Quantcast
2025 نوفمبر 26 - تم تعديله في [التاريخ]

بعد‭ ‬تفشيها‭ ‬في‭ ‬إثيوبيا‭.. ‬حمى‭ ‬ماربورغ‭ ‬تثير‭ ‬مخاوف‭ ‬المغاربة‭..‬

مصطفى‭ ‬الناجي‭: ‬السلطات‭ ‬الصحية‭ ‬فعلت‭ ‬نظام‭ ‬اليقظة‭ ‬المبكر‭ ‬والوضع‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬يدعو‭ ‬للقلق

الطيب‭ ‬حمضي‭: ‬الفيروس‭ ‬ينتمي‭ ‬لعائلة‭ ‬إيبولا‭ ‬لكن‭ ‬مراقبته‭ ‬سهلة‭ ‬وانتقاله‭ ‬صعب


بعد‭ ‬تفشيها‭ ‬في‭ ‬إثيوبيا‭.. ‬حمى‭ ‬ماربورغ‭ ‬تثير‭ ‬مخاوف‭ ‬المغاربة‭..‬
العلم‭: ‬نهيلة‭ ‬البرهومي

أثارت‭ ‬الأخبار‭ ‬المتداولة‭ ‬أخيرا‭ ‬بخصوص‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬ماربورغ،‭ ‬أحد‭ ‬أخطر‭ ‬الفيروسات‭ ‬النزفية‭ ‬بإثيوبيا،‭ ‬مخاوف‭ ‬المغاربة‭ ‬من‭ ‬إمكانية‭ ‬توسع‭ ‬نطاق‭ ‬تفشيه‭ ‬وامتداده‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭. ‬‮ ‬فلم‭ ‬يقف‭ ‬الأمر‭ ‬عند‭ ‬إثيوبيا،‭ ‬وارتفع‭ ‬منسوب‭ ‬الذعر‭ ‬لدى‭ ‬المتتبعين‭ ‬للوضع‭ ‬الصحي،‭ ‬بعدما‭ ‬انتشرت‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬تفشي‭ ‬الحمى‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬بسبب‭ ‬ملامسة‭ ‬سوائل‭ ‬جسم‭ ‬المريض،‭ ‬وليس‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهواء‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬باقي‭ ‬الفيروسات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نفته‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬المصرية‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬“الوضع‭ ‬الوبائي”‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬مستقر‭ ‬تماما‭.‬
 
ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التفشي‭ (‬بإثيوبيا‭) ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تواجه‭ ‬فيه‭ ‬القارة‭ ‬الأفريقية‭ ‬تحديات‭ ‬صحية‭ ‬متزايدة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬أسوأ‭ ‬موجة‭ ‬كوليرا‭ ‬منذ‭ ‬25‭ ‬عاما،‭ ‬مما‭ ‬يضاعف‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬الأنظمة‭ ‬الصحية‭ ‬الهشة‭.‬
 
ورغم‭ ‬التطمينات‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية،‭ ‬استطاع‭ ‬الفيروس‭ ‬بفضل‭ ‬الأخبار‭ ‬المنتشرة‭ ‬حوله‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬أن‭ ‬يثير‭ ‬مخاوف‭ ‬المواطنين‭ ‬المغاربة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬تأكيد‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬خطورة‭ ‬حمى‭ ‬ماربورغ‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬عناصر‭ ‬رئيسية،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬الإماتة‭ ‬المرتفعة،‭ ‬والتي‭ ‬تتراوح‭ ‬بين‭ ‬24‭ ‬و88‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬ظروف‭ ‬التفشي‭ ‬وجودة‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭.‬
 
في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أكد‭ ‬مولاي‭ ‬مصطفى‭ ‬الناجي،‭ ‬مدير‭ ‬مختبر‭ ‬الفيروسات‭ ‬بجامعة‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬أن‭ ‬فيروس‭ ‬“ماربورغ‭ ‬إيبولا”‭ ‬قديم‭ ‬وليس‭ ‬جديدا،‭ ‬تم‭ ‬اكتشافه‭ ‬بالكونغو‭.‬
 
مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬بالمغرب‭ ‬لا‭ ‬يدعو‭ ‬للقلق،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬المملكة‭ ‬لم‭ ‬تسجل‭ ‬لحد‭ ‬الساعة‭ ‬أي‭ ‬حالة‭ ‬إصابة‭.‬
 
واعتبر‭ ‬الناجي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ”العلم”،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس‭ ‬مقارنة‭ ‬بالماضي،‭ ‬هو‭ ‬كثرة‭ ‬الرحلات‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الأشخاص،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأعراض‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬الحامل‭ ‬للفيروس‭ ‬بشكل‭ ‬سريع‭.‬
وأوضح‭ ‬مدير‭ ‬مختبر‭ ‬الفيروسات‭ ‬بجامعة‭ ‬الحسن‭ ‬الثاني‭ ‬بالدار‭ ‬البيضاء،‭ ‬أن‭ ‬المغرب‭ ‬ومنذ‭ ‬ظهور‭ ‬الحمى‭ ‬الفيروسية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬سارع‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬اليقظة‭ ‬المبكر،‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحدود‭.‬
 
‮ ‬وفي‭ ‬جوابه‭ ‬على‭ ‬موضوع‭ ‬توفر‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬علاجات‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تفشي‭ ‬الفيروس،‭ ‬أفاد‭ ‬المتحدث،‭ ‬أن‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬واعية‭ ‬بأهمية‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الباب،”‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬تحظر‭ ‬اللقاحات‭ ‬والأدوية‭ ‬الباهظة‭ ‬الثمن‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬تخزينها‭ ‬منذ‭ ‬الآن”،‭ ‬معللا‭ ‬ذلك‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬بروتوكولات‭ ‬تنفذها‭ ‬الوزارة‭ ‬الوصية‭ ‬والداخلية‭ ‬بشراكة‭ ‬مع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الأخرى،‭ ‬لضمان‭ ‬جودة‭ ‬العلاج،‭ ‬كما‭ ‬سبق‭ ‬وحدث‭ ‬مع‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬المملكة‭ ‬سباقة‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬منظومتها‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬انهارت‭ ‬فيه‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬عظمى‭.‬
 
بدوره‭ ‬طمأن‭ ‬الطيب‭ ‬حمضي،‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والنظم‭ ‬الصحية،‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬المغربي،‭ ‬وأكد‭ ‬استحالة‭ ‬عودة‭ ‬سيناريو‭ ‬“كوفيد‭ ‬ـ‭ ‬19”،‭ ‬مبرزا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الصحي‭ ‬بالمملكة‭ ‬لا‭ ‬يدعو‭ ‬للقلق‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬تعرفه‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬لفيروس‭ ‬ماربورغ‭.‬
 
وأرجع‭ ‬حمضي،‭ ‬في‭ ‬تصريح‭ ‬لـ”العلم”،‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬لا‭ ‬ينتقل‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الهواء،‭ ‬وإنما‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬اختلاط‭ ‬سوائل‭ ‬المريض‭ (‬الدم‭/ ‬القيء‭..) ‬مع‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭ ‬سليم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬لا‭ ‬ينتقل‭ ‬إلا‭ ‬حينما‭ ‬تظهر‭ ‬الأعراض‭ ‬على‭ ‬الشخص‭ ‬المصاب،‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬باقي‭ ‬الفيروسات‭ ‬الموسمية‭ ‬مثلا،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمح‭ ‬بالسيطرة‭ ‬عليه‭ ‬حيث‭ ‬تعمل‭ ‬الفرق‭ ‬الطبية‭ ‬على‭ ‬تشخيص‭ ‬المرض‭ ‬بشكل‭ ‬أسهل‭.‬
 
وأوضح‭ ‬الباحث‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬والنظم‭ ‬الصحية،‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬في‭ ‬تفعيل‭ ‬نظام‭ ‬اليقظة‭ ‬المبكر‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المغرب‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬أمر‭ ‬منطقي،‭ ‬خاصة‭ ‬وأن‭ ‬صعوبة‭ ‬انتقال‭ ‬الحمى‭ ‬الفيروسية‭ ‬اليوم‭ ‬واردة،‭ ‬لكن‭ ‬انتقاله‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬مستقبلا‭ ‬قد‭ ‬يكسبه‭ ‬طفرات‭ ‬جديدة‭ ‬تهدد‭ ‬صحة‭ ‬المواطن‭ ‬وتفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬أمام‭ ‬سيناريوهات‭ ‬أخرى‭.‬
 
ونبه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دعوة‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬تكثيف‭ ‬الجهود‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الفيروس،‭ ‬راجعة‭ ‬إلى‭ ‬التخوف‭ ‬الكبير‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬طفرات‭ ‬وامتلاك‭ ‬الفيروس‭ ‬قوة‭ ‬أكبر‭ ‬تخرجنا‭ ‬من‭ ‬دائرة‭ ‬الأمان‭ ‬إلى‭ ‬مثلث‭ ‬الخطر‭.‬
وبخصوص‭ ‬العلاجات‭ ‬المتوفرة‭ ‬حاليا،‭ ‬أكد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬علاج‭ ‬يقتل‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الفيروسات،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬أدوية‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬التجريب‭ ‬مضادة‭ ‬للفيروسات‭ ‬وغيرها‭. ‬مردفا‭: ‬“لا‭ ‬لقاحات‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬لكن‭ ‬اللقاح‭ ‬المستخدم‭ ‬ضد‭ ‬إيبولا‭ ‬من‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬فعالية‭ ‬بسيطة‭ ‬ضد‭ ‬الفيروس‭ ‬بما‭ ‬أنه‭ ‬ينتمي‭ ‬لذات‭ ‬العائلة‭ ‬أو‭ ‬الفصيلة”‭.‬
 
وأوصى‭ ‬في‭ ‬الأخير،‭ ‬زوار‭ ‬المغارات‭ ‬بارتداء‭ ‬كمامات‭ ‬وقفازات‭ ‬واقية،‭ ‬لأن‭ ‬المغارات‭ ‬غالبا‭ ‬تسكنها‭ ‬خفافيش‭ ‬حاضنة‭ ‬بشكل‭ ‬طبيعي‭ ‬للفيروسات‭ ‬تنقلها‭ ‬للبشر‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تتأثر‭ ‬هي‭ ‬بخطورتها،‭ ‬وتطويق‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬حالات‭ ‬حاملة‭ ‬للفيروس‭ ‬فيها‭ ‬تمنع‭ ‬الدخول‭ ‬والخروج‭ ‬منها‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬انتشار‭ ‬الفيروس،‭ ‬واستبعاد‭ ‬الحيوانات‭ ‬الأليفة‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬ينتشر‭ ‬فيها‭ ‬الفيروس،‭ ‬لأنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هي‭ ‬الأخرى‭ ‬حاضنة‭ ‬ثانوية‭ ‬للفيروسات‭.‬
 

              

















MyMeteo




Facebook
YouTube
Newsletter
Rss

الاشتراك بالرسالة الاخبارية
أدخل بريدك الإلكتروني للتوصل بآخر الأخبار