهمية الاستثمار في هذا الصنف الرياضي الواعد، الذي لا يزال محدود الحضور في المشهد الرياضي الوطني.
فوجود متزلج شاب مثل بيترو ترينكينا على منصة دولية بهذا المستوى والذي ينتظر منه الكثير، يصور لنا حجم الطاقة الكامنة لدى الشباب المغربي المقيم داخل البلاد وخارجها، ويؤكد أن المغرب يملك ما يكفي من المواهب لتطوير رياضات نوعية قادرة على رفع راية الوطن في كبرى المحافل الدولية.
كما أن دعم الجامعة لهذا النوع من المواهب من خلال خلق برامج تكوين، والتنقيب على المواهب، وتخصيص منح رياضية، وتأطير تقني متخصص من شأنه أن يجعل المغرب رائدا في الرياضات الشتوية مستقبلا، خاصة وأن مناطق مثل إفران، وأوكايمدن، وميدلت، وبولمان تتوفر على مؤهلات طبيعية وبنى تحتية يمكن تطويرها لتكون مدارس وطنية للتزلج والرياضات الجبلية، وهي دعوة جادة للعمل على مثل هذه الرياضات واقتفاء أثر الكرة المغربية والاقتداء بما تقوم به جامعة فوزي لقجع، التي أصبحت اليوم حديث العالم.
فالمغرب بلد ينجب مواهب تعشق التحدي ولعب الأدوار الطلائعية، وبيترو ترينكينا نموذج لجيل جديد من المغاربة الذين يحملون طموحهم إلى أبعد الحدود، فقد نجح في تمثيل المملكة في بطولة من أعلى مستويات المنافسة الرياضية العالمية، وبلغ يعلو كأسه إلى المنافسة على كأس العالم، وإيمانه بأن الانتماء للوطن لا تحده الجغرافيا أو التسمية، دفعا به لحمل القميص الوطني في منافسة لم يشهد المغرب المشاركة فيها سابقا، فهنيئا لنا بهكذا جيل وهكذا أبطال، الذين يبحثون ويجدون لجلب المجد إلى المملكة.
رئيسية 








الرئيسية


